المسألة 
للكاتبة / تامارا شيناريفا 
أعطت  المعلمة  واجب حساب للأطفال  ، وكانت مسألة غريبة جدا  تدور حول ست عشرة بالونة !!
أشترت ماما ست عشرة بالونة ، انفجرت ست منها ، كم بالونة تبقت ؟
_ يا ألهي!! صاحت يوليا بوريسكينا  في دهشة  لابد أنك تحبين طفلك حقا حتى تشتري كل هذا العدد من البالونات 
دفعة  واحدة.
فقد كان يشتري  ليوليا  دائما  بالونة  واحدة أو اثنتان أو ثلاث  ،  ثلاث على أكثر تقدير  ، واحده حمراء  وواحده زرقاء 
داكنة  و واحدة صفراء ، ولم تر  في حياتها طفلا  يسير  في الشارع  وهو يحمل  ست عشرة  بالونة معا ،  فمثل هذا
الطفل   لن يسير  بل  سيطير .
-  ماما  !  نادت يوليا  .
-  ما الأمر  يا عزيزتي  يوليا ؟  ردت  أمها وهي في المطبخ .
-  أنت لا تستطيعين  شراء  ست عشرة بالونة لي ، هل تستطيعين  ؟ 
_  لأي  غرض  ؟ هل طلبوا  منك ذلك  في المدرسة  ؟ 
_  حسنا ، لا .. ليس هناك سبب محدد " قالت يوليا ذلك وهي تتنهد .
وشعرت أن أمها لم تكن تحبها كثيرا  على أية حال .
" انفجرت ست بالونات " ...... " كررت ذلك في نفسها " ..... لماذا انفجرت  ؟ كل الستة في الوقت نفسه .......
ربما كان الطفل يسير في الطريق  واصطدم بشجرة صنوبر ، أو ربما دخل في عراك فانفجرت  البالونات أثناء 
الشجار ، ياله من شيء مؤسف !! .
_  هل  ما زلت  تعملين واجبك المدرسي  ؟  !  قالت  أمها  وقد ظهرت قرب الباب .
 " هل يمكن  أن تكوني  متبلدة هكذا حقا  ؟ 
_   لقد  كتبت  بالفعل  كلمة  مسألة  .....
_   ألا تعرفين  كيف  تقومين  بحلها  ؟  ونظرت أمها  إلى الكتاب المدرسي  ،  ألا  تعرفين  كيف تحلين  مسألة 
كهذه  ؟  كانت هناك ست عشرة بالونة  انفجرت ست .......
_   كل  واحد يعرف أنه تبقى عشر ! قالت يوليا  "  ولكن لماذا انفجرت  ست  بالونات  في الوقت نفسه  ولماذا  تشترين
لي انثتين  أو ثلاثا  ، بينما  توجد ست عشرة ......
_  ولكن  أحدا لا يسألك  عن  كل هذا !  قالت  أمها ذلك  وهي تصرخ بانفعال  
فقط اكتبي الحل  ، هذا كل مافي الأمر  ، كما أن المسألة  لا تقول  إن البالونات  قد تم  شراؤها  لطفل واحد ، فربما 
كان للأم خمسة أطفال  ، فكم  بالونة   يأخذها  كل طفل ؟
_  سوف   يأخذ  كل واحد ثلاثا ، ولكن الأخير يأخذ واحده  إضافية ، قالت أمها وهي تتنهد .
ولكن هذا لايكون عدلا بالنسبة للأخرين ، قالت يوليا  ، لقد كان ينبغي حقا  أن تشتري خمس عشرة بالونة .
_  لا أستطيع   الاحتمال  أكثر من ذلك  !  وأمسكت والدة  يوليا رأسها بكلتا  يديها وغادرت الحجرة .
_ وسمعتها يوليا تتحدث  إلى أبيها  في الهاتف .
_  " أوليج  "  كم أنا مسرورة  لأنك  لم تغادر العمل بعد !!  أرجو  أن تشتري  ست  عشرة بالونة ، لا تسألتي أية 
أسئلة أرجوك  ،  و إلا سوف  أجن  .
وهكذا  فإن يوليا بورسكينا  لن تذهب  إلى  المدرسة  غدا ،  ولن تجري  أو تقفز  ...... بل  سوف تطير وهي تمسك 
بخيوط  ست  عشرة بالونة  !! .
ــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت  في مجلة إبداع  العدد 6 ( يونيو 1988 - شوال 1408 )  ص 110 - 111
مترجمة عن الإنجليزية د . أحمد شفيق الخطيب