عرض مشاركة واحدة
قديم 01/05/08, (04:21 PM)   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
عساف دخنان
اللقب:
عضو نشيط جدا
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عساف دخنان

البيانات
التسجيل: 06/04/05
العضوية: 16
المشاركات: 424
بمعدل : 0.06 يوميا
معدل التقييم: 59
نقاط التقييم: 160
عساف دخنان متميزعساف دخنان متميز


الإتصالات
الحالة:
عساف دخنان غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عساف دخنان المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي رد: :::كتاب أبطال من الصحراء :::

خلف الأذن



نسبه – فروسيته – شعره – الوضيحي مع خلف وشعره في ذلك – الشاعر بن قويفل – خلف الأذن مع مشائخ قومه آل شعلان – حروب قبيلته مع أبن مهيد – قتل تركي بن مهيد – أبن مهيد من أبرز الشخصيات وأكرمها – الشعر في مقتل بن مهيد – أسر محدى الهبداني – شعر في ذلك – قتل مشائخ بني صخر – فهد بن جزاع وعداوته لخلف الأذن – قصة جواد خلف – خلافه مع النوري – شعره في ذلك – وفادته على سعود بن رشيد – قصته مع زامل وشعره في ذلك – قتله من قبل غزاة من شمر – لجوء أبن عدلان من شمر الى خلف وأكرامه له وهو مقطوع الأيدي – اغارة آل زيد من آل شعلان قبيلة خلف على التومان من شمر وقتلهم فيصل بن سند الربع زعيم التومان ........ الخ .

هو الفارس الصنديد والشاعر المجيد ، خلف الزيد الأذن الشعلان من عائلة آل شعلان الكبيرة رؤساء قبيلة الرولة المشهوره من عنزة ، هذه العائلة تنقسم الى أربعة أفخاذ ، آل نايف والرئاسة متسلسله فيهم الى الآن ، وآل مشهور وآل مجول وآل زيد الذين منهم خلف الأذن ، وعائلة الشعلان مشهوره بين القبائل وقد برز منهم عدد من الأبطال كانوا مضرباً للامثال بالشجاعة ، وقد قال شاعر شمر بصري الوضيحي متحدياً معرضاً هذه الأبيات وذكر فيها مجولاً والدريعي ، مجول جد آل مدول ، والدريعي جد آل مشهور ، والأبيات كما يلي :


أبا أتمنى كان هي بالتماني = صفرا صهاة اللون قبا طليعي
وسروال تومان ومثل الشطاني = ومصقلٍ مثل الثغب له لميعي
أبي ليا لحق الطلب له غواني = والخيل معها مجول والدريعي
أردها وان كان ربي هداني = من المعرقة ياتي على الخد ريعي
أردها لعيون صافي الثماني = بيض النحور مهلكات الرضيعي
قدام شمر مثل زمل الصخاني = اللي يخلون المخالف يطيعي


وقد قدر للوضيحي أن يغزو مع بنيه الجربا شيخ شمر على الرولة من عنزة ، قبيلة آل شعلان التي منها مجول والدريعي ، فقد أغار (بنيه ) هو وفرسانه على أبل الرولة وأخذوها ، ولحقهم الدريعي ومجول كما تمنى الشاعر بصري الوضيحي ، ومعهم فرسان من قبيلة الرولة ليخلصوا الأبل من شمر ، ففكوا الأبل وراحوا يطاردون الجربا وفرسان شمر وقد حمي الوطيس بينهم ، ويقال أن الدريعي بن شعلان ضرب فارساً من فرسان شمر بالسيف وطار رأسه من على منكبيه وعندما رآه بصري الوضيحي دهش من هول الضربة ، فولى هارباً وترك قومه ، وقد دافع فرسان شمر دفاعاً بطولياً وتخلصوا من فرسان الشعلان ، وعندما وصل ( بنيه ) الجربا مضارب عشيرته ، كان غاضباً على بصري الوضيحي لما رآه من جبنه وفراره ، فدعاه ليحقق معه وليؤنبه على فراره ، وعندما سأله أجاب الوضيحي بهذين البيتين على بحر وقافية الأبيات
التي قبلها :
أنا بلاية لا بسين القطاني = اللي يخلون المخالف يطيعي
من فوق قب مكرمات سماني = يشدن شياهين تخطف مريعي


وبعد أن سمع كلامه ، حكم عليه أن يغسل جواده بالصابون ثلاث مرات بين فرسان شمر ، ليطهر جسمها ، لأنه لا بستحق ركوبها ، وكانت هذه الفرس من الخيل الخاصة ( لبنيه ) الجربا ، ثم قال فيهم أحد شعراء شمر المسمى أبن قويفل :


يا مزنة غرا تقافي رعدها = تمطر على دار الدريعي ونايف
خله على الوديان تذهب ولدها = بديار مكدين المهار العسايف
تملا الخباري للدريعي بردها = بقطعان عجلات على الما زهايف
يا ذيب يا شاكٍ من الجوع عدها = كان أنت لرماح الشعالين ضايف
تلقى العشا صفراً صخيفٍ جسدها = من كف ستر معطرات العطايف
وكم سابقٍ بالكف عاقوا جهدها = مضرابها بالجوف ما هو مسايف
من كف شغموم ورد من هددها = أو شايبٍ شيبه من الخيل هايف
كم قالةٍ قفوا بها ما بعدها = راح يتولاها الدريعي ونايف
حالوا وراها ودونها هم لددها = وقد عوضوا طلابها بالحسايف
تنشبت محدٍ يحلل عقدها = ومن دونها يروون بيض الرهايف


ثم قال فيهم أبن قويفل أيضاً هذه القصيدة وذكرهم جميعاً :


اللي يكفون الشوارب بالأيمان = هبيت يا حظٍ تنحيت عنهم
أقفيت عن ربعك عيال أبن شعلان = اللي كما شل الروايا طعنهم
ما ينتخون الا بعليا وعليان = وأن حل ضرب مخلصٍ جيز منهم
لباسةٍ عند المظاهير شيلان = صديق عينك ما يطيح بحضنهم
نزل الخلا ما هم فراقين سكسان = ما سقسقو للعنز تتبع ظعنهم
قطعانهم وان شرقت تقل غزلان = وان غربت مثل البرد هاك عنهم
القلب ما ينسى طويلين الأيمان = اللي يقزون العدو عن وطنهم


وقد قيل في آل شعلان أشعار كثيرة ، ولهم تاريخ حافل بالبطولات والكرم الفياض .
ونرجع الى الشيخ خلف الأذن ، فالمذكور عاصر ثلاثة من أبناء عمه آل نايف الذين فيهم الرئاسة وهم سطام الحمد ، وفهد الهزاع ، والنوري الهزاع ، وقبل هؤلاء المشايخ وفي مطلع شبابه كان قد ادرك آخر حياة الشيخ فيصل بن نائف الشعلان شيخ قبيلة الرولة ، وغزا معه مرة واحدة ، قتل فيها الشيخ العواجي ، وكان هؤلاء المشايخ لم ينسجم معهم خلف الاذن ، ودائماً والخلافات قائمة بينهم ، والسبب لذلك هو شخصية خلف الفذة وطموحه وشجاعته ، فأبناء عمه الرؤساء يأمرون احياناً بأوامر لايستسيغها ويرفضها ، ولذلك فهم يحقدون عليه وليس باستطاعتهم ان ينفذوا أوامرهم عليه بالقوة ، لانه لايمكن ان يتجرأ عليه احد ، ثابت الجنان ، وشجاع فذ ، وصارم فتاك ويلتف حوله ابناء عمه آل زيد ، وكلهم ابطال ، ومن ناحية اخرى فهم يحترمونه لهذه الخصال التي ذكرناها ويذخرونه للملمات ، لانه برز بشجاعته وتفوق بفروسيته ، وجندل من اعدائه عدداً كبيراً ، وكان لا يقتل إلا الفارس الذي له شهرة وقد قتل عدداً من شيوخ القبائل وسوف نأتي بذكرهم ، وبعد أن قتل هؤلاء المشائخ سميي بأبي الشيوخ ، أي قاتل الشيوخ ، ولازال معروفاً بنجد بهذا الاسم ، فإذا قيل الشيخ خلف الأذن ، أضافوا إليه أبا الشيوخ .
وفي عهد مشيخة سطام بن شعلان أغار الشيخ تركي بن مهيد شيخ قبيلة الفدعان ، على إبل عائلة الزيد الشعلان ، وهم غائبون عنها ، وأخذ أبلاً كثيرة منهم ، ومن ضمنها ، إبل ابن عم خلف الأذن ، المسمى ( عرسان أبو جذلة ) آل زيد ، وهذه الإبل مشهورة بنجد ، وتسمى ( العلي ) وألوانها وضح أي بيض ، وقد تأثر عموم الشعلان لهذا الأمر، إلا أن الشيخ سطام بن شعلان رئيسهم يعارضهم بذلك ، لأنه مصاهر للشيخ تركي بن مهيد ، زوجته تركيه أخت الشيخ تركي بن مهيد ، ولا يحب أن يقع بينه وبين أصهاره خلاف ، ويود أن يفاوض تركي بن مهيد ويحل القضية حلاً سلمياً ، ولكن تركي بن مهيد رفض كل عرض عرضه سطام الشعلان ، وتأزمت القضية وأصر خلف الأذن وأبن عمه عرسان أبو جدله وبقية آل زيد على أن يأخذوا ثأرهم من أبن مهيد بالقوة ، وأخيراً أنضم إليهم عموم آل شعلان ، وأنضم إليهم عموم مشائخ الرولة ، وقد تحير في الأمر الشيخ سطام ، لأنه يكره أن يهاجم صهره الشيخ تركي بن مهيد ، بصفته هو رئيسهم ، وإن لم يعمل بذلك فليطلبوا من النوري بن شعلان أن يقودهم لمهاجمة تركي بن مهيد وأخذ الثأر منه ، وأسترجاع الأبل منه ، ولابد من تنفيذ أحد الأمرين .. وعندما أتوا الشيخ سطام وعرضوا عليه ماقرروه ، وعرف أن الأمر جد ، وكان الشيخ سطام من أدهى الرجال وأذكاهم ، ومن أحذرهم وأحذقهم وكان مخفياً لأسراره ، وقد قال به أبن عمه محمد بن مهلهل بن شعلان قصيدة هذا بيت منها :

يمشي مع الضاحي ويخفي مواطيه = ويكمى السحابه وأنت توحي رعدها


يعد أن لاحظ تصميم عموم آل شعلان أبناء عمه قرر أن يكون معهم ، وأن يكون زحفهم الصباح ، وكان بن مهيد على مقربة منهم ، وأرسل شخصاً بصفة سريه لينذر أبن مهيد ، ولكن ابن مهيد عندما وصل إليه الرسول وأخبره بكلام صهره سطام قال له أرجع إلى سطام وأخبره بأنني لست ممن يقعقع له بالشنان ... فلن أبرح مكاني هذا حتى أردهم خاسرين ، وكان شجاعاً ومقداماً ، وقد سبق السيف العذل ، وحصل الهجوم الكبير من قبائل الرولة ، وظهرت كراديس الخيل ، وفي مقدمتهم فرسان آل شعلان ، وأولهم النوري الهزاع ، وخلف الأذن أبا الشيوخ ، وحصلت المعركة وحمي الوطيس ، وكان تركي بن مهيد لابساً درعاً وخوذة ، وقد وقف بالميدان موقف الأبطال ، وعجز الفرسان أن يتغلبوا عليه ، وقد أختار خلف الأذن تلاً عالياً ووقف عليه ، على صهوة جواده المسماة ( خلفة ) ولم يشترك بالمعركة إلا بعد أن لاحظ عجز الفرسان عن التغلب على تركي بن مهيد ، عندها أنقض عليه واختطفه من فوق جواده وترجل به على الأرض وضربه بسيفه ( شامان ) على أنفه ، إلى أن طار أنفه ، وتركه وراح يطارد بقية الفرسان ، بعد أن قال لمن حوله من فرسان قبيلة الرولة : إن هذا تركي بن مهيد ، وقصده من ذلك أن يقتله من كان حاقداً عليه ، وقد تداعى عليه فرسان الرولة وقتلوه وكان خسارة كبرى على قبيلة الفدعان ، وهو من أشجع الرجال ، وكان يضرب به المثل بالكرم الحاتمي ، ويسمونه ( مصوت بالعشا ) ، أي أنه بعد المغرب يأمر أحد رجاله فيعلو مرتفعاً من حوله ثم يرفع صوته منادياً من كان يريد العشا فليتفضل ، هذه من خصال المرحوم الشيخ تركي بن مهيد ، وبعد أنتصار الشعلان وقتلهم أبن مهيد وأخذهم جميع أمواله ، وأموال قبيلة الفدعان ، وسترجاع الإبل ( العلي ) إبل
( عرسان أبو جذلة ) أبن عم خلف الأذن قال خلف هذه القصيدة ، مفاخراً بها ، وملمحاً بها عن الموقف :


حنا عصينا شيخنا من جهلنا = الشيخ شيال الحمول الثقيله
وارخص غلاهم واشتري به زعلنا = الله يمهل به سنين طويله
وأنا أحمد الله طار عنا فشلنا = جعل مصبه فوق راس الغليله
إن قدم المركب وعنده حقلنا = كم راس شيخٍ عن كتوفه نشيله
هذي فعول جدودنا هم وأهلنا = بالسيف نقدي تايهين الدليله
ما ننعشق للبيض لو ما فعلنا = ولا تلكد بعقوبنا كل أصيله


وعندما علم محدى الهبداني الشاعر المشهور بمقتل الشيخ تركي بن مهيد ، وكان محدى من أصدقاء والد تركي الشيخ جدعان ، قال هذه القصيدة يتوعد خلف الأذن بأخذ الثأر :


يا خلف الآذان بالك تغبا = يذكر لنا عندك قعودٍ جلابه
بالحرب عندي لك حمولٍ تعبا = وبيني وبينك يالرويلي طلابه
إن ما خذينا الثار وإلا نهبا = ويبقى علينا عقب تركي جنابه
نصبر ولا بد الهبايب تهبا = ونجيك فوق القحص مثل الذيابه
نريد ثار اللي ببطنك مسبا = شيخ الشيوخ اللي عزيزٍ جنابه


فأجابه خلف الأذن بهذه القصيدة :


كان أنت يا محدى لعلمي تنبا = عيبٍ على اللي ما يثمن جوابه
أنشد وتلقاني على سرج قبا = مع سربة الآذان والا الشيابه
قب لعصمين الشوارب تربى = يا ما غدا بظهورهن من طلابه
كم شيخ قومٍ من طعنا تكبا = وعدونا سم الأفاعي شرابه
أشبع عيالك جعل قلبك يهبا = شاعر نور تلعب على أبو عتابه
لو أنت من حصن الرمك ما تشبا = من عذرة الساجور واللي ربابه


ومن الصدف الغريبة أن محدى الهبداني غزا قبيلة الروله مع غزية من قبيلة الفدعان ، وهاجموهم وأخذوا منهم عدداً من الإبل ، وهبت قبيلة الروله لتخليص أبلهم ، وفعلاً هزموا قبيلة الفدعان المغيرين ، وخلصوا ابلهم ، وأسروا عدداً من فرسان الفدعان ، ومن بين المأسورين
( محدى الهبداني ) ، أسره أحد فرسان الروله ، وأخذ جواده منه ، وكان محدى الهبداني صديقاً للشيخ محمد بن سمير شيخ قبيلة ( ولد علي ) من عنزة ، وبعد أن علم بذلك خلف الأذن أرسل إلى محمد بن سمير هذه القصيدة :


يا راكبين أكوار حيلٍ عراميس = يقطعن ميد مساهمات الحزومي
حيلٍ تذب أكوارها بالنسانيس = ياحلو مرواح الضحا عقب نومي
إن روحن مثل الحمام المماريس = ركابهن ما يستضف الهدومي
صبح أربع في غيبة الجن وابليس = يلفن لبيوت الرفاقه لزومي
يلفن محمد زبن خيل المراويس = الوايلي زبن الحصان العزومي
قل له ترى حنا خذينا النواميس = بسعود مولانا قوي العزومي
وتجارتك يا شيخ ضاعت من الكيس = تفرقت لمقطعين الخرومي
وراحن عليمات الهبيدي بسابيس= خلوه بقياع الشجر تقل بومي
كيف الوهم يرمي عرود القرانيس = ما به صواب وعاجزٍ لا يقومي
عاقوه ربعٍ يبعدون المناطيس = أهل المهار منزحين الخصومي
وان جا نهارٍ فيه جدع الملابيس = يابنت عن مثله هاك اليوم شومي


















عرض البوم صور عساف دخنان