الشركة تحتفي بموظفيها بمناسبة مرور 75 عاماً على تأسيسها

[عبدالله الثابت]

أكد رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، الأستاذ عبدالله بن صالح بن جمعة، وسط حشد من موظفي الشركة اجتمعوا صباح أمس الأربعاء 16 جمادى الأولى 1429هـ (21 مايو 2008م)، في الظهران للاحتفال بذكرى مرور 75 عاماً على تأسيس الشركة وانطلاقة صناعة البترول في المملكة، أن هذه المناسبة تعد معلما هاما في تاريخ أرامكو السعودية، و منطلقا لمرحلة أخرى جديدة في مسيرة موظفيها المهنية مع الشركة.

وقال رئيس الشركة:" بالأمس كان لأرامكو السعودية شرف استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن العزيز آل سعود، وضيوفه الكرام من دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى. فلقد أعادنا حضوره يحفظه الله واقتفاؤه أثر والده، طيب الله ثراه، إلى الأيام الأولى لتأسيس الشركة. ومثلما فعل الوالد، قام المليك باستقبال عدد من منسوبي أرامكو السعودية، مؤكداً على أهمية العنصر البشري بالنسبة للشركة والمملكة. ونحن إذ نقدر تشريف جلالته لنا في احتفالنا بالذكرى الخامسة والسبعين، وكلمات التهنئة القلبية التي تفضل بها في الاحتفال الكبير الذي أقيم أمس، نثمن عاليا توجيهاته الحكيمة لأرامكو السعودية والثقة الكبيرة والغالية التي أولانا إياها."

وأوضح عبدالله جمعة أن الشركة لا تحتفل في هذه المناسبة بذكرى التوقيع على اتفاقية التنقيب عن النفط في المملكة، بل تحتفل بالإنجازات التي قادتها إليها هذه الاتفاقية. وقال:" إننا نحتفل بهذا النمو والتطور الذي تشهده أرامكو السعودية على نحو استثنائي، ونلقي الضوء على كيفية مساعدة أرامكو السعودية للمملكة في تحقيق الرؤية الجريئة للملك عبد العزيز تجاه هذا البلد وشعبه."

واعتبر عبدالله جمعة أن موضوع الذكرى وهو "الطاقة للأجيال" يلخص إنجازات السنوات الخمس والسبعين الماضية. لأجيال من البشر عملت في أرامكو ممن جاءوا قبل جيلها الحالي ومن سيجيئون بعده. وأكد أنه دون هذه الطاقة البشرية، لم تكن للطاقة البترولية التي أودعها الله أرض المملكة أن ترى النور، أو تعود بالفائدة على بلايين البشر حول العالم. وقال:" لذا فإن الذكرى الخامسة والسبعين هي مناسبة لتكريم أسلافنا ونجاحاتهم والاحتفاء بما حققناه من إنجازات في الوقت الراهن، ولتجديد التزامنا بتوفير المزيد من الرفاهية في المستقبل."

كما اعتبر جمعة أن المحافظة على اسم أرامكو السعودية هو الضمان على قدرتها توفير الطاقة أينما ووقتما تدعو الحاجة إليها. ورأى أنه ما من شركة أخرى تستطيع توفير هذا المستوى من الالتزام.

واستعرض جمعة في كلمته أهمية ما تقدمه الشركة للمملكة والعالم من طاقة بترولية تدخل في صناعة الكثير من وسائل الحياة الضرورية، وتحرك عجلة الطاقة والمواصلات وكافة أشكال المنتجات التي وجدت لإسعاد البشر. كما استعرض أهمية ما توفره الطاقة التي تنتجها الشركة للمملكة لتشغيل مرافقها الحيوية ووسائل النقل وما تشكله من لقيم للصناعات البتروكيماوية، وكذلك ما توفره من دخل أساسي للمملكة وما تمثله من محور أساسي في حركة الاقتصاد وتنمية الوطن في شتى المجالات.

ودعا جمعة إلى انتهاز فرصة حلول هذه الذكرى للوقوف على ماضي الشركة بفخر واعتزاز، وتكريم الرجال والنساء الذين وضعوا لها أسسا راسخة لتواصل البناء عليها. كما عدها فرصة لتقييم موقف الشركة اليوم وهي تنفذ أضخم برنامج رأسمالي في تاريخ صناعة الزيت، وإدارة توسعة غير مسبوقة لمجموعة أعمالنا، ومتابعة عدد من البرامج والمبادرات الرامية إلى تعزيز قدراتها التشغيلية وتركيزها الاستراتيجي. كما عدها فرصة للتطلع إلى المستقبل ومراجعة المسئوليات المتنامية الموكلة إليها، وتطلعات الدولة نحوها.

وأبدى رئيس الشركة في كلمته يقينه أن الطلب على إنتاجها من الزيت والغاز سيتواصل نموه في المستقبل كما سيكتسب دورها كأهم مصدر للزيت والغاز في العالم مزيداً من الأهمية.

وتعهد عبدالله جمعة بمواصلة الشركة ريادتها العالمية في مجال التنقيب والإنتاج، والعمل على دعم أعمال الزيت والغاز، وزيادة مجموعة أعمالها في مجال التكرير والتسويق من خلال سلسلة من المشاريع المضيفة للقيمة بما فيها مشاريع مصافي التصدير ومرافق التكرير والبتروكيميائيات.

وقال:" إن من شأن هذه المشاريع أن تمكننا من إضافة قيمة أكبر إلى موارد المملكة الهيدروكربونية الغالية مع توفير المنتجات التي تحتاجها الأسواق المحلية والدولية بشدة." وأضاف:" علينا أن نواصل بناء قدراتنا في مجال البحث والتطوير والحفاظ على سمعتنا وموثوقيتنا من خلال توفير خدمات صناعية عالمية وأعمال لمساندة التشغيل، وتأمين الموظفين والمعامل وحماية البيئة الطبيعية في مناطق عملنا وضمان امتلاك قوتنا العاملة للمهارات والمعرفة اللازمة لمواجهة التحديات المستقبلية.

وخاطب جموع الموظفين في هذه المناسبة بقوله:" إن كلا منا لا بد أن يكون لديه ما يسهم به في جعل أرامكو السعودية قصة نجاح مستمر، في أي مجال يعمل فيه وفي أي وظيفة يشغلها في يومه أو غده، وأيا كان تخصصه الفني أو المهني." وأضاف:" إنني عندما أنظر إلى هذا الحشد، وعندما أفكر في زملائنا المحتشدين في أماكن أخرى في المملكة، وأتذكر الآلاف من الأفراد الآخرين الذي يعملون بعزم في كل يوم لمساعدتنا على تحقيق أهدافنا والوفاء بالتزاماتنا، أجدني مأخوذا بشيء واحد وهو أن لدى أرامكو السعودية ماض عظيم ولكن حاضرها وانجازاتها الحالية تظل هي الأعظم."

وتابع قائلاً:" إن الفصول التالية من تاريخنا سوف تروي كيف استطعنا تلبية الطلب المتزايد على البترول مع قدرتنا على حماية البيئة وتوسعة مجموعة أعمالنا وإعداد قوتنا العاملة للمستقبل وتطوير الجيل القادم من أدوات التقنية."

وأنهى رئيس الشركة كلمته أمام الآلاف من موظفيها بقوله:" عليكم أن تتذكروا أن الأمر متروك لكم في كتابة هذه الفصول والتأكيد على أن أرامكو السعودية ستظل المورد الوحيد الأكثر أهمية في العالم."

أجواء الحفل
وكان الحفل الذي أقيم في الظهران وتابعه عبر الشاشات العملاقة موظفو الشركة في 11 موقعاً من مناطق أعمالها في المملكة، قد بدئ بعرض فلكلوري تاريخي عن تراث أبناء الجزيرة قبل انطلاق عصر صناعة البترول، وتضمن عرض فلم خاص بمناسبة مرور 75 عاماً على تأسيس أرامكو السعودية.

وقُدِم إلى الحضور خلال الحفل أقدم موظف لا يزال يعمل في الشركة، وهو خالد العبيدة الذي تجاوزت خدمته فيها حتى الآن 45 سنة. حيث عبر من جانبه في كلمة له ألقاها بهذه المناسبة عن عميق امتنانه للشركة لما حظي به خلال سنوات خدمته الطويلة فيها من خبرات ومهارات وعوائد كان لها أكبر الأثر في تطوير حياته. كما عبر عن انبهاره عبر السنين التي عاشها فيها بمراحل تطور الشركة ونموها وازدهارها وتوسع أعمالها في المملكة والعالم، حيث عكست صورة مشرفة ونموذجاً للعمل المتميز. واستعرض العبيدة سيرته الذاتية في الشركة، وقصة بداية توظيفه فيها. كما استعرض تجربته من الاستفادة من عوائد الشركة، وتمنى في ختام كلمته المزيد من التقدم والازدهار للشركة.

أما زياد الكبيسي، وهو أحدث موظف التحق للعمل في أرامكو السعودية، فقد استعرض نشأته ودراسته في الظهران والتحاقه بالشركة وابتعاثها له، وعبر عن إعجابه بما شاهده من بيئة متميزة للعمل توفرها أرامكو السعودية وما تقدمه للموظف من خدمات متكاملة هو وأفراد عائلته، مما يمكنه من التركيز على تطوير أدائه ويدفعه حثيثاً إلى المزيد من العطاء. وشكر الشركة على ما قدمت له من فرصة لتحقيق حلمه للعمل فيها والالتحاق بركب موظفيها المتميزين




وتقبلوا تحياتي