بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مدبر الشهور والأعوام ومصرف الليالي والأيام وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له ذو الجلال والأكرام وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للأنام
صلى الله عليه وعلى اله وصحبه الأعلام ..
شجن من شجون همسات مشفقة وكلمات ناصحة أخاطب بها قلوبكم الطيبة نصح المحب ومحبة الناصح وكلي أمل في إيمانكم ونقاء أعماقكم مايطمع فيكم كل من أراد الخير لكم
كلمات أخاطب فيها من يهمه موازين الربح والخسارة فإن لم تكونوا كذلك فلستم مخاطبين ولا معنيين بهذه الكلمات وإن كنتم ممن أمن مكر الله تعالى أو ضمن مكانه في الجنة أو ظن
أنه مخلد في الدنيا فإنه غير مخاطب فإن لم تكونوا من أولئك فأنتم من أبحث عنه ومن أجله وضعت هذه الكلمات ....
هكذافي لمح البصر يطوى تاريخ طويل عشنا فيه الاما وامالا وطالما كانت لنا فيه ذكريات وطموحات وطالما جئنا فيه وذهبنا وعملنا وتركنا واخذنا وأعطينا واستقبلنا وودعنا
إننا نقف الان على مفترق الطرق ننظر هنا فنرى عاما كاملا قد شد رحاله وطوى صفحته رحيلا لاعودة بعده وننظر هناك فنرى عاما جديدا جاء محملا بحوادثه ووقائعه محجوبا
بحجاب الغيب مستورا بستار القدر مايلبث أن ينكشف شيئا فشيئا .
سؤال يطرح نفسه لماذا يوم الدين ؟ لماذا الوقوف بين يدي مالك يوم الدين ؟ لماذا تنشر الدواوين ؟ لماذا نصبت الموازين ؟ لماذا تنطق الجوارح يوم الدين ؟ كل ذلك للسؤال عن
اللحظات والساعات والايام والسنين .
مضى عام من سفرنا إلى دار الأخره ودعنا عاما ماضيا شهيدا واستقبلنا عاما جديدا ماذا ودعنا في عامنا الماضي ؟ وماذا كتب لنا فيه ؟ وبماذا نستقبل العام الجديد أربعة وخمسون
وثلاثمائة يومالاندري أحسناتها غلبت أم سيئاتها رجحت لانعلم أهي حجة لنا أم علينا طويت صحيفة عام كامل فهي محفوظة نلقاها يوم الوقوف والعرض بين يدي الله تعالى .
هانحن نشهد مصرع هذا العام وكما شاهدنا وداعه سيشهد وداعنا وفراقنا وسنجد أنفسنا يوما من الأيام ونحن نقف في المحطة الأخيرة من رحلة الحياة .
ستسلمك الساعات في بعض مرها = إلى ساعة لاساعة لك بعدها
هذا السير الحثيث يباعد عن الدنيا ويقرب إلى الخرة يباعد من دار العمل ويقرب من دار الجزاء .
إن كل غائب قد يعود وكل مفقود قد يسترد وكل ذاهب قد يسترجع إلا العمر المنصرم والزمن المنقضي والوقت الذاهب إنه ماضي لاحيلة لارجاعه ولكن نحمد الله الذي يسر محو
الذنوب والسيئات بالتوبة والأستغفار.
أما العام الجديد فإن نملكه إن كتب الله لنا فيه أجلا فأبدا هذا العام بهمة عالية وعزيمة وقادة مقدما حقوق الله أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى .
قف وتأمل وتذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين نهاية عام منصرم كان أحدنا ينظر إلى نهايتةنظر البعيد ونتهى العام المنصرم فما أقرب الممات من الحياة وكل ماهو ات ات .
إن الزمان وتقلباته أنصح المؤدبين وإن الدهر بقوارعه أفصح المتكلمين فتنبهوا بايقاظه واعتبروا بألفاظه .
ياراقد الليل مسرورا بأوله = إن الحوداث قد يطرقن أسحارا
سبحان من يرث الأرض ومن عليها كم من نفس قبل هذا العام قد انتهت وكم من خلاله بالمنية قد فوجئت فأرواحهم إلى السماء علت أ و إلى أسفل سافلين هبطت فكأن العمر الذي
مضى والوقت الذي انقضى لحظات يسيرة وايام معدودة بينما هي في عمر الزمن الاف الأيام وعشرات السنين .
نسير إلى الأجال في كل لحظة = وايامنا تطوي وهن مراحل
ولم أر مثل الموت حقا كأنه = إذا ماتخطته الاماني باطل
وما أقبح التفريط في زمن الصبا = فكيف به والشيب للراس شامل
ترحل من الدنيا بزاد من التقى = فعمرك أيام وهن قلا ئل
الدنيا عمرها قصير وعيشها في غير طاعة الله حقير وهي إلى الخراب بعد الدمار تسير هي الدنيا التي شغل فيها كثير من الناس والتي تدل أفعالهم وأحوالهم أنها عندهم هي الغاية
غرهم سرابها وبريقها فراحوا يتهافتون على طلبها ويتنافسون في إكتنازها ورضوا منها بالاقامة والتمتع بشهواتها وملذاتها وتركوا الاستعداد ليوم الرحيل والعمل لدار القرار
اما ان لنا أن ننتبه من هذا السبات أما ان لنا أ ن نغذ السير إلى الأخرة قبل ساعات الهوان .
رحل هذا العام وانتهى وكأنه ماكان وهكذا الدنيا رحل مخلفا ذكرى وموعظة في قلوب المؤمنين إن هذه الدنيا ليست بدار قرار إنما هي منازل فراحل ونازل وفي نهاية كل عام
لابد من المحاسبة والمراجعة فالمؤمن يعرف أنه لم يخلق عبثا ولن يترك هملا فمحاسبة النفس تجعل المسلم دائم الاستعداد ليوم الحساب وانه من علامة توفيق المؤمن أنه إذا زاد
عمره زاد اجتهاده وإذا زاد جاهه زاد تواضعه وإذا زاد ماله زاد سخاؤه وعدم التوفيق بعكس ذلك .
تهنئة جافة إنها وقفة وليست وقفة المبتسمين ليست وقفة الضاحكين يهنئي بعضنا بعضا ( كل عام وانتم بخير ) أي خير إذا زادت الاعوام ونقص الايمان كيف بفرح من يومه
يهدم شهره وشهره يهدم سنته وسنته تهدم عمره والله لاخير في السنين والاعوام إذا لم تهتدي القلوب إلى علام الغيوب السعيد والله من أطاع الله .
وفي الختام أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل وأن نحاسب أنفسنا قبل الحساب وان نعمل صالحا مادمنا في فسحة الامل ننعم بنعمتين عظيمتين ( الصحة والفراغ )
اللهم اجعلنا من المعتبرين الذاكرين الشاكرين الموفقين لكل خير واجعل اللهم خير أعمالنا خواتمها وخير أعمارنا أواخرها وخير أيامنا يوم لقاءك واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم
في جنتك وجوارك اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ولا تجعلنا من الخاسرين وصلى الله على عبد الله ورسوله محمد وعلى اله واتباعه وسلم تسليما كثيرا
01/02/06, (03:33 PM)
زاوية نسائم الإيمان الثانية عشر
العرض العادي
