
يحكى أن ملك كان يتجول بين جنبات قصرة فإذا به يشاهد متسولة تقف بعيدا عن القصر ترفع يدها لمن
يمر بجانبها ليعطف ويعطها المال في البرد وبينما كانت الثلوج تتساقط أمر الملك حراسة بإحضار الفتاة فأحضروها له
ما إن أقتربت حتى لاحظ الحراس الذهول وقد بدى على الملك كانت الفتاة رغم ملابسها الرثة والتعب البادي عليها ونحول جسمها .. إلا
انها كانت تمتلك وجها جميلاً فطر قلبه قالت القتاة عندما أقتربت للملك سامحني يا سيدي الملك أنت تعرف أن الجوع لا
يرحم وأنا أحاول أن أعيل أسرتي والدي مريض ولدي 10 اخوه أرجوك لا تعاقبني على ما فعلت أعلم أنني مذنبة
ولكنها الحاجة يا سيدي قال لها الملك يداك التي تمدينها للبشر كانت من المفروض أن تمد لتلف بحرير كان الجواب
صاعقاً للفتاة وحراس الملك ووزيرة علم الوزير أن الملك وقع في المحظور أنه الحب من أول نظرة لقد فتنت الملك أولا
بوجهها الجميل وبطباعها وقد قدر الملك أنها تتسول وسط الثلوج والبرد لتعيل أسرتها قال للوزير أريد أن تأتي بأهلها
هنا للقصر لتعيش معنا قال الوزير يا سيدي أنها متسولة ماذا تريد ان يقول الناس قال أريدها أن تعمل في القصر رفض
الوزير وكان يعلم أن للملك غاية أخرى لكن الملك أصر على كلامة حتى أمتثل الوزير وأحضر الفتاة وأهلها وما إن دخلت
الفتاة إلى القصر حتى ذهلت ما وجدت أنها الحدائق التي تلف القصر وفيها ألذ انواع الفاكهة أستقبلوها الخدم والحشم
لقد تاهت في القصر كيف لا وهو يحوي 1000 غرفة كل منها تحوي من الموائد ما لذ وطاب أبوابه من ذهب وزجاجه من
بلور ذهبت ذهبت الفتاة لأخوتها وامها وأبيها المريض فوجدتهم عاشوا العيشة التي كانوا يحلمون فيها في القصر سروا وقد
وودعوا الفقر انها عيشة الملوك لكن السؤال الذي يتبادر في ذهن الفتاة لماذا كل هذا الكرم من الملك وماذا فعلت
لأستحق هذا وما هي لحظات حتى أتى الجواب الصاعق حمل لها فستان مطرز بحبات اللؤلؤ وأسلاك الذهب ومصنوع من
أجود انواع الحرير وصندوق مليئ بالمجوهرات قالوا لها غدا حفلة زواجك لقد قرر الملك أن يتزوجك طارت الفتاة من الفرح وصعق الجميع عقد قرانه
عليها وكانت ليلة بألف ليلة عمت الأفراح والأحتفالات في المدينة وعاش الجميع ليله من ليالي العمر وماهي إلا ليال بعد
أن أقترن الملك بفتاة أحلامه أستيقظ الملك من نومة فلم يجد الفتاة في الغرفة سأل حراس القصر فقالوا أنها غادرت
القصر في الصباح الباكر أستغرب الملك وأخذ ينتظرها ليسألها أين ذهبت وما إن عادت سأل الملك أين ذهبتي
أرتبكت وقالت ذهبت لأطلب لأبي المريض حكيماً فأنت تعرف انه مريض و في الصباح أشتد عليه المرض سكت
الملك وقد ساورتة الشكوك فذهب لحراس القصر هل أتت الأميرة ومعها حكيم قالوا لا كانت لوحدها ساوره الشك لكن
الحب أعمى قلبه وقرر أن يسكت وبعد عدة أيام تكررت الحادثة يسأل وهي تجيب أنها كانت ذاهبة لتشتري لأخوتها
دمى يلعبوا بها لكن كل ما سأل الحراس اجابوه بعكس ما كانت تقول قرر في يوم من الأيام أن يتظاهر بالنوم حتى يعرف أين
تذهب أستيقظت هي من النوم ثم أمرت حراس القصر أن يجهزوا العربة ثم أنطلقت بها تبعها الملك أنهها تتجه نحو بيتها
القديم وأمرت الحراس بالمغادرة دخلت أميرة وما إن ظهرت حتى ذهل الملك لما شاهد لقد أرتدت ثيابها القديمة الرثة
وطلت رأسها ووجها بالطين وأنطلقت نحو أحدى شوارع المدينة تمد يدها لتطلب المال ذهب إليها الملك وقد غلى الدم
في عروقة غضبًا أخذها وعاد بها إلى القصر وعاتبها عتاب شديد لماذا تتسولين وانتي أميرة هل طلبتي مني شيئاً ولم
ألبيه قالت لا قال لماذا أذن تتسولين قالت لقد تعودت منذ أن كنت صغيرة ولا أستيطع أن أتخلى عن طبعي قال لها
الملك لن أسمح لكي أن تشوهي صورتي امام الناس قالت أرجوك لا دعني أذهب وأعود قال ويحك هل تريدين الناس أن
تقول عن زوجتي متسولة قالت انا فعلاً متسولة قال كنتي قالت كنت وما زلت ولا أستطيع ان أترك التسول ثم أخذت
تبكي وتترجاه أن يتركها كما هي إلا أن الملك أبى وطلب من حراس القصر أن يغلقوا الأبواب عليها لكن المفاجأة أن
الملك وجدها وقد أظهرت يدها من أحدى نوافذ القصر تتلقف المارة لكي يعطوها المال وهنا عرف الملك أن لا أمل بتغيير
طباعها طلقها وأمرها بمغادرة القصر رغم حبه لها لكنه لا يستطيع أن يعيش مع متسولة !!! عادت هي لمهنتها القديمة
وكأن شي لم يحصل لقد تخلت عن الملك والثروات لأنها لم تستيطع ان تتغلب على طباعها ..
أسمحوا لي أن أشببه المرأة المتسولة بالأمة العربية والأسلامية في وقتنا الحالي لأنهم لم يستطيعوا أن يتخلوا عن طبع
الذل والمهانة وأرتضوا أن يعيشوا على لقمات الغرب وتبرعاته رغم أنهم قادرين على تغيير حالهم للأفضل ..
الآن وقد عرفنا أن الفتاة بوجهة نظري الأمه العربية والأسلامية لكن من هو الملك ؟؟؟
ودمتم بخير ..