سرقة أكبر منجم ذهب في السعودية

[البيداء]

أخر سرقة واكبر سرقة في المملكة



السرقة التي تكشف عن تفاصيلها هذه الجولة أشبه ما تكون بقصص أجاثا كريستي البوليسية في تخطيطها وفي حبكتها المتقنة

إذ تتعلق بسرقة اكبر منجم للذهب في السعودية يقع بمحافظة المهد التابعة لمنطقة المدينة المنورة ،، فمن هم أبطالها ؟؟

ومتى بدأوا في عملياتهم لسرقته ؟؟ وكيف ذوبوه..؟؟ وكيف قاموا بإخراجه من المنجم..؟؟

ومن الذي ساعدهم في تهريب الكميات المسروقة منه الى بلادهم ؟؟

أبطال السرقة " عصابة فلبينية مكونة من 23 عاملا من عمال منجم الذهب ضعفت مقاومتهم وخارت عزائمهم أمام إغراء

وبريق الذهب ولمعانه فخططوا لسرقته يراودهم حلم الثراء الذي سيضمن لهم حياة مرفهة بقية حياتهم في بلادهم ،،

فنسجوا بين جنبات المنجم تفاصيل اكبر عملياتهم ورسموا لتحركاتهم سيناريو يوصلهم الى بلادهم غانمين بسبائك الذهب ،،

غير انهم لم يتوقعوا للحظة ان يقعوا في قبضة رجال الأمن !!.





بدأت القصة باجتماع 22 فردا من عمال المنجم من الجنسية الفلبينية في مختلف التخصصات فشكلوا فيما بينهم عصابة ؛

لسرقة كميات كبيرة من الذهب مستفيدين من بعض الثغرات الأمنية في المنجم خاصة حول مواقع صخور الذهب ،،

نتيجة التوسع الذي شهدته اثر الاكتشافات الحديثة لمواضع اخرى مما اطال في عمر المنجم لسنوات قادمة فأصبح عدد رجال الأمن ،،

الموجودين في المنجم غير كاف ٍ لتغطية جميع المواقع المكتشفه الجديدة والقديمة في آن واحد معاً

فتم التركيز على حماية وحراسة المواقع المهمة: (مواقع المتفجرات ومصنع الذهب ومستودعات السيانايد

وفي ظل هذا النقص الماثل في اعداد رجال الحراسة الأمنية وجد هؤلاء الفرصة متاحة لهم تحت الارض لتنفيذ مخططهم الاجرامي.




بدأ افراد العصابة بمجمع الذهب بعد الانتهاء من وردياتهم حيث كانوا يقومون بالتسلل الى داخل المنجم وجمع الصخور

ذات التركيز العالي من الذهب وتخبئتها في أحد الكهوف بالجبل فيما كان يقوم البعض الاخر بتخبئتها في حفر داخل سكنهم.

واثناء جمع الصخور كان التفكير ينصب حول الكيفية التي يمكن لهم بواسطتها تفتيت هذه الصخور فهداهم تفكيرهم الى صنع ؛

آلات لطحنه وبعد الانتهاء من تفتيت الصخور يقومون بتخبئتها في غسالة ملابس تالفة في موقع للأدوات القديمة ،،

لا أحد يأبه لها واستمروا على ذلك مستغلين ضعف الرقابة الأمنية.




رشوة رئيس العمال

وبينما كانت عمليات تجميع الصخور وتفتيتها تسير حسب المخطط عثر عامل المغسلة صدفة على قطعتين من الذهب ،،

في ملابس احد افراد العصابة وقام بتسليمها لرئيس العمال في المنجم (من الجنسية الفلبينية ايضا) فلم يكن امام العصابة

من خيار سوى محاولة رشوته وشراء صمته ولم ينتظر رئيس العمال طويلا بل قام بأخذ إحدى القطعتين

وتزن 50 جراما،، ولم يبلغ عنهم ،، وهكذا استمر افراد العصابة في سرقتهم بعد ان ضمنوا سكوت رئيس العمال

علاوة على ضعف الرقابة الأمنية الا ان بريق الذهب والجشع والطمع سرعان ما أوقع الخلافات بينهم

فانقسموا الى مجموعات صغيرة في حين فضل البعض العمل بشكل فردي !!.




فقرر 15 فردا منهم تكوين فريق بحاله في تجميع وسرقة الذهب واقتسام الكمية فيما بينهم فواصلوا عمليات تجميع الصخور

ذات التركيز العالي من الذهب وصنع الاتهم الخاصة بتفتيته وجمع ما يتكون لديهم والقيام بتخبئته في مقر سكنهم وفي اماكن

متفرقة من الجبل في حذر شديد حتى لايلفتوا اليهم الانتباه،،.

وتكون فريق آخر من اربعة بينهم كيميائيان يقوم اثنان من افراده بتجميع الصخور المحتوية على الذهب وتسليمها الى زميليهما

اللذين يعملان ككيميائيين بالمختبر الكيميائي لتفتيتها وتنقيتها من الشوائب بإضافة بعض الاحماض والمواد الكيميائية ،،

وبهذه الطريقة استطاعوا الحصول على كميات كبيرة من الذهب الصافي.

وبعد ان تجمع لافراد العصابة هذه الكميات من الذهب ،، فكروا في طريقة لاخراجها عبر بوابة المنجم دون ان يكتشف امره ،،

فبدأوا بالتأكد من عدم وجود أجهزة انذار لرصد المعادن في بوابة المنجم ،، والاحتكاك بأفراد الحراسة على البوابة لمعرفة مدى

قدرتهم على التفريق بين الاحجار العادية وتلك التي تحتوي على كميات مركزة من الذهب ،،

فاستطاعوا من خلال احتكاكهم ومراقبتهم لحراس البوابة ان يتوصلوا الى عدم وجود اجهزة في البوابة للكشف عن الاحجار والصخور،،

وجهل حراس البوابة وعدم قدرتهم على التفرقة بين الصخور العادية وتلك التي تحتوي على الذهب ،،

وهكذا استطاعوا تمرير مسروقاتهم عبر البوابة دون ان يكتشف أمرهم بعد وضعها في حقائب داخل السيارة ،،

التي يستخدمونها في الخروج اثناء اجازتهم الاسبوعية ،، وبهذه الطريقة نجحوا في اخراج كميات كبيرة من الذهب من المنجم ،،

دون ان يكتشف احد امرهم !!.





ومن هناك الى مدينة جدة لتبدأ المرحلة الأهم في خطتهم وهي كيفية تهريب الذهب المسروق الى بلادهم..،،

في جدة تعرفوا على احد ابناء جلدتهم ويدعى (وينسل) فليبيني وقاموا باستئجار جزء من شقته لتخزين الذهب المسروق ،،

واتفقوا معه على وضع خطة لتهريبه على شاكلة طرود بريدية عبر احدى وكالات الشحن فتعهد بمساعدتهم بل وفر لهم ماكينة لتغليفه ،،

وقام بالتنسيق مع المدعو روكي قارسيا لشحن كميات من الذهب عن طريق وكالات الشحن البحرية ،،

وهكذا نجحت خطتهم في تهريب كميات من الذهب المسروق الى الفلبين حتى وصلت الكميات المهربة منه ( 1932 كيلو جراما)

على شاكلة طرود بريدية ،، فيما قامت العصابة المكونة من اربعة بتهريب ( 200 كيلوجرام من الذهب ) بنفس الطريقة السابقة ،،

واقتسام المبلغ فيما بينهم بالتساوي ....





فأين الرقابة من ما حدث ؟؟ سؤال ينتظر الأجابة عليه ....





ودمتم بخير