اربع فتيات كنا ...
جمعنا ذاك الفناء الرحب والذي طالما اشتقنا ان نصل اليه .. كي نشعر اننا اصبحنا في مسمى (كبيرات ) فلا احد يتحكم بتصرفاتنا اصبح من المسموح لنا وضع الميك اب كاملا وهو في السابق كان مجرد قلم التحديد جرما تعاقب عليه ادارة المنزل ..
اصبحنا نمتلك شيئا من الخصوصيه ... فلم نعد كالسابق كل مانراه ونسمعه نتسابق لنرويه على مسامع اهلنا عند الاجتماع على سفرة الغداء.. فهذا ينتقد وهذا يوجه وهذا يستنكر وهذا يؤيد و هذا وهذا ..
وفي جو الجامعه والتغيرات الطارئه كان اهتمامنا بهذه الفتره كيف ابدو .. وكيف سالفت الانتباه وكاننا في كرنفال او عرض ازياء ليس الى جامعه ...
ويا ارض اتهدي ماعليكي ادي
كان يلفت انتباهنا اولئك الفتيات الاتي حضرن الى القاعات باكرا ويكتبن ويكملن النواقص حقيقه كن هؤلاء يثرن فينا الضحك في كل صباح نراهن فيه .. والحقيقه اننا نضحك على انفسنا وعلى اهتماماتنا السطحيه .. (ومع ذلك كنا نستلطفهن دوما بسلام وما الى ذلك لاننا سنعود لهن لاخذ المحاضرات ) مصالح لا اكثر
وبلا فخر كنا لانحضر المحاضرات .. ونوكل من تقوم بالتوقيع بالنيابه عنا ..الى ان جاء يوم وافتضح امر تلك الفتاه بسببنا واصبحت لعنه علينا .. حيث اجبرنا نحضر لاننا اصبحنا معروفات لدى هيئه القسم بسبب تلك المشكله ..
حقيقه ان عدم حضورنا وحضورنا سواء ننتقي المكان الذي لاتصل الينا فيه اعين الاساتذه كي لا تدقق النظر علينا
اذكر اننا اتينا في احد الايام متاخرات على المحاضره .. وطرقنا الباب واردنا الدخول فاستوقفتنا الاستاذه بقولها
( انتو عندنا هنا؟)
لاتعلم مدى الضحك الذي ضحكناه .. تصور ان نكون في سنه ثالث جامعه ونفس الاستاذه لاتعلم ان كنا في القسم ام لا ؟ امر مضحك بل محزن لكننا .... كنا نرى كل شيء جميل ومسلي وقتها 
ولاننا لانستطيع الكلام اثناء المحاضره فاحدانا كانت تستغل حضورها الاجباري للمحاضره بكتابة الشعر او خواطر
وانا كنت ارسم اما الاثنتان الاخريان فلو كانت المرأه تشتكي لاشتكت منهن .. حقا لا اعلم ماذا يرين في وجوههن يجذبهن الى هذا الحد ..!
حقيقه كانت سنه اولى جامعه من افضل سنين عمري ولكني دفعت ثمنها غاليا .. حين نجحت انا وباقي صديقاتي بقين للاعاده .. اذكر انهن كنا يقلن لي (خاينه تدرسين من ورانا ) ومضت الايام وتكونت لي صديقات وانا في المرحله الاخرى لكنهن قطعا لم يكن كصديقاتي كنت احن كثيرا لهن خصوصا حين اراهن في فناء الجامعه
ولم يكمل الترم الاول حتى بقيت للاعاده وتهللت اسارير الفرحه حين علمن صديقاتي بذلك وكن اكثر من فرح لهذا الخبر فقد لحقن بي والتم الشمل من جديد ... وبتنا نمارس طقوسنا اليوميه والتي اعتدناها وكان لم يتغير شيء ,,..
فحب الظهور والبهرجه كانت تسيطر علينا جدا .... ربما كنا نعاني من نرجسيه حاده .. الحق ان وجوهنا باتت مالوفه لدى الجميع .. حتى لدى الاداره ..!
(حتى بعد ماتخرجت تقول لي اختي فلانه تقول تعرفك .. وفلانه .. وفلانه .. تتذكرك وماعرف ايش .. لكن والحق يقال ان علاقاتي محدوده جدا ومقتصره على صديقاتي الاربع فقط ... !! كيف يتعرف علي هؤلاء لا اعلم.. وربما الان فقط اصبحت اعلم ..!)
عودهــ .. اقول ان اسمائنا عرفت على نطاق الاداره
فمخالفات الزي حدث ولاحرج >>>>
.. ومشاكل على الارض .. لا تستغرب أي نعم ارض!
ففي يوم اردنا تغيير المكان الذي نجلس فيه دوما لان الشمس اصبحت عموديه علي رؤسننا وكاننا في منطقه استوائيه . ووجدنا مكانا بارحا رائعا واخترناه وقمنا بنقل الطاوله والكراسي تبعتنا (طبعا الناس الان في المحاضرات واحنا ... )
المهم ومع نهايه المحاضره الاولى جاؤنا مجموعه بنات .. استغربنا نعم ! قالو( من سمح لكم تجلسون بمكاننا !!) قلنا لهم (بس هذي طاولتنا ) حكو احنا نتكلم عن الارض!!؟
بصراحه كنا راغبات نتمشكل لكن لما جا الجد وماشالله يعني مو بنات قدامنا الواح .. لمينا اغراضنا وردينا لارضنا ..!!
وصدور الكشوفات قبل بداية الاختبارات,,,
والتي توضح ان كنت مؤله لدخول الاختبار ام لا وذاك بسبب الغيبات .. كانت تقلقنا وكاننا بيوم فزع لانرتاح منه الا بعد ان نتاكد من اسمائنا لم تكن موجوده ... ولا اعلم حقيقه الى هذه اللحظه كيف لم يصدر لنا حرمان من حضور الاختبارات برغم كل هذه الغياب !! ربما كان للعنايه الالهيه دور في ذلك ...
برغم هذه المشاكل التي كانت تواجهنا من الاداره الا اننا كنا نسعد كثيرا فالاهم هو ان ننجح في النهايه .. ولله الحمد كان يتم لنا ذلك ..
الى ان جاء يوم مشؤم علي وقتها ولكني الان اقول انه يوم سعد لي .. فقد تعينت لدينا احدى صديقات خالتي والمقربه للعائله جدا ..
فاخذت تحكي لهم عن غياباتي المتكرره وما الى ذلك .. الامر الذي قلب الدنيا راس على عقب لدي وانتظمت بعدها بعد محاولات عده للانعتاق باءت جميعا بالفشل...
كنت احضر والبقيه مو معي كنت اشعر بالوحده كثيرا ...جراء فرض منع عدم التجول ..المفروض علي الامر الذي اثار حزن صديقاتي واصبحن يحضرن من اجلي فقط .. (فيهم خير واللله)
واصبحنا نرى في جو المحاضره شيئا جميلا ربما لانه كان غريبا علينا واصبح بمثابة تجديد .. وتخرجنا ولله الحمد .. اغلب الدفعه تعينت الا احنا يالمجموعه .. (ماعرف ليش )! رغم انو تخصصنا مرغوب !! صحيح
المعدل سيء بس مو مره .. في اسوا مننا تعينو ماعرف ليش احنا !!
ماوددت قـــــوله ..
ان كل منا قد يعيش اياما يسعد بها حينا .. ويتمنى دوامها متناسيا ان الاخطاء لا تدوم .. ونحن كانت مصدر سعادتنا اخطاء على حساب دراستنا صحيح لم نكن نخطيء اخطاء اخلاقيه او شرعيه ولله الحمد ولكننا كنا نخطيء في مستقبلنا لم يكن لدينا وعي كافي ..
وللاسف جاء الوعي متاخرا ...
فسرعان مانتهت الاربع سنوات والتي كما ذكرت لم اسعد في حياتي الا فيها .. لكني والان وبعد مرور نصف سنه على تخرجي احسست اني كنت مخطئه جدا.. وددت لو تعود الايام لاكون اكثر التزاما بمحاضراتي .. واعيد وضعي وانا في ايام دراستي .. والذي لايعلمه حضرة القاريء ان معدلي في الثانويه كان ثمانن وتسعون .. وهذا مايثير غضب كل من يقارن معدلي في الجامعه وفي الثانويه .. ويثير غضبي واسفي حاليا ....
والحمد لله على كل حال ....
ومضــــه :
شكرا لكل من مر هاهنا ... وتنقل بين طيات موضوعي المجـــــــرد ..