عام الانتخابات والاستفتاءات في العراق
رياض سهيل ـ بغداد
يشهد العراق في العام الجديد جملة من التطورات الداخلية من أبرزها الانتخابات والاستفتاءات التي ستحدد هويته السياسية المقبلة , كما ستعكس مدى نجاح العملية السياسية أو فشلها. فالعراق سيشهد انتخابات مجالس المحافظات في نهاية يناير , وانتخابات المجالس البلدية , والاستفتاء على الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة في نهاية يونيو القادم , واستفتاء محتملا على كركوك , وآخر بشأن رغبة أهل البصرة في حكمها ذاتيا من خلال إعلانها إقليما على غرار إقليم كردستان العراق , وأخيرا الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها في نهاية العام . ولا تقل أهمية أي من هذه الانتخابات والاستفتاءات عن الآخر , بحيث ستكون لكل منها انعكاساته وتداعياته على التركيبة السياسية الجديدة , كما على مستقبل العراق فيما يخص علاقته مع الاحتلال ودول الجوار.
وستشكل هذه الانتخابات القادمة الساحة العريضة لصراع القوى السياسية فيما بينها حيث ستكشف مدى نجاح أدائها على المستوى الشعبي , ومن منها الذي أفلح ومن أخفق . كما سترسم نتائج الاستفتاءات مصير علاقة العراق مع الولايات المتحدة الأميركية ووجود قواتها على أراضيه , إضافة إلى وجه العراق إذا ما سيصبح فيدراليا عبر إعلان المزيد من الأقاليم في البصرة وغيرها , ووضع كركوك الذي قد ينسحب على علاقة إقليم كردستان بالحكومة المركزية مما قد يهدد بإعلان انفصال أو تقسيم أو تفتيت كامل للعراق . ويرى المراقبون السياسيون أن العام الجديد قد يحمل الكثير من المفاجآت في طياته خاصة وأن العراقيين عاشوا ولأول مرة بعد سقوط النظام السابق , أطول فترة حكم مستقر مع حكومة المالكي , بعد الفترات المتقطعة التي عاشوها خلال أيام مجلس الحكم وفي الحكومتين الانتقاليتين برئاسة إياد علاوي وإبراهيم الجعفري . وحكومة المالكي كانت التجربة الأولى في العهد الجديد لحكومة اعتبرت منتخبة واستلمت زمام الأمور لفترة دستورية كاملة.
مما أفسح المجال أمام الشعب العراقي بأن يقييم بشكل أفضل محاسن ومساوئ ما حصل على أراضيه , وإذا ما عاد سقوط النظام السابق بالخير أم الشر عليه . وبالرغم من تحقيق حكومة المالكي لبعض المكتسبات على المستوى الأمني , غير أن أغلبية المراقبين يرون تقصيرا كبيرا في المجال السياسي مع الإخفاق بتحقيق المصالحة الوطنية ووضع برنامج عمل وطني واضح يستوعب كافة القوى السياسية المشاركة منها وغير المشاركة . فهل تصلح نتائج تلك الانتخابات والاستفتاءات ما خربه الاحتلال على أهل العراق , أم ستكون مدخلا إضافيا لمزيد من التشتت والتشرذم والتقاتل , هذا في حال نجح العراقيون بالاستفادة من ظروف منح الاحتلال لهم سيادة جزئية في الوقت الراهن , ريثما يحين وقت السيادة الكاملة في نهاية العام 2011 , وبحسب الاتفاقية الأمنية بين العراق والولايات المتحدة الأميركية , والتي سيشكل العام القادم أهم فترة لامتحان صدق النوايا في تنفيذها .