(اخبار الثلاثاء 01/04/1429هـ ) 08/4/2008

[سعود المسعودي]

	"آرلا" الدنماركية تتكبد 100 مليون دولار من المقاطعة الإسلامية محكمة هولندية ترفض دعوى ضد منتج فيلم "الفتنة" وتعفيه من الاعتذار لاهاي، كوبنهاجن، كراتشي: فكرية أحمد، عصام واحدي، أ ف ب تلقت المنظمات والجاليات الإسلامية في هولندا صدمة جديدة عندما رفضت محكمة هولندية في لاهاي أمس الدعوى التي رفعها الاتحاد الإسلامي ضد منتج فيلم "الفتنة" المسيء للقرآن عضو البرلمان الهولندي جريت فيلدرز. واعتبر حكم المحكمة أنه "على الرغم من أن ما يقوله فيلدرز يبدو في بعض الأحيان مستفزا، إلا أنه لا يدعو أو يحفز على الكراهية أو التحريض على العنف ضد المسلمين، ولا يوجد في القانون ما يستوجب المعاقبة على ما قاله، ولا مجال هنا لدفع عضو البرلمان لتقديم الاعتذار أو الإعراب عن أسفه لما قاله". وفيما اعتبر فيلدرز الحكم انتصارا له، استنكره عدد كبير من المنظمات الإسلامية والجاليات الإسلامية، وقال الإمام بمسجد في روتردام التركي سيف الدين أسكوزال لـ "الوطن" إن الحكم يقطع الطريق أمام أي مسلم لإقامة دعوى مجددا ضد هذا الفيلم، معتبرا الحكم مخيبا لآمال المسلمين وسيشجع آخرين على إهانة الإسلام دون الخوف من المساءلة القانونية. كما قال عضو البرلمان الهولندي السابق عن حزب اليسار الأخضر المغربي الأصل محمد الرباع، طالما لا يوجد بالقانون ما يجرم الفيلم، فقد حان الأوان لتشكيل حركة سياسية وحزب إسلامي على غرار الحزب الديموقراطي المسيحي المحافظ في هولندا. وفي ذات سياق تداعيات الفيلم، علمت "الوطن" أن الحكومة الهولندية تجري اتصالات رسمية مع إيران للحيلولة دون تصعيد مقاطعة المنتجات الهولندية بمقاطعة منتجات شركتي فليبس وشل، اللتين تمثلان ثقلا اقتصاديا واستثماريا لهولندا. وحول تداعيات الفيلم الهولندي والرسوم المسيئة، كشف استطلاع رأي أعلنته قناة التلفزيون الأولى في الدنمارك أن 72% اعتبروا الفيلم والرسوم إساءة للمسلمين عن قصد، فيما قال 12% إنهما نوع من التعبير عن الرأي. وفي سياق آخر، كشفت شركة آرلا للمواد الغذائية في الدنمارك أمس عن تزايد خسائرها في الربع الأول من العام الحالي نتيجة مقاطعة بضائعها خاصة في الخليج والسعودية التي تمثل وارداتها 90 % من إجمالي الصادرات لدول الخليج. وقالت الشركة التي تعتبر أكبر شركة هولندية مصدرة للمواد الغذائية للشرق الأوسط، إنها خسرت نحو 100 مليون دولار خلال هذه الفترة، مشيرة إلى أنها تكبدت نحو 200 مليون دولار من المقاطعة الشعبية لمنتجاتها أثناء الأزمة الأولى عام 2006. وقد تواصلت الاحتجاجات الإسلامية ضد الفيلم والرسوم في العديد من المدن الإسلامية أمس. وتظاهر عشرات الآلاف في كراتشي جنوب باكستان بدعوة من حزب الجماعة الإسلامية للتنديد بالفيلم والرسوم المسيئة.