مشروع حياتك
لعل الحلم الكبير قد راودك يوماً ما بأن تمتلك مشروعاً تحقق به و منه كل ما تتمنى . إن ذلك هو بلا شك كان الحلم للعديد ممن نراه اليوم مشروعاً كبيراً أو من ظل مشروعاً صغيراً و كذلك من لم يكتب له النجاح . دائماً هي البداية بحلم جميل يتحول إلى هدف نسعى إليه ، قد نبلغه أو قد يبقى هدفاً في خاطرنا و نبقى نحلم به حتى يتجدد حلم جديد نراه الأجمل و ننسى ذلك الحلم القديم و نفتش ساعتها عن التبريرات بما في ذلك قولنا بأنه لم يكن واقعياً ، و نحن نعلم بداية إنه مجرد حلم جميل . المهم ، إذا ما كان ذلك المشروع مملوكاً لك وحدك فهو مشروع فردي ، أما إذا كانت الفكرة بالإشتراك مع آخر فهو شراكة أو شركة .
لذلك أخي القاريء هل فكرت يوماً بإنشاء مشروع خاص بك بدلاً من الوظيفة فالجميع للأسف يخلط مفهوم الوظيفة في مفهوم العمل
الوظيفة : بإختصار هي ما لا تملكه .
العمــل : بإختصار هو ما تملكه .
فكيف نفسر ذلك الوظيفة أنت موظف فقط تقدم خدمة لمؤسسة و أو شركة معينة و في نهاية المطاف لك الأجر المحدد لك .
العمل هو خاص بك ما تملكه أنت من مؤسسة أو شركة سواء كانت تجارية أو خدمية و في النهاية الإيراد خاص بك كصاحب عمل و الخسارة أيضاً أنت تتحمل مسؤولياتها .
في أحد الأيام قام ( راي كروك ) و هو مؤسس أكبر سلسة مطاعم ماكدونالدز على الإلتقاء بطلاب بجامعة تكساس الأمريكية لإلقاء محاضرة عليهم ، فسأل راي الطلاب بأي مجال تظنوني أعمل ؟ فرد عليه أحد الطلاب فقال له أنت تعمل في مجال إعداد الوجبات السريعة ، فرد عليه قائلاً أنا أعمل في مجال العقارات .
هنا وضح راي كروك للطلاب الفرق بين العمل و الوظيفة .
أخواني إن الوظيفة ليست خيار آمن فالإنسان معرض لترك وظيفته بأي وقت و هنا الكابوس الذي يلازم بعض الموظفين هو الخوف من فقدان الوظيفة لما كل هذا الخوف لانه لا بديل لديه ، و هنا جوهر الموضوع و السؤال للجميع لماذا لا يكون لدينا عمل خاص ؟
فالموظف يعمل بأقصى قوته حتى لا يطرده رب العمل ، بينما في المقابل رب العمل يدفع أقل ما يمكنه حتى لا يتركه الموظف .
حتى لوكنت أخي القارئ في وظيفة مرموقه فسوف يأتي يوم تصبح فيه بلا فائدة و يجب تغييرك .
لذلك يجب أن نحرر أنفسنا من الوظائف و نفكر بالعمل الخاص ، ممكن يرد أي شخص و يقول أنا لا أريد أن أدخل مشروع لأنه يضع إحتمال كبير للفشل ، إخواني الأعزاء إن الشخص الذي يفشل في أي مشروع يكون السبب كالآتي
هو أن هذا الشخص ( لا يوجد عنده ثقة بالنفس ، و ضعيف الشخصية ، و لا قدرة له على إتخاذ قرار ) .
فالبحث عن الخيارات الآمنة و الإبتعاد عن المخاطرة هو مخاطرة بحد ذاته يجب أن تدخل معترك الحياة تنجح و تفشل لكي تنجح يجب أن تذوق طعم الفشل ، النملة تحمل القشة و تصعد بها للشجرة فتسقط منها فتبقى تحاول حتى تصل إلى 100 محاولة بعدها تنجح فالنجاح بعد المثابرة و الجد و التعب له طعم آخر .
لذلك كن ناجحاً تحلل و لا تكن فاشلاً تشكك .
الفرص تأتي لكل منها مرة واحدة في الحياة لذلك لابد من إقتناص الفرصة و إكتسابها لصفك بالتجربة و المخاطرة فالكثير يريد مشروع ينجح بسرعة و لا يكون فيه خسارة هذا الكلام لا صحة له لأن المشروع الناجح يحتاج لإداري ناجح و رجل لا مانع لديه من المثابرة و المخاطرة هناك مثل أمريكي يقول ( الكل يريد الذهاب إلى الجنة ، لكن الكل لا يريد أن يموت ) .
لذلك إخواني الأفاضل الدعوة هي أن نقدم علة فعل شيء بحياتنا قبل فوات الأوان و نتوكل على الله فهو حسبنا و لا نتواكل كما قال الشاعر (وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا ) . لذلك يتطلب الأمر إلى الجهد و العمل .
أتمنى أن ينال الموضوع إعجابكم
بقلم / أخوكم بسام الجعفري