سماءهم غريبة
مليئة بالغيوم السوداء
تمطر بالكثير من الأقنعة
بين رذاذها الكثير من المعاني
التي تتبعثر كلما أتت الرياح لتغير اتجاهها
عجيبة تلك السماءات
تنتقي السحابات انتقاء
و تمطر ما أعجبها من أزهار
دون أن يصحو البحر من جنونه
أو يفوق البركان من ثوراته
لسماءهم أذرع
تتلقف تلك الحمم المندلعة
لتعود فتقذفها في عالم آخر
بعد أن تعيد تسميتها " مصابيح مضيئة "
و لها أيضا مجاديف
تبثها على زبد الموج
لتستنشق جنون البحر
دون أن تعلم أنه ربما يبتلعها يوما ما
إن أدار رأسه لها
و قرر أن يضرب موجه بغضب
عجيبة سماءاتهم
تحب الدماء ,, و تتعذر بأن لونها أحمر
كورد الجوري !!
أتراها تعلم المعنى الحقيقي للون الورد .. و لما انسكب من الدماء!!
تعشق السواد ,, لأنه في نظرها أصل الألوان
أتساءل .. أرغم كل أعينها لا ترى الألوان ؟!
تهيم في التيه بين الحقول
دون أن تكلف نفسها عناء النظر
كم إصبعا جرحته أشواكها ...
تحفر بجد .. لكن دون أن تحذر
أين وضعت ترابها
و كم نفسا وأدتها !!
عجيبة سماءاتهم
تتلو صلواتها جهرا
و تلعنها خفاياها سرا
تستظل بسقف من زجاج
و تظن أن مابداخلها مختبئ
خلف ركام سحابها
فعلا عجيبة
مضحكة لمن اكتشفها
مبكية لمن دقق النظر فيها
أتساءل ... هل يحق للبحر أن يغضب على سماءاتهم
فيحرمها الوقوف على أمواجه ؟
أم أنها مع الزمان ,, ستعود إلى أصلها
" دخان "
ينتهي
" كفقاعة ماء "
تلاشت
بعدما ظنت أنها ستدوم للأبد ؟!
الشهيدة
26-8-2007