
ما إن تفتح جهاز التلفزيون ومن سوء الحظ تجده متروك على قناة إخبارية المذيع يقول نشرة التاسعة
مساء أهلاً بكم قتل نحو ثلاثين عراقياً في أشتباكات بين مليشيات جيش المهدي الشيعية وأهالي منطقة الأعظمية ذات
الأغليبة السنية ينتهي المذيع من الخبر ثم ينتقل إلى خبر ثان وهو أن لقى أكثر من خمسين فلسطينياً مصرعهم في
تبادل أطلاق النار بين حركتي فتح وحماس وجرح حوالى 30 شخصاً في لبنان أثر مشاجرة بين أنصار حزب الله وتيار
المستقبل وقتل نحو ثلاثين سودانياً وجرح ثلاثون في دارفور نتيجة هجوم مليشيات الجنجويد على أهالي دارفور
المدنيين وفي الصومال قتل نحو 30 شخصاً أثر سقوط أحد القذائف على مدينة مقديشو وفي مصر قتل نحو خمسون
شخصاً أثر أنفجار قنبلة وضعت في أحد الفنادق ووو وما أن يأتي دور الدول الأوربية حتى تجد ما يلي في فرنسا تم
أفتتاح مصنع للطائرات المدنية وفي أمريكا تم صناعة طائرة حربية جديدة سميت اف 19 وفي بريطانيا تم أفتتاح
مصنع للسيارات بقدرة أنتاجية تعادل 4000 سيارة بالسنة وفي اليابان تم صناعة روبورت آلي يستطيع القيام بالأعمال
المنزلية وفي إيطاليا تم إطلاق قمر صناعي بعد هذا الموجز الجميل
واللطيف تطفئ التلفاز وقبل أن تخلد إلى النوم تدور ألف فكرة في رأسك لماذا كل هذا
الخراب الذي يلف عالمنا العربي والأسلامي بينما تنعم الدول الغربية بالحياة الآمنة والعيش الرغيد ..
لا أخفيكم القول بأن نظرية (( أتفقوا العرب بأن لا يتفقوا)) بدأت تتعزز لدي في الفترة الأخيرة الشعوب العربية
أختلفت في كل شيئ وأتفقت بشئ واحد هو التناحر والتقاتل في ما بينها بقوة وشراسة لم يعرفها التاريخ من قبل
معظم الدول العربية تعيش الآن ساحات للمواجهة وكل يلقي بالتهم على الآخر هذا خائن وذاك عميل وهلم جرى دخلوا في
دوامة لها بداية ولكنها بلا نهاية حتى أن تنتهي تلك الفوضى ويعود كل إلى
عقلة أقول لأحدهم لا تعيش على الأوهام فهذه الأمه ضحكت من جهلها الأمم إلا من رحم ربي