يحدث الآن تجمع جماهيري بمئات الالوف في بنجلادش او تجمع سنوي في نفس الوقت بحجة التعاون على البر والتقوى فما حكم ذلك في الشرع؟
الجواب
الحمدلله والصلاة على رسول الله واله وصحبه وبعد
يجب أن يعلم ان الأعمال الصالحة الواجبة أو المستحبة يجب أن تكون مما أمر الله به في القران أو السنة الصحيحة فهذا من خصائص الله ليس لأحد من الخلق التدخل فيه قال تعالى { أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }الأعراف 54
وقال تعالى {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }الشورى21وقال تعالى {مَا جَعَلَ اللّهُ مِن بَحِيرَةٍ وَلاَ سَآئِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ وَلَـكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ }المائدة103وقال تعالى {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ }الحديد27 فالايات السابقة تدل على أن التشريع من خصائص الله تعالى وأن من تقرب الى الله بما لم يشرعه فهو مبتدع ومشاق لله ورسوله قال تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الأنفال13وقال تعالى {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء115والمشاقة هي المخالفة لأمر الله ورسوله ومضاهاة الشريعة بايجاب او استحباب مالم يشرعه الله ورسوله , فإذا علم ذلك فإن هذا التجمع السنوي الذي تفعله جماعة التبليغ هو من المشاقة لله ورسوله
وذلك أنه لايوجد في الإسلام تجمع على هذا النحو شرعه الله إلا عبادة الحج فحينئذ يتبين معنى مضاهاة الشريعة ويتبين أن هذا العمل هو من اتباع النصارى كما سبق في اية الحديد وعليه فإن شد الرحل اليه أوالإعتكاف للعبادة عند هذا التجمع هو من كبائر الذنوب ,كيف والجماعة لاتدعوا الى مادعا اليه الأنبياء من التوحيد الخالص والإتباع للسنة قال تعالى {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }يوسف108وقال عليه السلام صحيح مسلم ج3/ص1343
من عَمِلَ عَمَلًا ليس عليه أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ" متفق عليه فيجب التحذير من الذهاب الى هذه التجمعات البدعية قال تعالى {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتاً }النساء66
وقال عليه السلام " فمن رغب عن سنتي فليس مني" متفق عليه قال هذا عليه السلام في اقوام زادوا في عبادة مشروعة فكيف بمن احدث
مالم يشرعه الله ورسوله والله المستعان
لفضيلة الشيخ عبد الله العبيلان حفظه الله
http://www.obailan.net/news.php?action=show&id=172