اخبار( الأحد 11/11/1429هـ ) 09/ نوفمبر /2008

[سعود المسعودي]

» قضية...

راتبها يثير خلافاً بين والدها وزوجها
الاقتران بالمعلمة.. قسمة ونصيب أم «مصلحة»


خالد الفقيه- القنفذة
الزواج من الموظفة و"المعلمة" تحديدا انتشر بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، وليس ذلك عيبا أوحراما، ولكن أن يكون وراء هذا الزواج مصلحة مادية فلا بد أن ندق ناقوس الخطر..ليس للنتائج أوالآثار السلبية المترتبة على هذه المصلحة - كان يتركها الزوج بعد أن يؤمن مستقبله بأموالها ويتجه لأخرى ويدفع الأبناء الثمن - وإنما لما يسببه هذا النوع من الزواج في حالات كثيرة من مشاكل اجتماعية أخرى تدفع ثمنها الفتاة المعلمة التي قد تحجم عن الزواج أو تدخل إلى عش الزوجية متوجسة خائفة من أن يكون مصيرها كأختها أو صديقتها أو بنت الجيران التي كانت تضع كل راتبها في جيب زوجها وفي النهاية يلقي بها وبأولادها إلى الرصيف.هذا لا يعني بالطبع أن يكون الارتباط بالمعلمة يقف خلفه هدف مادي، أو تكون نتيجته فاشلة . ولكن ما تشهده أروقة المحاكم من قضايا عديدة طرفها معلمة هو ما دفعنا إلى طرح هذه القضية التي تباينت واختلفت حولها الآراء.
البعض أصدر رأيه وقال: معظم هذا الزواج يكون هدفه الخفي مصلحة وخصوصا إذا كانت المعلمة ليست جميلة و تكبر عريسها بسنوات، ولكن هناك من يرى عكس ذلك، ويدفع أنصار هذا الرأي بالزيجات الكثيرة الناجحة للمعلمات، فالشاب من وجهة نظرهم قد يعجب بفتاة معلمة وعند الزواج يطلب منها الجلوس في البيت كي تتفرغ لأبنائها ولزوجها، ومن ثم فإن مثل هذا الزوج لايكون طامعا في راتبها، ومع ذلك يرى فريق ثالث أن قلة فقط هم الذين لا يطمعون في هذا الراتب وغالبا ما يكونون ميسورين.
أحمد الغامدي ومحمد الزهراني وسعيد باداوود يؤكدون أن الزواج من معلمة يوفر على الزوج الذي في بداية الطريق كثيرا من أعباء الحياة وخاصة في ظل هذا الارتفاع العالمي للأسعار فيما آخرون وصفوا الباحثين عن الزواج من المعلمات بالمتطفلين المتسلقين. مشيرين إلى أن راتب المعلمة يساهم بطريقة أو بأخرى في إنهاء كثير من العلاقات الزوجية.
ويقول كل من أحمد علي المرحبي وحسين القوزي وعمر العلوي: الزواج من المعلمة أسرع الطرق إلى اجتياز مرحلة ما يطلق عليه البعض "التأسيس، وتجاوز عنق الزجاجة. فالشاب من وجهة نظرهم إذا كان فقيرا أو حتى متوسط الحال يدخل عش الزوجبة مديونا، ويفكر من ثاني يوم في كيفية سداد هذه الديون ولكن إذا كانت زوجته معلمة فقد لا يهتم بهذا الدين كثيرا فمن خلالها سيسدد وهي بالطبع لن تمانع أو ترفض، فسعادة زوجها وشريك المستقبل في هذه اللحظة أكبر من أي راتب ومال. وهناك من يرى أن الزوجة سواء كانت معلمة أو غير ذلك يجب عليها مساندة زوجها ولكن من المهم أن يقدر ذلك ولايتنكر لها أو كما قالت سمية وأحلام ونهاد - من جامعة الملك عبدالعزيز - لا يبيعها عندما تحين له فرصة أخرى، وتضيف المعلمة إبتسام: الزوجة تشارك بأموالها مثلها مثل الرجل فما المانع أن تساعد المرأة معلمة كانت أو غير معلمة زوجها بالمال. وتروي خديجة - معلمة بمدرسة خاصة - مشكلة خاصة بها قائلة : في الشهر الأول كان زوجي لا يبدي طمعا في راتبي ، ولكن بعد أن علم باصرار أهلي على بقاء راتبي في حوزتهم جن جنونه وفوجئت به يختلف كثيرا وانفصلنا مبكرا بالطلاق بعد أن اكتشفت أنه كان بالفعل طامعا في راتبي حيث لم يتبين لي ذلك خلال فترة الخطوبة التي كانت قصيرة جدا لا تتجاوز ثلاثة أشهر.
ليس رجلا
وكان لعلي محمد السير وأحمد السلامي ومحمد الغبيشي وجهة نظر أخرى حيث يرون أن الاعتماد على راتب الزوجة ليس من الرجولة ووصفوا هذا النوع من الأزواج بـ"المتطفل" مشيرين إلى أن الرجل ملزم بالنفقة على البيت والمرأة ليست ملزمة. لافتين إلى أن ثقافة الارتباط بمعلمة وراءها بعض الأمهات اللاتي يبحثن عن زوجات معلمات لأبنائهم وهؤلاء تكون نظرتهم مادية بحتة والدليل أن أغلب العانسات غير موظفات ونادرا ماتجد معلمة عانسا ..وهنايؤكد عدد من المعلمات أن زواجهن من أي شاب حتى لو كان عاطلا عن العمل هو السبيل الوحيد ليلحقوا بقطار الزوجية فالفرحة بقدوم عريس عاطل وطماع أحيانا أرحم بكثير من العنوسة.
موضة العصر
حسن علي العمري وعبدالرحمن الفقيه وسليمان أحمد يرون أن الزواج من معلمات أصبح موضة في السنوات الأخيرة فالكل يطلبها معلمة حتى أن زواج العاطلين عن العمل من معلمات أصبح ظاهرة. وعلى ذلك فإن أحمد علي وحسين عمر ويحيى سليمان متزوجون من معلمات ويبحثون عن عمل بشق الأنفس أو كما قالوا : كرامتنا لا تسمح لنا أن نعيش على راتب الزوجة فنظرتها أحيانا تكون حارقة جدا.
نماذج أخرى
(هـ.و.م) يقول: كنت سعيدا في حياتي الزوجية من إحدى المعلمات وكانت زوجتي تعطي جل راتبها لوالديها ولم أعر لذلك اهتماما، لأنني لست في حاجة له، ودارت الأيام واضطررت لشراء سيارة جديدة وعشت ظروفا مالية قاهرة وشكوت الحال لزوجتي وطلبت منها بعض المال إلا أنها رفضت ذلك بحجة أنني سوف اتزوج عليها، حاولت إفهامها ولكنها رفضت وعرفت بعد ذلك أن والديها يحرضانها على عصياني وعدم الاستجابة لطلبي فحصل نقاش حاد بيننا انتهى للأسف بالطلاق.
(ع.أ) متزوج حديثا من إحدى المعلمات يقول: فوجئت بزوجتي منذ اليوم الأول لزواجنا تقول لي: ليس لك حق في راتبي فهو ملك لي وأنا اقسمه على أهلي وأخوتي وأنت رجل البيت وملزم بالمصاريف، ويضيف: حاولت أن أقاطعها في الحديث إلا أنها واصلت حديثها بجرأة وتابعت: أنا لا استطيع أن أعصي والديّ، كلفتني منذ الشهر الأول بتغيير كافة ذهبها ففعلت على مضض واستمر بي الحال على ذلك من تغيير أثاث البيت وغيره حتى تأكدت أن والدتها تحرضها بأن لا تبقي لي قرشا واحدا حتى لا أتزوج عليها. ويواصل ولم اجد مفرا من طلاق هذه المعلمة - التي اعتقدت خطأ أنني طامع في راتبها - وارتحت بعد أن أنجبت منها طفلة صغيرة اعتبرها ضحية لتلك الزيجة الفاشلة من معلمة الأجيال. المعلمة (ن.س) تقول: تزوجت من شاب محدود الدخل يعمل في إحدى الشركات ومنذ اليوم الأول لزواجنا وهو يلح عليّ بأن لا أعطي والدتي قرشا واحدا، وافقته على ذلك ومع مرور الأيام وإنجاب الأطفال أصر عليّ بإنفاق كافة راتبي على أطفالي فوافقته، ولكنه فصل من الشركة التي كان يعمل بها بسبب استهتاره وأصبح عالة يوصلني إلى المدرسة وينام حتى الظهر وأنا أصرف على البيت وعندما اطلب منه أن يبحث عن عمل يقول: لم أجد وعندما يشتد بيننا النقاش يهددني بالطلاق، فلم أجد بدا من الصبر خوفا على أطفالي من الضياع.
قاضي المحكمة الشرعية بحلي الشيخ إبراهيم حماد زولي قال: إن الزواج شراكة عظيمة يتقاسم فيه الطرفان مطالب الحياة بحلوها ومرها فالتعاون والتفاهم بين الزوجين ضروري حتى تبحر سفينة حياتهم للأمام، إلا أنه ألمح إلى أنه ليس من حق الزوج إجبار الزوجة المعلمة بالأخذ من راتبها لأنه مكلف بحكم الشريعة الإسلامية بالصرف والإنفاق على منزله وأسرته وليست الزوجة أما إذا كان إعطاء الزوجة راتبها لزوجها من طيب خاطر فلا مانع من ذلك وهي بذلك تشارك شريك حياتها هموم الحياة المعاصرة.