(كتاب العقد الفريد(لإبن عبدربه الأندلسي)
اخترت لكم هذه المكنونات من كتاب العقد الفريد ارجو ان تنال اعجابكم ورضاكم
ااسمحوا لي أن أعطيكم ملخص عن هذا الكتاب الكنز الذي من المفروض أن يقتنيه كل منزل لتعم الفائده على أفراده
هو كتاب من أمهات كتب الأدب، جامع لشتيت الفوائد ومنثور المسائل في الأخبار والأنساب والأمثال والشعر والعروض حتى الطب والموسيقى. وقد أستوعب خلاصة ما دون من كتب الأصمعي وأبي عبيدة والجاحظ وابن قتيبة وغيرهم. ولم يقتصر على المأثور عن العرب بل وشى كتابه بما ترجم عن اليونان والفرس والهنود من ضروب الحكمة والموعظة والملح. وقد تأنق في تبوبيه وتفنن في ترتيبه، فقسمه إلى خمسة وعشرين كتابا في موضوعات شتى بدأ منها بمقدمة بليغة من إنشائه تبين الغرض منه، وسمى كل كتاب بجوهرة من جواهر العقد كاللؤلؤة والفريدة والزبرجدة والجمانة والمرجانة والياقوتة والجوهرة الخ.
ومن الغريب ان المؤلف وهو أندلسي لم يشر إلى الأندلس ولا إلى أهلها بكلمة، اللهم إلا إلى نفسه! حتى إن الصاحب بن عباد لما سمع بهذا الكتاب حرص حتى حصل عليه. فلما تصفحه قال: (هذه بضاعتنا ردت إلينا. ظننت أن هذا الكتاب يشتمل على شيء من أخبار بلادهم، فإذا به يشتمل على أخبار بلادنا. لا حاجة لنا به، ثم رده).
نماذج من شعر ابن عبدربه قال في الغزل
يا لؤلؤا يـسبي الـعقول أنيقا--- ورشا بتقطيع القلـوب رقيقا
ما إن رأيت و لا سمعت بمثله--- درا يـعود من الحـياء عقيقا
وإذا نظرت إلى محاسن وجهه ---أبصرت وجهك في سناه غريقا
يا من تقطع خصـره من رقة---- ما بال قلبك لا يكون رقيقا ؟
وقال في موقف الوداع:
و دعتنـي بـزورة و أعتناق--- ثم نادت متى يكون التلاقي !
وبدت لي فأشرق الصبح منها--- بين تلك الجيوب و الأطواق
يا سقيم الجفون من غير سقم--- بين عينيك مصرع العشاق
إن يوم الـفراق أفظـع يوم--- ليتني مت قبل يوم الفراق !
وقال في وصف السيف
بكـل رديـي كـأن سـنانـه--- شـهاب بدا في ظلمة الليل ساطع
تقاصرت الآجال في طـول متنه ---و عادت بـه الآمال وهي فـجائع
وذى شطب تقضي المنايا لحكمه--- وليس لما تقضـي المـنية دافـع
يسلل أرواح الكـماة أنسـلاله ---ويرتاع عنه الموت و الموت رائع
وآخر شعر قاله هو
بليت و أبلتنـي الليالي بكرها ---وصرفان للأيـام معتـوران
و مالي لا أبلى لسبعين حـجة--- وعشر أتت من بعدها سنتان
و لست أبالي من تباريح علتي--- إذا كان عقلي باقيا ولـساني
وقال أيضا في الحكم: فدع الإسراف مقتصدا، وأذكر في اليوم غدا، وأمسك من المال بقدر ضرورتك، وقدم الفضل ليوم حاجتك.
أترجو أن يعطيك الله أجر المتواضعين وأنت عنده من المتكبرين. وتطمع - وأنت متمرغ في النعيم و تمنعه عن الضعيف والارملة- أن يوجب لك ثواب المتصدقين. وإنما المرء مجزي بما أسلف، وقادم على ما قدم. --مل- ط- و- ش