حرمت الكثيرات من التعيين داخل قراهن وخارجها
أولياء أمور المعلمات ينتقدون ضوابط النقل الخارجي

مشعل حسن الحربي ـ قديد
رغم المحاولات التي تبذلها وزارة التربية والتعليم للحد من المشاكل المترتبة على حركات النقل الخارجي للمعلمات، إلا أن عددا كبيرا من أولياء أمور الخريجات في محافظات شمال منطقة مكة المكرمة يعتبرون الضوابط الجديدة للنقل غير مجدية، مشيرين إلى أنها تتيح للمعلمة التقدم إلى عدة مندوبيات ومراكز لا تقيم فيها، مما يحرم فتياتهم من التعيين في بلداتهن من ناحية، ويفاقم حوادث المعلمات القادمات من المناطق البعيدة من ناحية أخرى، مطالبين بعدم السماح بنقل المعلمة خارجيا إلا للمنطقة التى تقيم فيها فقط.
محمد صالح البشري (ولي أمر) يقول: غمرتنا الفرحة عندما قررت الوزارة تقنين مساحة النقل الخارجي للمعلمات، تقليصا للحوادث الناجمة عن التنقلات الكبيرة بين المدن، لكن سرعان ما تبدلت فرحتنا عندما فوجئنا بأن «النطاقات» أو الشرائح التى قدرتها الوزارة بينها مسافات متباعدة وكبيرة، و لا تجد المعلمة أمامها سوى المواقع التي لا تسكن بها، وبالتالي يبقى الوضع السابق على ما هو عليه، ويستمر خطر الحوادث التي تلتهم المعلمات، وتبقى خريجات تلك القرى بلا وظائف من جهة أخرى على اعتبار أن الشواغر الوظيفية التي في قراهن تم سدها بالنقل الخارجي لمعلمات لا يسكن تلك البلدات.
ودلل البشري بالشريحة التي تدخل فى نطاقها «الجمعة والظبية» قائلا: هذه المندوبية الرئيسية، تضم عددا من البلدات المتباعدة، ومنها: رابغ ،حجر، الكامل، عسفان، مدركة، خليص وبينهم مسافات طويلة جدا، ويستطرد البشري متعجبا: المسافة بين الكامل وحجر ـ وهما في شريحة او قائمة واحدة ـ تصل لنحو 300 كيلو متر، وتلك مسافة كبيرة، ترتفع إلى 600 كيلو متر يوميا ذهابا وإيابا، وتشكل خطرا كبيرا على المعلمات وتمثل هاجسا مخيفا لأولياء أمورهن، فضلا عن حرمان خريجات من التوظيف بقراهن حيث تسد وظائفهن عبر النقل الخارجي، بمعلمات يقدمن من مسافات بعيدة.
تكدس كبير
ويعتقد محمد المحمدي، أن الحل يكمن في تطبيق الشروط الواردة في إعلانات التوظيف على عمليات النقل الخارجي للمعلمات، ومنها أن لا يسمح للمعلمة بطلب النقل إلا لمنطقة واحدة (تثبت أنها تسكنها) وتكون ضوابط إثبات الإقامة بها نفس الضوابط الواردة في شروط التوظيف الجديد.
ويرى المحمدي أن هناك تكدسا كبيرا لخريجات محافظات منطقة مكة المكرمة الشمالية (خليص، رابغ، الكامل) والسبب من وجهة نظره تعيين المعلمات القادمات من مدن بعيدة، ويواصل المعلمي سرد معاناة الخريجات والمعلمات: وعندما تحاول خريجة تلك القرى البحث عن فرصة عمل في محافظة أخرى يتم رفض طلبها بحجة أنها ليست من ساكنات المنطقة، وبالتالي أصبحت الخريجات بين أمرين كلاهما مر، فلا يستطعن التقدم إلى وظائف بلداتهن لأنها مشغولة بمعلمات منقولات من قرى أخرى، ولا يتمكن من التقديم للوظائف المعلن عنها فى قرى أخرى عليها كونهن لسن من ساكنيها، والحل الجذري لهذه الاشكالات تقنين النقل الخارجي بإتاحته لمندوبية واحدة فقط، والاستفادة من البرنامج الإلكتروني للتوظيف فى وزارة الخدمة المدنية، والذي حدد التقديم إلى مندوبية واحدة بالإضافة إلى القرى التي تقع في نطاقها. ويشاركه الرأى محمد هادي وإبراهيم سالم وسعد العمري وغيرهم من.
الاستقرار الإجتماعى والنفسى
مدير عام شؤون المعلمات في وزارة التربية والتعليم الدكتور راشد بن غياض الغياض، أوضح أن الأهداف المرجوة من التحسينات الحالية في الضوابط تحقيق الاستقرار الاجتماعي والنفسي للمعلمات، وكذلك التوافق بين سياسة التعيين والتي تحرص على أن تكون المعلمة في مقر إقامتها، وبين أن من الأهداف المنشودة من الحركة بأن تنقل المعلمة للمكان الذي تستقر فيه إذا تحققت لها الرغبة الأولى في النقل، فضلا عن التقليل من المسافات الطويلة التي تقطعها بعض المعلمات ذهابا وإيابا، وأكد الغياض سعي الوزارة إلى حصر رغبات النقل في نطاقات ذات مسافات قصيرة بغض النظر عن إدارة التربية والتعليم التي تتبعها المندوبية، وزيادة التعيين في المدن الكبيرة بنسبة أكبر من السابق، من خلال فتح أبواب التعيين بعد الانتهاء من تسديد الاحتياج من النقل في أقل فترة زمنية ممكنة، والتقليل من الآثار السلبية على الميدان التربوي من قبول عملية عدول المعلمة عن النقل .
المصطلحات الغامضة
وعن غموض بعض المصطلحات الواردة في هذه الضوابط أوضح مدير شؤون المعلمات أن المقصود من الرغبة الأساسية هي الرغبة التي تختارها المعلمة لفتح نطاق الرغبات التي ستختارها في الجزء الأول من برنامج التواصل الالكتروني، وليس لها علاقة برغبات النقل.
أما رغبات النقل فهي الرغبات التي ستظهر في الجزء الثاني من برنامج التواصل الإلكتروني بعد قفل الجزء الأول، ويضم مجموعة رغبات أو رغبة واحدة فقط حسب نطاق الرغبة الأساسية، وتقوم المعلمة بترتيبها. مشيرا إلى نطاق المندوبيات يعني المسافة بين الرغبة الأساسية والرغبات المحيطة، بحيث لا تكون هناك مسافة طويلة بينهما، لافتا إلى أن رغبات (المندوبيات) حددت دون النظر لارتباطها التنظيمي بإدارة التربية والتعليم، بحيث تعتمد عملية اختيار رغبات النقل على بعد المسافة بين المندوبيات، وبالتالي لا تقطع المعلمة مسافات طويلة.