أبدأ موضوعي بمقالة من جريدة الشرق الأوسط لفتت إنتباهي وأرى معالمها في مختلف مناطق الخليج
وتركتها لكم باللون الأحمر
(((((((الرياض: منيف الصفوقي
لا يزال المعلم توفيق الفواز حائرا في منزله الذي يشارف على الانتهاء، وحيرة الفواز ناتجة عن تردده بين دهان الجدران الخارجية لسور المنزل أو تركها على حالتها. ويضيف أنه يرغب في طلاء السور الخارجي لكن المنطقة التي شيد فيها منزله يكثر بها المراهقون الذين تستهويهم الجدران البيضاء بغرض الكتابة عليها، مبينا أنه لا يريد أن يخسر مالا ليأتي أحد المراهقين ليعبر عن آرائه في قيادة السيارات أو اعتراضه على بعض السلوكيات على جدار منزله، مفيدا أن هؤلاء شوهوا جدران المنازل المحيطة ولا يريد الفواز أن يكون بيته أحدهم.
ويبين أن جاره لشدة فرحه بمنزله الجديد اعاد دهان الجدران الخارجية مرات عديدة، إلى أنه توقف عن ذلك
بعد أن كتب أحد المراهقين عبارة «مبروك البوية الجديدة»، ليدرك جاري أن لا مفر من الكتابة على جداره.)))))))الشرق الاوسط
هذا نموذجا من التعدي على ممتلكات الغير والممتلكات العامة كالمدرسة والمسجد و... و....الخ
فتخيل ان تخرج من بيتك لتعود اليه فتجد ان جدرانه قد إمتلأت بأنواع العبارات الطيبة والسخيفة
فما ستكون ردة فعلك تجاه الفاعل؟
ظاهرة الكتابة على الجدران
هذه الظاهرة التي تعد من المشكلات المتعبة جداً بالنسبة للمسؤولين، ومن قبلهم أصحاب الجدران المساكين
ففي الكثير من الدول-خصوصاً دول الخليج العربي- تعد الكتابة على الجدران من المشكلات والأعمال المرفوضة، بسبب أنها لا تعدو كونها إفرازات من إفرازات مرحلة المراهقة والفراغ القاتل، كالعبارات العاطفية، وعبارات التعصب الرياضي الممقوت
محتوى الكتابة على الجدران
إننا إذا تطرقنا إلى ما تحويه هذه الكتابات من مخالفات شرعية -فضلاً عن كونها إتلافاً وعبثاً في أملاك الناس والأملاك العامة- فإننا نجد بعضها يحوي ألفاظاً مخالفة للشرع
ان الكتابة على الجدران شكل غير حضاري حيث تعدم املاك الآخرين بالكتابة عليها سواء كان هذا الملك خاصا او عاما, ولو عرف هذا الكاتب تلك الدعوات التي تنهال عليه من المتأذين وغيرهم لأقلع عن هذا التصرف المشين, ولو عرف أيضاً ان هذه الكتابة عن شخصه بوصف سوء عنه او الكتابة على ملكه لعرف شناعة ما يفعل.
وليس شرطاً ان يكون الكلام سيئاً، فقد تكون ذكريات او غيرها ولكن الفعل دنيء بحد ذاته.
الأطفال الصغار والكتابة على الجدران
ان الصغار الذين يفعلون ذلك يكون هذا عندهم اما بمحاكاة من هم اكبر منهم سناً واما لعدم تربيتهم التربية السليمة
التي تمنعهم من عمل ماهو مناف للعادات الحميدة والاخلاق الحسنة حيث يكونون بعيدين عن الرقابة الاسرية او احترام الآخرين بشكل عام
لان الخلل لا يكون غالباً الا عند انعدام التربية لدى الفاعل
فحب ارتكاب الاخطاء او عمل اي شيء غير لائق جبلة وسجية اصبحت تلازمهم، فعندهم الممنوع مرغوب ولدى المجبولين على التفاهة امر مقرب ومحبوب.
كتابات طلاب الجامعة
مما يحز في النفس كثيراً هو ان تجد بعض طلبة الجامعة ومن سيصبحون يوماً ما معلمين وموجهين لجيل المستقبل
نجدهم يقترفون نفس الاخطاء مما يخدش الحياء العام
حيث نجد كتابة على جدران دورات المياه في كلياتهم
ونجد كتابة على أوراق ملصقة في الحرم الجامعي او غيره اما توجيهية ارشادية او بيانية لامر ما
ونجد الكتابة بشكل ملفت للنظر وكبير على طاولات الدراسة، حيث يعبر ذلك الشخص عن اقواله وآرائه وافكاره دون مبالاة ومسؤولية
وقد يقول البعض بضرورة جعل لوحات خاصة لمن يريد التعبير عن اي شيء في نفسه بشكل منضبط ومرتب، فأقول: لن يكون هناك انضباط لهذه الهمجية الا......
بالتربية والتوجيه والردع اذا تطلب الامر حتى ننتج مجتمعاً راقياً بعيداً عن الترهات.
دور بعض الدول والمؤسسات الحكومية تجاه المشكلة:
فرضت بعض الدول عقوبات وغرامات مالية لمن يضبط وهو يقوم بالكتابة على الجدران، حفظاً على الأملاك والمنظر العام للبلد
وفي بعضها فرضت لوائح تنظيمية للسلوك الطلابي في المدارس وعدت الكتابة على الجدران مخالفة قد تخصم من درجات الطالب بسببها.
وفيها- أي المداس- حدث ولا حرج من أنواع الكتابة التي تحمل صبغة المراهقة في غالبها، وخصوصاً الكتابة على أبواب وجدران دورات المياه!!
وقد يحوي بعضها على لفظ الجلالة وهذا من المخالفات الشرعية التي لا يرضاها المسلم
ولا أخفيكم أيضا أنني ألاحظ وبكثرة الكتابات المخلة بالأدب واللا أخلاقية على لوحات الطرق ودوراة المياه على الطرق أيضا والأعظم من ذلك تلك الرسومات رسمت بتفنن ومهارة عجيبة قد يستغرق إعدادها الى أكثر من الساعة
عموماً.. فالكتابة على الجدران، وخصوصاً في دول الخليج، لا تخلو- كما أسلفت- من المحاذير والمخالفات الشرعية فضلاً عن كونها إتلاف وتصرف في مال غيرك بما لا يجوز..
ومن المضحك المبكي أن أحدهم- وقد أن انتهى من طلاء سور بيته الجديد- وجد هذه العبارة- وبالخط العريض-(أصبر مفتح الفاراج) التي يقصد بها صاحبها المتعالم: (الصبر مفتاح الفرج)!!
الجدران دفاتر المجانين
قيل قديما: «الجدران دفاتر المجانين»، وفي زعمهم أنك إذا أردت قياس نسبة الجنون في مدينة ما تأمل مدى نظافة جدران مبانيها، فإن وجدتها حافلة بالقلوب، والأسهم، وأسماء نجوم الكرة، وعبارات الغزل مثل: «تبيني وإلا أطب البحر»، فاعلم أن أمامك واحدة من اثنتين؛ أن تذهب فورا لشراء فرشاة وألوان لممارسة إبداعاتك على أقرب جدار، وفق قاعدة إن كنت في روما فافعل ما يفعله الرومان، أو أن تشتري ـ أيضا ـ فرشاة وألوانا، وتقوم بطمس ما خطه المجانين على الجدار.. خياران: الأول يمنحك العضوية الكاملة في نادي المجانين، والثاني يزودك بشهادة نصف عاقل فقط
الكتابة على الجدران
الوعي واللا وعي
ان الكتابة على الجدران تتصل بعالم الحلم، ذلك العالم الذي له منطقه الخاص، والمختلف عن منطق الواقع.
ويظهر ذلك من خلال قصص الأحلام مع لغة الكتابة اللامفهومة في مضامين ورؤى يصعب على المرء فهم رموزها وشفراتها بمعزل عن المظاهر الخارجية والعوامل التي أدت إلى ذلك.
وإذا كانت الكتابة والرسم تعبّر عن اللاوعي بدرجة كبيرة، فإن محور تركيب تلك الأفكار قد جاءت من عوالم رمزية . وهي عوالم قد ألغت سابقاً الكتابة بوعي كامل وذلك لتعبّر عن محتواها الكامن بداخلها وتعبّر عن المكبوت واللاشعور. وكأنها بذلك نوع في الهروب من الواقع بل ومحاولة إلغاؤه وطمسه بكل الطرق.
وليست الكتابة على الجدران ببعيدة عن عوالم الهلوسة والهذيان التي تشترك معها في المنطق العبثي للتصورات وفي تفتت المادة الأساسية للفكرة لتدل في النهاية على تفتت شخصية هذا الزمن.
العلاج المقترح لمثل هذه الظاهرة السلبية :
لعلاج هذه الظاهرة يجب أن تتظافر الجهود بين المدرسة والمنزل والمسجد ورجال الأمن وكذلك رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهناك بعض الحلول والمقترحات التي يمكن محاولة تطبيقها للحد من هذه الظاهرة , وأوجزها فيما يلي :
1- المسجد وذلك عن طريق إلقاء الخطب والمحاضرات التي تحث على عدم إتباع مثل هذه السلوكيات .
2- متابعة الأبناء وذلك عن طريق معرفة أصدقائهم وإبعادهم عن أصدقاء السوء ومعرفة مع من يذهب ويتحدث ويخالط والجلوس معهم لمعرفة مشاكلهم .
3- المراكز الصيفية وذلك بغرض قضاء أوقات الفراغ بما يعود عليهم بالنفع والمحافظة على هذا الوقت الضائع .
4- محاولة طباعة الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والحكم والمواعظ على الأماكن البارزة في الأحياء والمدارس مثل ( اتق الله حيثما كنت ) ( سبحان الله – الحمدلله – الله أكبر ).
5- تفريغ الشحنات الموجودة في الطلاب داخل المدرسة وذلك من خلال حصص التربية الفنية وحثهم على التعبير عما يجول في خواطرهم أثناء تلك الحصص .
6- مشاركة سكان الحي وذلك لمسح هذه الظاهرة عن طريق طلاء الجدران مرة أخرى بطلاء بلاستيكي ( لامع ) يمكن إزالة الكتابة منه بطرقة سهلة وحينما تتكرر عملية الطلاء فسوف ييأس هذا الشاب من الكتابة وهذا الحل يحتاج الكثير من الوقت ولكنه سوف يكون ناجحاً إن شاء الله .
7- الاستفادة من مجالس الآباء والمعلمين والذي ينعقد في المدارس لتوجيه أولياء الأمور إلى متابعة أبنائهم وحثهم على التعبير عما يجول في خواطرهم أثناء تلك الحصص .
8- وضع بعض اللافتات في الشوارع التي تحث الشباب إلى الابتعاد عن مثل هذه الأعمال والتقليل من شأن الذين يقومون بمثل هذه الأعمال .
9- توعية الطلاب في الطابور الصباحي عن الأضرار الناجمة عن الكتابة عن الجدران .
10- إصدار مطويات إرشادية عن أضرار الكتابة على الجدران .
11- تنظيم مسابقة بين الطلاب في كتابة مقالة عن أضرار الكتابة عن الجدران .
12- إستخدام قدراتنا نحن جيل اليوم المتحضر في عملية التوجيه السليم لمن نراه أو نشك في سلوكه الحضاري للحفاظ على جمال بيئتنا وممتلكاتنا الخاصة والعامة
ختاما:
أرجو من الله العلي القدير أن ينفعنا بما علمنا وأن نكافح هذه الطاقات المهدرة وتوجيهها التوجيه السليم لكي يكونوا أعضاء فاعلين في هذا المجتمع
وأن يبتعدوا عن كل ما يسئ إلى الإسلام والمسلمين فلا يجب أن نخسر أحد منهم
وأن ننتشلهم من الضياع فهم أمانة في أعناقنا ونخص بالذكر الاعتماد على الآباء والمعلمين ورجال الدين والأمن
فعليهم الكاهل الأعظم لعلاج تلك المشكلة وتوجيه تلك الطاقات عن طريق الكلمة الطيبة والنصيحة والقدوة الحسنة
راجيا من الله العلي القدير أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى
وعذرا على الإطالة
أخوكم
ابو ريناااااد
