هجرة بعض قبائل عنزة من نجد والحجاز وأسبابها
الجزء الثالث
• أحداث الجدب في القرن الثالث عشر هجري :
1211هـ وفيها أنزل الله سيلاً عظيماً أشفق منه كثير من أهل البدان وغرقت منه حلة الدلم ومحاها ، ولم يبق من بيوتها إلا القليل ، وذهب لهم أموال كثيرة من الطعام والأمتعة وغيرها ، ونزل على بلد حريملاء برد لم يعرف له نظير خسف السطوح وقتل البهائم وكسر عسبان النخل وخوصها ، وكسر الأشجار وهدم الجدران حتى أشرفوا على الهلاك ، ثم رحمهم الله تعالى وفرج عنهم ثم جاء في الصيف سيل عظيم أشفق منه أهل البلدان وهدم بعض حوطة الجنوب وذهب بزروع كثيرة محصودة ، وجاء في وادي بني حنيفة سيل عظيم، هدم في الدرعية بيوتاً كثيرة ، وارتفع على الدكاكين والبيوت ، ولم يكن يعلم أنه قبل ذلك بلغها ، وهدم في العيينة بيوتاً كثيرة وسمي أهل الدرعية هذا السيل موصة... المصدر – صفحة 201 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر 1220هـ وفي هذه السنة اشتد البلاء والقحط على الناس في نجد وما يليها ، وسقط كثير من أهل اليمن ومات أكثر إبلهم وأغنامهم .
وفي آخرها في ذي القعدة بلغ البر ثلاثة آصع بالريال ، وبلغ التمر سبع وزنات بالريال ، وبيع في ناحية الوشم والقصيم خمس وزنات بالريال ، وأما مكة فالأمر فيها أعظم مما ذكرنا بسبب الحرب والحصار وقطع الميرة والسابلة وذلك حيث انتقض الصلح بين غالب وبين سعود ، فسدت الطرق كلها عن مكة من جهة اليمن وتهامة والحجاز ونجد ، لأن كلهم رعية سعود وتحت أمره ، فثبت عندنا وتواتر أن كيلة الأرز والحب بلغت في مكة ست أريل، وكيلتهم أنقص من صاع ، وبيع فيها لحوم الحمير والجيف بأغلى ثمن وأكلت الكلاب ، وبلغ رطل الدهن ريالين ومات خلق كثير عندهم جوعاً .. وأما نجد فاشتد الجوع على الناس ، ولكن الله جعل الأمن العظيم في نواحيهم ، يسافر الرجل إلى أقصى البلاد من اليمن وعمان والشام والعراق وغير ذلك ، لا يخشى أحداً إلا الله ، وصارت الدرعية لهم ردءاً كأنها البصرة والأحساء ، فمن أتاها بنفسه وعياله وسع الله عليه دنياه ، وطاول هذا البلاء والجوع في نجد نحو ست سنين .. المصدر – صفحة 238 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
* تعليق : هذه السنة التي هاجرت بها بعض قبائل عنزة وقصد بها الشيخ عبد الله الهذال في قصيدته عن نجد والتي ذكر عنا بها هذا القحط المذكر من هذه السنة بهذا البيت : سبعة سنيـن ما لمع فـيـك بـارق.... مات الـحلال ويـبست الأشـجــار وقد ذكر ابن بشر في نصه السابق من سنة 1220هـ أن هذا القحط استمر ست سنين ولكن هذا لا يختلف مع ما ذكره الشيخ عبد الله بن هذال ، إذ يشير ابن بشر في القحط الذي ذكر خبره في سنة 1251هـ أن القحط الذي حدث في سنة 1220هـ استمر 7 سنين .. ويقول ابن عيسى : وفيها أشتد القحط والغلا وهلك كثير من بادية الحجاز واليمن ونجد وعدمت الأقوات في مكة المشرفة...
المصدر – صفحة 99 – تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد لابن عيسى 1222هـ وفي هذه السنة اشتد الغلاء والقحط في نجد وبلغ البر أربعة أصواع بالريال والتمر إحدى عشرة وزنة بالريال ، وأمحلت الأرض ، وأهلك غالب مواشي البوادي ولم يبق لأكثرهم ألا قليل ، وهلك أيضا غالب مواشي الحضر..
المصدر – صفحة 245 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر 1223هـ وفي هذه السنة الغلاء والقحط في نجد على حاله في الشدة وانتهى سعر البر أربعة آصع بالريال ، ولاثة آصع التمر عشر وزنات بالريال ، وعم الغلاء في جميع نجد واليمن والتهائم والحرمين والحجاز والاحساء ، ووقع مع ذلك مرض ووباء مات فيه خلق كثير من نواحي نجد ، ودخلت السنة الرابعة والأمر على حاله من الغلاء والمرض ، ومات فيها والتي قبلها من سواد الناس مئون ..
المصدر – صفحة 249 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر 1224هـ وفيها اشتد الوباء والمرض ، خصوصاً في بلد الدرعية فمكث على ذلك الحال إلى شهر جمادى ، ومات في الدرعية خلق كثير من الغرباء والسكان ، حتى أتى عليهم أيام يموت في اليوم الواحد ثلاثون وأربعون نفساً وكتب سعود نصيحة بليغة إلى أهل الدرعية وأرسلها إلى جميع النواحي وحضهم على التخلي عن الذنوب والتوبة النصوح ، وذكر فيها كثيراً من المحظورات وأورد الترهيب بالأدلة عنها ودعا الله في آخرها دعاء عظيماً أكثر فيه من الثناء على الله والتوسل بأسمائه الحسنى برفع الضر والوباء بعدها عن الدرعية..
المصدر – صفحة 249 ،250 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر 1229هـ وفيها ظهر في نجد جراد كثير ودبى أكل غالب زروعهم وقطع كثيراً من ثمر النخل في بلدان كثيرة ... المصدر – صفحة 279 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر وفي هذه السنة وقع في بلدان سدير ومنيخ وباء عظيم وحمى مات فيه خلق كثير وأكثر من مات في بلد جلاجل ، مات منهم أكثر من ستمائة نفس بين الكبير والصغير ، ولم يزل الوباء مبتدأ السنة إلى آخرها ..
المصدر – صفحة 296 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر 1235هـ وفي هذه السنة كثر الدبى في البلدان وأكل الزروع وسعر البر ثلاثة آصع وأربعة بالريال ، والتمر أربع وزنات بالريال..
المصدر – صفحة 355 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر 1236هـ وفي هذه السنة حدث الوباء العظيم الذي عم الدنيا وأفنى الخلائق في جميع الآفاق، وهو الوجع الذي يحدث في البطن فيسهله وتقيء الكبد ويموت الإنسان من يومه ذلك، أو بعد يومين أو ثلاثة ، ولم أعلم أنه حدث قبل هذا في الدنيا ، وكان أول حدوثه ناحية الهند، فسار منه في هذه السنة إلى البحرين والقطيف ، وفني بسببه خلائق عظيمة ثم وقع في الأحساء والبصرة والعراق والعجم غير ذلك...
المصدر – صفحة 362 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر 1242هـ وفيها غلت الأسعار وقلت الأمطار ومات في سدير والقصيم خلق كثير جوعا ً ... المصدر – صفحة 38 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر 1246هـ وفي آخر ذي القعدة منها هب ريح عاصف وقت العشاء الآخرة ورمت نخيلاً في سدير وغيره ، وأحصى الذي طاح من قريتنا من النخل ، فكان أربع مئة نخلة ومن قدرة الله تعالى أن أكثر الانكسار من النخل القصار ، وأما النخل الطوال فلم يختلف منه إلا القليل ، وهذه من الآيات وخوارق العادات التي طمت وعمت ، حتى قيل : إنها فعلت كذلك في الأقطار ... وفيها وقع وباء وموت عظيم في مكة المشرفة وهو أبو زويعة عند العامة ، وهو العقاص الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأول ما وقع فيها قبل قدوم الحاج في ذي القعدة ، ومات منه فئام من الناس ، ثم ارتفع منها على دخول ذي الحجة ، فلما كان يوم النحر حل الوباء والموت ثانياً في الحجاج وغيرهم ، ومات في أيام التشريق خلق كثير .. وذكر لنا أنه ما بقي من الحاج الشامي إلا نحو الثلث ، ومن حاج أهل نجد نحو النصف ، وذكر لنا : أنه أحصي من مات من أهل مكة فكانوا ستة عشر ألفا ..
المصدر – صفحة 55 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر 1247هـ وفي هذه السنة وقع الطاعون الذي عم العراق والسواد والمجرة وسوق الشيوخ والبصرة والزبير والكويت وما حولها ، وليس هذا مثل الوباء الذي قبله المسمى العقاص ، بل هذا هو الطاعون المعتاد نعوذ بالله من غضبه وعقابه ، وحل بهم الفناء العظيم الذي انقطع منه قبائل وحمائل ، وخلت من أهلها منازل ، وإذا دخل في بيت لم يخرج منه وفيه عين تطرف ، وجثا الناس في بيوتهم لايجدون من يدفنهم وأموالهم عندهم ليس لها وال ، وأنتنت البلدان من جيف الإنسان وبقيت الدواب والأنعام سائبة في البلدان ليس عندها من يعلفها ويسقيها حتى مات أكثرها ، ومات بعض الأطفال عطشا وجوعا وخر أكثر المساجد صريعا ، لان أهاليهم إذا أحسوا بالألم رموهم في المساجد رجاء أن يأتيهم من ينقذهم فيموتون فيها ، لأنه لا يقام فيها جماعة ، وبقيت البلدان خالية لا يأتي إليها أحد وفيها من الأموال ما لا يحصى عده الا الله ..
المصدر – صفحة 59 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر 1248هـ وفيها حدث برد أَر بالنخيل وقطرت عسبان النخل مثل الدبس من شدة البرد ، فلما جاء فصل الصيف بان الخلل في النخيل ويبس أكثر عسبانها.. ثم حصل في السنة التي تليها برد أعظم من الأول ، بحيث أن الماء يقطر من الغروب الدارج وقت السقي وهو ما تحته يعترض على حافة البئر جامدا ً كأنه العمود..
المصدر – صفحة 64 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر 1251هـ وفيها قل المطر وغلت الأسعار وصار سعر البر ستة أصواع وخمسة أصواع بالريال، والتمر خمسة عشر وزنة بالريال ، وأصاب الناس مجاعة ، وجلا كثير من أهل سدير للزبير والبصرة وكان هذا الغلاء والقحط أوقعه الله بعد قتل الإمام تركي وعلى وجه إقبال عساكر الترك كما يأتي بيانه وكان هذا الغلاء يشبه ما أوقعه الله من الغلاء بعد قتل الأمام عبد العزيز بن محمد بن سعود ، فإنه وقع الغلاء والقحط بعده في نجد سبع سنين كما تقدم ... المصدر – صفحة 102 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر
* تعليق : وهنا هذا القحط والغلاء مشابه لما حدث في سنة 1220هـ 1252هـ وفيها الغلاء والقحط على حاله وجلا كثير من أهل سدير للبصرة والزبير.. المصدر – صفحة 115 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر 1254هـ وفيها الغلاء والقجط على حاله .. المصدر – صفحة 116 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر 1255هـ وفيها القحط والغلاء على حاله لكنه أهون من السنين التي قبل هذه...
المصدر – صفحة 129 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر 1264هـ وفيها وما قبل أولها منع الله الغيث بحكمته فلا هو يقع في الارض حيا في بلدان نجد ولا غيم ولا مطر كثير ولا قليل من أولها إلى آخر الشتاء وقت حلول الشمس برج الحوت ..
المصدر – صفحة 174 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر 1274هـ وفي هذه السنة وقع الوباء العظيم في نجد والبحرين والاحساء ومات خلائق كثيرة ...
المصدر – صفحة 27 – عقد الدرر لابن عيسى 1287هـ وفي هذه السنة وقع الغلاء الشديد والقحط في نجد ، واستمر القحط والغلاء إلى تمام سنة 1289هـ ...
المصدر – صفحة 80 – عقد الدرر لابن عيسى 1288هـ وفي هذه السنة اشتد الغلا والقحط وأكلت الميتات وجيف الحمير ومات كثير من الناس جوعا ، وحل بأهل نجد من القحط والجوع ، والقتل والنهب ، والفتن والمحن والموت أمر عظيم وخطب جسيم ، فنعوذ بالله من غضبه وعقابه،، المصدر – صفحة 131 – تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد لابن عيسى 1289هـ وفيها اشتد الغلاء والقحط في نجد ، وأكل الناس الميتة وجيف الحمير ، وعظم الأمر ، ومات خلائق كثيرة جوعاً ، وصار كثير من الناس يأكلون الجلود البالية بعد حرقها بالنار ، ويدقون العظام ويأكلونها ، ويأكلون الرطبة وهو القت* بلسان العامة ، ويأكلون ورق الزرع ، فأثر ذلك في وجوه الناس وأرجلهم نفخا ً وأوراما ً ، ثم يموتون بعد ذلك واستمر الغلاء والقحط إلى آخر السنة التي بعدها..
المصدر – صفحة 85 – عقد الدرر لابن عيسى 1294هـ وفي هذه السنة كثر الجراد في نجد وأعقبه دباء أكل كثيرا ً نم الزرع والثمار وأكل الأشجار.. المصدر – صفحة 104 – عقد الدرر لابن عيسى 1298هـ وقع في مكة المشرفة وباء عظيم مات فيه خلائق كثيرة منهم أمير حاج الوشم حمد بن عبدالعزيز بن حمد بن عيسى ..
المصدر – صفحة 137 – تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد لابن عيسى
• تعليق: نجد في هذا القرن أيضاً ذكرت أحداث الجدب والقحط في 23 خبرا ً ذكرتها المصادر النجدية المختلفة بالإضافة إلى أن الجدب والقحط قد يتكرر في نفس السنة أكثر من مرة وهي لم تختلف عن القرن الذي قبله وهنا أغلب قبائل عنزة القسم الأعظم قد هاجر إلى الشمال في بدايات هذا القرن تقريباً سنة 1220هـ وهم من قبائل ضناعبيد من ضنا بشر وهم( الفدعان – السبعة – ولد سليمان ) ليلتحق ببعض قبائل ضنا مسلم التي هاجرت مسبقاً في منتصف وأواخر القرن الحادي عشر الهجري كما هاجرت أيضاً بعض قبائل العمارات متأخرا ً في أواخر هذا القرن إلى الشمال لتلحق بأبناء عمومتها الذين سبقوهم ووجدوا الخير الكثير في الشمال من موارد مياه وأراضٍ خصبة لترعى فيها إبلهم وكذلك قبائل الرولة التي كانت تهيمن على وادي السرحان فبعض قبائلها اتجه شمالاً واستقر البعض الآخر في صحراء الحماد والجوف .. يتبع