
يحكى أن رجل فقير كان يتمشى هائماً على وجهه وقد أخذ الجوع يفتك به وما هي خطوات حتى وصل إلى بستان ملئ
بالنخيل رفع رأسه إلى أعلى فوجد بلح قد أستوى فلم تمنعه نفسه أن يلتقط أحدى تلك البلحات ويأكلها حتى يسد
رمقة كمل طريقة أبتعد عن البستان كثيراً وهو يمشى توقف فجأه أيقظه ضميرة وأنبه أستل الضمير السوط وأخذ يجلد
الرجل ويقول له كيف سمحت لنفسك أن تأكل تلك البلحة وتاكلها دون أن تستأذن من صاحبها ولكن الجانب السيئ في
شخصيتة أجاب وما هي المشكلة لصاحب البستان إن عرف أو لم يعرف أنني التقطت بلحة من ملايين البلحات وأكلتها لن
يقول لي شيئاً لن تفرق معه كثيراً وهو رجل غني وأنا عديم الحال أكمل طريقة ثم عاد للتوقف مرة أخرى أنه الضمير
يقول له لكن الله لن يسامحك أن لم تبلغ صاحب البستان بما حدث أنت سرقت وإن كانت بلحة دخل الرجل في صراع مرير
مع ضميرة يحاول أن يقاوم تأنيب الضمير ومابين صراعه مع الضمير والجانب السيئ في شخصة قرر أن يرتاح من العناء
قليلاً أراد أن ينام ويكمل مسيرتة وما أن وضع رأسه على نعالة حتى عاد له الضمير مرة أخرى قم يا رجل أذهب
وتأسف للرجل عله يعفو عنك لم يستطع النوم وقد عاش عذاب التفكير بفعلته أخيراً قرر أن يعود للبستان ويتأسف
لصاحبه عاد الرجل إلى البستان وأنتظر صاحبه وما هي إلا ساعات حتى أقترب منه رجل طاعن في السن وسألة من أنت
وما تفعل هنا أجاب الرجل الفقير يا سيدي الفاضل أريد أن أقول لك أنني أخذت من بستانك بلحة وأكلتها وأريد من
السماح على ما فعلت هل تسامحني انا رجل فقير وقد أفترسني الجوع أرجوك سامحني لكن جواب الرجل جاء عكس ما
توقع الفقير فقد قال له لا والله لن أسامحك أنصدم الرجل الفقر وقال له أنها بلحة واحدة أتستحق كل هذا العناء أرجوك
فكر في الأمر وأخذ يترجاه أخيراً قبل صاحب البستان أن يسامحه لكن عليه أن ينفذ ثلاثة شروط قال الرجل وماهي
شروطك قال اول شرط عليك بنتفيذه هو أن تساعدني بقطف ثمار البستان شهر كاملاً بدون أن أعطيك أي مقابل لسان
حال الفقير يقول ما هذه الورطة ليتني لم أقترب للبلح هذه بلحة ما حالي لو أنني أكثرت في أكله وافق الفقير على
الشرط الأول وقال ما الشرط الثاني قال له صاحب البستان لن أقول لك حتى تنتهي من عملك قبل الفقير وبدأ بالعمل
وبعد جهد وعناء أنتهى الشهر فذهب إلى الكهل وقال له يا سيدي وما أن انتهيت من عملي الأ تعتقني لوجه الله
وتتركني أذهب قال له لا والله حتى تكمل الشروط قال الفقير حسناً وما هو الشرط الثاني قال له هو أن تبني لي دار
قريبة من البستان قال الفقير لوحدي ؟؟ قال له الكهل نعم لوحدك قال الفقير لا هذا شرط تعجيزي أسمح لي أنا منصرف
ذهب بعد أن نال منه الغضب لكنها دقائق إلى أن عاد إليه الضمير يقول له أكملت شرط ولم يبقى إلا أثنين عد قبل أن
تحاسب على ما فعلت عاد الفقير إلى الكهل وقال عدت وانا مستعد للعمل عمل الرجل الفقير بجهد ونشاط وتعب وأنهك
حتى أنتهى من بناء الدار لقد هانت عليه وما بقي إلا شرط واحد عاد من جديد إلى الكهل قال له ما رأيك بالدار قال
جميلة لكن بقى الشرط الأخير قال الفقير ما هو قال لدي أبنة عمياء وطرشاء ومعاقة وخلقتها بشعة أريد منك أن
تتزوجها أنصدم الفقير ويل حالي وماذا أفعل بها أنها لا تصلح للزواج لا أرجوك قال الكهل أقسم برب الكعبة لن أسامح
حتى تنفذ الشرط الأخير قبل الفقير وقد أسودت الدنيا بوجهه أتى الكهل بأبنته ثم عقد قرانها على الرجل الفقير وقال له
أذهب بعد قليل للدار التي قمت ببنائها لتجد بنتي تنتظرك ذهب وقد جهز نفسه للصدمة دخل الغرفة وهو يتمتم لعن الله
نفسي التي اجبرتني على أكل تلك البلحة فوجد بنت أمرأة وقد لبست طرحة وغطت وجهها وما
أن رأته حتى رفعت طرحتها وبان ذلك الجمال الذي لم تنجب مثله النساء من قبل أنها أمراة فاتنة الجمال قال لها عذراً
يا أختاه كنت أحسبك زوجتي قالت له أنا زوجتك قال كيف لقد قال لي أنكي عمياء وطرشاء ومعاقة ؟؟
ذهب الرجل إلى صاحب البستان وقال له كيف تقول لي ما قلت عن بنتك قال له الكهل أسمع يا بني أنا شخص كبير
ومريض وليس لدى بنتي غيري وقد أعجبت بشخصيتك وأمانتك وأحببت أن أختبرك بالشروط الثلاثه التي قمت بعملها
فلما وجدتك أمين مخلص وضميرك حي كتبت كل ما أملك لك وزوجتك بنتي لأنني أعلم أنك جدير بالأمانه وستحافظ
عليها عرف الرجل أن الله قد عوضه بتعبه خيراً ونال ما يستحق جزاء ندمه على ما فعل وتوبته وطلب السماح بعد الذنب !!!
ما حصل ليلة البارحة من تجاوزات بحق المساكين المكتتبين ببنك الجزيرة جعلني أيقن تماما ً أن هنالك من البشر باع
ضميرة من أجل المال وجعل المساكين صغار المستمثرين وضياعهم وسيلة للكسب الغير المشروع او بالأحري سرقة تعب
وجهد هؤلاء الناس دون أن يتوقف للحظه واحدة ويسأل نفسه لماذا أتاجر بجهد وعناء أناس مساكين قد بنوا آمالهم
على حفنة من الأسهم والفرق الكبير والنقيض بين الرجل الفقير في القصة أنه كان لا يملك ما يسد به جوعه وأنبه ضميرة
على بلحة قد سرقها من شخص غني أما هؤلاء يملكون الملايين وقد سرقوا البلح من الفقراء ومما زاد الطين بلة موقف
هيئة المال التي حولت المال المسروق إلى حسابها والله وحدة يعلم إلى أي كرش ستذهب الأموال دون أن تكلف نفسها
وتقوم بتوزيع المال إلى المتضررين من السرقة لله في خلقه شئون وشتان بين ضمير وضمير ..
دمتم بخير ..
..