اخبار ( الإثنين 02/01/1430هـ ) 29/ ديسمبر/2008

[سعود المسعودي]

عنوان تكتيكي لعملية غزة
تقطيع أوصال القطاع واحتلال شريطين حدوديين شمالي وجنوبي

فرح سمير - القدس
يرى المحللون العسكريون الإسرائيليون أن وزير الجيش الإسرائيلي ايهود باراك قد حقق نجاحا هاما في العملية العدوانية على قطاع غزة على حد تعبيرهم وأنه إذا ما استمر هذا النجاح فإن الخارطة السياسية لإسرائيل سوف تطالها تغيرات. ففي الوقت الذي أخذت شعبية باراك تنخفض على نحو متسارع قبل العملية. وخلال اليومين الماضيين ، استطاع باراك أن يبرز كقائد محنك ليكسب الجولة أمام زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو وكذلك زعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني . ورغم السند التأييدي الذي يحظى به باراك من أمثال أليكس فيشمان ويهود برنيع ، تظل هناك أصوات تعلو من دهاليز الأحزاب الإسرائيلية الأخرى تحذر من نهاية شبيهة بتلك التي عانى منها الجيش الإسرائيلي في يوليو ( تموز ) من العام الماضي في جنوب لبنان . وبالرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت ووزيرة الخارجية ليفني وباراك قد حصلوا على دعم سياسي داخلي من القوى والأحزاب الإسرائيلية كافة لهذه العملية من أقصى اليمين لأقصى اليسار، بما فيها حركة ميرتس ، إذ لم يرتفع في إسرائيل صوت يندد بهذه العملية أو يدعو لوقفها سوى بعض المنظمات الهامشية في إطار حقوق الإنسان إذ نظمت ، وقتها ، مظاهرة في تل أبيب تدعو لوقف هذه العملية.
ويتحدث الإسرائيليون صراحة عن أن الهدف من وراء العملية الحالية هو إسقاط حركة حماس وإنهاء حكمها في قطاع غزة، بالرغم من أن العنوان التكتيكي لهذه العملية أراده باراك أن يكون لإسكات صواريخ الفصائل الفلسطينية، وأن تطلب حماس مباشرة أو عبر الوسيط المصري أو وسيط آخر بتمديد التهدئة بشروط أهمها وقف إطلاق الصواريخ بشكل مطلق، مع الإشارة هنا إلى أن أهم المحللين الإسرائيليين يهود يعاري أكد بأن الهدف الرئيس من العملية إنهاء دور المناوئين من حركة حماس ووجود أشخاص من داخلها يمكن الاتفاق معهم ، الأمر الذي يعني أن إسرائيل ليس من مصلحتها إعادة وحدة الضفة وغزة حيث ذكر ذلك صراحة أكثر من مسؤول عسكري، علما بأن المسؤولين العسكريين لا يخفون خشيتهم من سقوط متزايد للصواريخ والقذائف على محيط غزة ، ولذلك فإن دعوات باراك وضباط الأركان لسكان هذا المحيط بالصبر وتفهم تبعات العملية العسكرية ومنها سقوط قتلى وجرحى بين صفوفهم.
تجدر الإشارة هنا إلى أن هؤلاء السكان هم أكثر الإسرائيليين الذين يؤيدون القيام بمثل هذه العملية واستمرارها، فيما يتلقى كبار الضباط مزيدا من المعلومات حول التوغل البري الإسرائيلي والذي يرتكز على أساس تقطيع أوصال القطاع واحتلال شريطين حدوديين شمالي وجنوبي .