عرض مشاركة واحدة
قديم 18/01/08, (07:18 PM)   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
عساف دخنان
اللقب:
عضو نشيط جدا
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عساف دخنان

البيانات
التسجيل: 06/04/05
العضوية: 16
المشاركات: 424
بمعدل : 0.06 يوميا
معدل التقييم: 59
نقاط التقييم: 160
عساف دخنان متميزعساف دخنان متميز


الإتصالات
الحالة:
عساف دخنان غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عساف دخنان المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي أبطال من الصحراء ( 6 )

بسم الله الرحمن الرحيم



ثانياً :



ساجر الرفدي



ساجر الرفدي ـ نسبه ـ خمول أسرته ـ أخوه عسكر يشد من عضده ـفرسيتهما ـ النزاع بينهما وبين أخوالهما وقتل عسكر ـ حرب ساجر مع أخواله البجايده ـ بروز ساجر ـ شعره ـ الأمير عبدالله الرشيد لا يطمئن الى ساجر ويستعدي عليه الأمام عبدالله الفيصل بن سعود ـ عبدالله الفيصل يهاجم ساجر وبرجس بن مجلاد ـ نزوح ساجر بعدها مع قبيلة العمارات الى وديان عنزة ـ غاراته على نجد ـفروسيته جعلت منه زعيماً متبوعاً ـ شاعره سليمان اليمني ـ الخلاف بين آل شعلان وبروز شخصية ساجر فيه ـ غارته على أبل أبن رشيد وقتله لأبن زويمل وأخذ الأبل ـ الخلاف بين ساجر والسمن وبن قعيشيش وبن غبين من مشايخ عنزة ـ ساجر وقصة الشويهات ـ الخ........

ساجر من قبيلة ( السلقا ) بطن من قبيلة العمارات من عنزة ، وكان والده من بين أفراد هذه القبيلة خامل الذكر ، الا أنه تزوج فتاة من أسرة عريقه ، هي بنت أبي الخساير ، من قبيلة البجايده من السلقا ، وقد رزق منها بولدين ، أحدهما ساجر والأخر عسكر ، وعندما أكتملت رجولتهما برزا بين قبيلة السلقا ، واخذت الأنظار تتجه نحوهما ، على عكس ماكان عليه والدهما من الخمول ، وقد اشتهرا وهما في مقتبل العمر ، لم يتجاوز عمرهما العشرين سنة ، وقد أثبتا وجودهما بين قبيلتهما ، وكانا مضرب الأمثال بين القبائل ، وقد أشادا بيتاً كبيراً لأنفسهما ، وأصبح كل واحد منهما فارساً مغواراً ، وكانت نشأتهما في منتصف القرن الثالث عشر الهجري تقريباً ، وقد حصل بينهما وبين أخوالهما البجايده ، عقد أجتماع في بيتهما ، فدارت مناقشه بينهما وبين أخوالهما أدت الى نزاع مسلح ، قتل فيه عسكر شقيق ساجر ، فانصرف البجايدة الى مواقعهم ، أما ساجر فقد دفن أخاه ، ورحل عن مواطنهم ، الى أراضي القصيم ، أما البجايده فبقوا في أرضهم التي هي قريبة من ( الشملي ) في أعالي بلاد طي ، وكان القصد من رحيله هو أن ينتحي عنهم ، ثم يكر عليهم ، ليأخذ بثأر أخيه ، وبعد مدة أغار على أخواله البجايدة ، وهاجمهم ليلاً ، ولكنه لم يقتل الا عبدا لشخص يسمى سودان ، من رؤساء البجايدة ( وسودان المذكور هو المتهم بقتل أخيه عسكر ) ، ثم أغار عليهم مرة ثانية ، وقتل سودان نفسه قاتل أخيه ، وبعد هذه الجرأة برز ساجر ساجر الرفدي ، والتفت حوله جماعة من أقاربه الشملان ، وأخذ يغزو بهم القبائل المعادية ، وبدأ سعده يطلع ، وأتجهت اليه الأنظار أكثر ، وأخذوا ينظرون اليه كقائد موفق ، وأخذت سمعته تزداد بين القبائل باواسط نجد ، وأنتشر صيته ، الى أن أشتهر ، وعرف بالقائد ساجر الرفدي ، وتزعم قبيلة الشملان ، وكان محبوباً عند كل من عرفه ، وبدأ يقول الشعر ، وينظمه بقومه ، ويحرضهم ، ويشحذ من هممهم حتى أصبح شاعراً مجيداً ، وله أشعار كثيره لم أستطع جمعها ، ولكنني سأورد ماظفرت به من شعره ، الذي يحكي واقع حياته ، ويبين الحوادث التي حصلت له في سيرته ، وكان من المعاصرين لساجر الرفدي الشيخ برجس بن مجلاد شيخ الدهامشه من عنزة ، وكان الأثنان يشكلان خطراً على أمير حائل عبد الله بن رشيد ، ولم يكن أبن رشيد مرتاحاً لموقف الأثنين ، ولذلك بعث أخاه عبيد الى الأمام عبدالله الفيصل بالرياض ، فسأله الأمام عن ما وراءه من أخبار البلاد الشمالية من نجد ، فانتهز أبن رشيد الفرصة ليشي بساجر الرفدي ، وبرجس بن مجلاد ، وقال الأبيات التالية :
:



يا شيخ أنا جيتك مسير وبلاس = وباغ أشوفك يا مضنة فوادي
وأخبرك بأحوال ناس من الناس = ناسٍ على حكمك تدور الفسادي
يا شيخنا ما حركوا طبلة الراس = وعندك خبر يقزا البعير القرادي
أنا وربعي بين الأثنا والأخماس = ألفين من غبر الفلا والعيادي




هذا ما ظفرت به من هذه القصيدة الطويلة . فسأله الأمام عبدالله عمن يعني بهذه الأبيات ، فقال له هما ساجر الرفدي وبرجس بن مجلاد اللذان يقومان بغزوات متتالية بنجد ، ويفسدان القبائل ويخلان بالأمن ، وأخذ يحرض الأمام عليهما وفعلاً تأثر الأمام عبدالله بكلام أبن رشيد ، فأمر بتجريد حملة لتأديبهما ، فداهمهم وهما بأراضي القصيم ، وبعدها نزحت قبيلة العمارات مضطرة الى وديان عنزة المعروفة في شمال المملكة ، وهناك أستقروا وأخذ ساجر يشن غاراته على أواسط نجد ، وألتفت القبائل من حوله .
وقد قال هذه القصيدة بمناسبة ما حصل عليه من الأمام عبدالله :
:



الله من عينٍ تزايد حزنها = والقلب م ضكات الأيام مسمور
من شوفتي دارٍ تغير وطنها = من عقب ماني داله القلب مسرور
دنولي الحمرا ومدوا رسنها = وهاتوا ذلولي وانسفوا فوقها الكور
ياما حلا المسلاف باول ظعنها = مستجنبين الخيل يبرا لهن خور
يوم أنها نجدٍ وانا من سكنها = واليوم مايسكن بها كل ممرور
شامت لعبدالله وانا شمت عنها = اللي يصبح به على شقة النور
وانا أحمد الله سالمٍ من شطنها = ومكيفٍ ما بين عرعر وأبا القور


وبعد هذا أخذ يضاعف غاراته على نجد ، وعرف بالشيخ ساجر ، ولم يبق رئيساً لقبيلة الشملان فقط ، بل ترأس عموم قبيلة السلقا ، التي يعتبر الشملان بطناً من بطونها ، وأصبح يشكل خطراً على جميع القبائل المعادية ، وكان في غزواته يتبعه أعداد هائلة من الخيل والهجن ، وكان ميمون النقية ، ومعروفاً بغزواته شجاعاً لا يهاب الموت ، ومع هذا كريم الى أبعد الحدود ، ودمث الأخلاق ومتسامح عن خطايا من حوله من رفاقه ، وكان يفضل قومه على نفسه ، وينصفهم بحقوقهم ويعف عندما يغنم ، وليس للجشع في نفسه مدخل ، وهذه السجايا هي من مقومات زعامته ، الأمر الذي حدا بأكثر قبائل عنزة وبعض قبائل شمر الى الأنضمام اليه في غزواته ، وكان قد أعد صانعاً يسمى خليفاً ، وأسكنه في راس هضبة تسمى ( اللبيد ) وليس لهذا الصانع مهمة سوى صنع حذاء الخيل وتركيبها عندما يغزو ساجر ، ويرجع اليه ، وبهذه المناسبة قال قصيدته المشهورة وهي كما يلي : :


يا خليف قطع للسبايا مسامير = عن الحفا يا شوق موضي جبينه
ياما حلا يا خليف تشييدة الكير = براس اللبيد بين خضرا ولينه
وياما حلا يا خليف خز المعاشير = خلجٍ توال الليل تسمع حنيه
كم عزبةٍ زحناه مع نوضة الكير = وكم شيخ قومٍ عندهن جادعينه
من حد حايل لين سنجار والدير = كم خيرٍ بارماحنا عاثرينه
ومن نجد جبنا الصفر هي والمغاتير = والذيب من عدواننا مشبعينه
وحنا على شهب النواصي مناحير = ان طار عن جرد السبايا يقينه
مرٍ مسانيد ومرٍ محادير = وكم جو قومٍ ناثرينٍ قطينه
وكم عايل جنه سواة الشنانير = واصبح فقير خاليات يدينه
من فوقهن فعالة الشر والخير = أهل العلوم البينة والسمينه




وبهذه القصيدة لمح عن الأراضي التي يغزوها ويصل اليها ، وقال أنه وجماعته يذهبون على الهجن الى أعالي نجد ، ثم ينحدرون ويصلون الى سنجار والى الدير بسورية ، وقال أنه وجماعته يفعلون الشر والخير ، أي أنهم حرب على أعداهم ، وسلم لمن صادقهم . لاشك أن ساجر الرفدي قوي العزيمة ، شديد الشكيمة ، طموح الى أبعد حد ، وقد أوجد نفسه من لاشئ ، وفي بعض غزواته قيلت هذه القصيدة ويقال أنها للشاعر اليمني شاعر ساجر الرفدي :


غنام هام ويم طلعه جذبنا = طير الحباري لا برق الريش عفار
وشفنا واغرنا فوقهن وانتدبنا = وشالن ابن لامي على الوجه حدار
وهمنا الدويش بديرته وانقلبنا = جيانهم ما تروي الخيل واعسار
صبح أربعٍ من جو خضرا شربنا = وتشاوروا للراي صليبين الاشوار
والصبح من فوق الركايب ركبنا = ومرن رجم للهيازع وسنار
وابن علي قلط لنا البيت يبنا = وجينا كشافٍ عقب الأضحى والأفكار
ومن فوق زينات السبايا هذبنا = بيومٍ عبوسٍ فيه عج الدخن ثار
ولبن علي وابن طوالة ضربنا = واقفن برياد العشاشيق عبار
حنا ليا منا عدينا غلبنا = وعدونا نسقيه كاسات الامرار
أقفن سلايل خيلهم من غضبنا = غلبا مدلهة العشاير بالأقفار
وحنا ليا منا زعلنا حربنا = ونذر الدخيل ونكرم الضيف والجار
وياما غضبناهم ولحدٍ غضبنا = وهذي عوايدنا على الهجن وامعار
وعدواننا تشكي فعايل سربنا = نوبٍ مسانيدٍ ونوبات حدار





ويقصد الشاعر اليمني بكلمة غنام هو ساجر الرفدي قائدهم مشبهاً اياه بالصقر ، لأن غنام من أسماء أسماء الصقور ، وقال أنهم أبصروا عربان أبن لامي ، فأغاروا عليهم ، وأخذوهم ، ثم صمموا على مهاجمة الدويش ، وأخيراً تراجعوا لأن مناهلهم قليلة الماء ، لا تروي الخيل ، وعسار ، أي عميقة . وفي صبيحة اليوم الرابع وصلوا منهل ( خضرا ) المعروف وشربوا منه ، وهناك تبادلوا الراي ، ثم مشوا باليوم الخامس ومروا برجم ( الهيازع ) و ( سنار ) وهناك وجدوا ان أبن علي زعيم قبيلة عبده من شمر قد علم بهم ، وقطع عليهم الطريق ، متصدياً لهم ، وقد أنظم الى ابن علي ابن طواله زعيم قبيلة الأسلم من شمر ، وذكر الشاعر أنهم هاجموهم وهزموهم هم ومن معهم ، وان خيلهم هاربة ومن فوقها الشبان الذين يعشقون البنات ، وقال أنهم ( يقصد جماعة ساجر ) يغلبون كل من يحاربهم ، ولا يغلبون ،
وكأنه معني ببيت عمرو بن كلثوم حيث قال :
:



فان نغلب فغلابون قدما = وان نغلب فغير مغلبينا




ثم قال في آخر قصيدته : وهو ولا شك يتكلم بلسان ساجر : أنه اذا تحداه أحد حاربه ، وانه يجير من أستجار به ، ويكرم ضيفه وجاره ، ثم قال أنه يغتصب الناس ، ولا يستطيعون أغتصابه وهذه هي عادته على صهوات الجياد ، وأكوار الأبل ، وقال ان اعداءنا يشكون الضيم من كراديس خيلنا ، واننا نسير بنجد جيئه وذهاباً لا نخشى من أعترض طريقنا . :


















توقيع : عساف دخنان



عرض البوم صور عساف دخنان