- عشرات الأبيات من الشعر حفظها الصغير قبل الكبير وتحولت الى أمثال يستشهد بها , كانت وما زالت وستبقى بصمة في ديوان الشعر شاهدة على إبداع قائليها , ومنذ عشرة أعوام أو أقل لم يعد الشعراء بكامل نجومهم الحقيقيين والمصنوعين إعلامياً قادرين على إظهار بيت شعر يشكل بصمة شعرية تسجل لصالح المرحلة ككل , آلاف القصائد تنشر كل عام معظمها في صفحات كاملة بإخراج فني متقدم ويقرأها عشرات الآلاف من القراء والمتابعين , ولكن صلتهم تنتهي بها عند قراءة اسم شاعرها في الأخير , كيف نحكم بإبداع شعرائنا المعاصرين والأغلبية الساحقة من جمهور الشعر لا يجمعون على بيت واحد يستحق أن يقال عنه ( بصمة ) شعرية .. واقع مزعج حوله دارت آراء من طرحنا أمامهم تفاصيله من الشعراء والإعلاميين.

الشاعر - خضير البراق - قبل أن نبحث عن ( بصمة الشاعر ) يجب أن نبحث عن ( الشاعر البصمة ) الذي يكاد يكون مفقوداً وسط هذا القطيع المتطابق حد ( البصمة )! الشعر روح يا سيدي .. فأين هي الروح في تلك الجنائز .. الوجوه الزاحفة باتجاه المقابر .. القنوات!؟

الشاعر - الحميدي الحربي - أولاً لأن الموهبة مهزوزة فلم يتم صقلها بالشكل الجيد ووجدت من المجلات الضوء الاخضر بالرغم من مستوى الشاعر السيئ وحتى لو تم توجيهه يتم توجيهه للأسوأ. ثانياً غياب الوعي التام لدى 90 بالمائة من شعراء الساحه بحيث أصبحت نظرتهم آنية ولا ينظرون لمستقبلهم كشعراء. ثالثاً والأهم الناقد المغيب أو الغائب.

الشاعر - حمود جلوي - الأبيات التي تحفظ موجودة ولكنها قلت نوعاً ما لظهور بعض الشعراء الفرقعات والذين يقومون بعمل بهرجة ونحن ننشر لهم لأنهم نجوم. وأيضاً من الملاحظ أن النجوم الحقيقيين يصلون لمرحلة لا يهتمون بها بما ينشرون , ولكن كما أسلفت فالأبيات التي تحفظ ما زالت موجودة , وأكبر مثال على ذلك قصائد عطالله فرحان وثامر شبيب وسلطان الهاجري , فهم شعراء يحرصون في كل قصيدة لهم على أن تكون هناك أبيات لها ثقلها.
الشاعر - ضاوي العصيمي - أعتقد أن شعراء اليوم شعرهم لا يكون من معاناة حقيقية بل هو شعر تغلب عليه الصناعة وتقليد الغير مما يضعف أبيات الشاعر ويجعلها متقاربة المستوى وخالية من الفكرة المبتكرة والصورة الابداعية الجديدة بل تجد الصور مكررة وعادية , وقد يكون استعجال الشاعر في نشر قصيدته سببا في عدم وجود البيت المميز.
الشاعر - سعيد الحمالي - أتفق واختلف معكم في نفس الوقت في طرحكم هذا .. أتفق معكم في انعدام هوية أو ضعف النص الشعبي مقابل الكم الهائل من النصوص والشعراء المعاصرين , إن كان هذا هو ما قصدتم بضعف أو انعدام البصمة لدى شعراء اليوم في رأيي أن البصمة هي الأسلوب الشعري , فالبصمة بشكل عام هي ما يجعل الشاعر مختلفاً عن غيره ومميزاً في طرحه , وهي الأسلوب الذي يقول عنه الأديب العالمي سانت بوف « الأسلوب هو الرجل» وهناك إشكالية وخاصية في نفس الوقت للأسلوب الذي يكشفه ويحدد أبعاده المتلقي والمتذوق الناقد بقدر ما يحدده الشاعر وطرحه , ومقارنة بالشعر الشعبي القديم أعتقد بأن الشعر المعاصر في مجمله ابتعد عن الأسلوب الشعري أو ما أسميتموه «البصمة الشعرية» وأصبح باهتاً بل سامجاً وأكثر سطحية , وأشبه ما يكون بطعام المستشفيات لا طعم ولا رائحة له , ويشترك في خلق هذه المشكلة الشاعر والمتلقى من إعلام وجمهور على حد سواء , وطبعاً هناك إستثناءات لشعراء ونصوص رائعة وهناك أبيات أصبحت مضرب مثل لشعراء معاصرين ولكن ربما تلاشت في هذا الخضم الهائل من النصوص والشعراء.
الشاعر - هادي بن سعيد - أشكركم على هذا الطرح وأطمئنك أن الشعر الجزل ما زال بالمقدمة وشعراء المفردة القوية متواجدون وقصائدهم متداولة بين متذوقي الشعر , وهناك من تصل لنا أبيات من قصائدهم , والأمثلة كثيرة ومنها للشاعر خالد آل مركوز الذي قال :
لا تسوِّي مثل شعّار الحداثة
تضرب المنكوس في عرْض الهجيني
واحد مْن اثنين ما فيها ثلاثه
يا تبيني صحّ وإلاّ ما تبيني
وكذلك بيت لسعود الدهيمي :
ترى التواضع ليا من زاد عن حَدّه
يضْعفك في عين غيرك وانت ما تدري
وهناك ابيات لاقت القبول وتداولها الكثير من الناس.
هذا ولكم تحياتي وتقديري