بر الوالدين
من أسماء الله الحسنى (البَرُّ) لذا جعل الله فعل البر من الأفعال المحببة إليه فقال في كتابه الكريم " إن الأبرار لفي نعيم " سورة الانفطار ، بل وأمرنا بالبر فقال تعالى أيضا " وتعاونوا على البر والتقوى " سورة المائدة .
ومن أفضل أنواع البر هو بر الوالدين وذلك تكريماً من الله ورسوله لهما.
يقول الله تعالى على لسان سيدنا عيسى " وبراًَّ بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياًّ " سورة مريم .
كما جاء في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم " من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أمك ، قال ثم من ؟ قال : أبوك .
كما منع الرسول الشاب من الخروج معه في الغزوة بعد أن سأله : ألك أبوين ؟ قال نعم ، فقال صلى الله عليه وسلم : فيهما فجاهد أى أنه جعل خدمتهما وبرّهُما نوعاً من الجهاد .
ومن البر بالوالدين الدعاء لهما كما يأمرنا الله بذلك فيقول في كتابه العزيز " واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " سورة الإسراء
ومن البر بالوالدين محادثتهما بطريقة تليق بهما فيأمرنا الله فيقول " فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما " سورة الإسراء .
كذلك حسن معاشرتهما إذ لاننسى الشاب الذى أتى أبويه بشيءٍ يشربانه فوجدهما نائمين فبقى ماشاء الله له عند رأسيهما حاملا الوعاء مخافة أن يرجع فيستيقظان فلا يشربا ولم يرد أن يزعجهما أو أن يوقظهما ليشربا فأقره الرسول على فعلته .
وعندما إشتكى الشاب أباه إلى رسول الله بأنه يطلب منه أن ينفق عليه نصحه الرسول وقال " أنت ومالك لأبيك "
ويجب علينا ألا ننسى فضلهما علينا أو أن نقدم أحداً عليهما فقد طلب الصحابة من رسول الله أن يحضر ليدعو للشاب الذى يعاني في سكرات الموت فسألهم الرسول أله أم ؟ قالوا نعم ، فلما سألت عنه أثنت عليه إلا أنها تذكرت أنها كلما دعته إليها ودعته زوجته أجاب زوجته قبلها . فأجابها الرسول صلى الله عليه وسلم بأن هذا هو سبب عدم رضا الله عنه وبالتالي عدم خروج الروح بطريقة سلسة وأمر الصحابة بجمع الحطب لحرقه فلما علمت الأم بذلك أسرعت وقالت للرسول أنها تسامحه . عندها خرجت الروح وصلى عليه الرسول .
كذلك فإن الله تعالى خاطب يحيى عليه السلام ووصفه بقوله " ييحي خذ الكتاب بقوةٍ وءاتيناه الحكم صبيا * وحناناً من لدنا وزكاةً وكان تقيا * وبرّاً بوالديه ولم يكن جباراً عصيا " أى أن الله تعالى قرن بر الوالدين بأنه يجعل من قلب الإنسان ليناً ولا يكون جباراً ولاعاصياًً لله وهى صفة مطالبون بها جميعا .
من ذلك يتضح لنا أهمية بر الوالدين لأن فيها مرضاة الله ورسوله لنسارع جميعا للفوز بهما .
تحياتي لكم,,,,,,,,,,,