مثقفون يبدؤون حملة للتضامن مع إعلامي مصري معتقل في إيران

صورة لمصطفى حامد أيام الشباب
القاهرة: هاني زايد
على مدى الأسابيع الماضية تحولت قضية مصطفى عطية حامد - الصحفي والإعلامي المصري والمعتقل في إيران - إلى قضية حملت الكثير من علامات الاستفهام حول كيفية اختفائه، وتجاهل قناة "الجزيرة" لقضيته، وعدم التعامل معها بنفس القوة التي تعاملت بها مع قضية كل من تيسير علوني وسامي الحاج، وعدم اهتمام الخارجية المصرية بالتعامل مع هذه القضية، وتوقف أمر التعامل مع اعتقال مواطن وإعلامي مصري عند حدود المبادرات الشخصية والفردية، والتي كان آخرها إعلان مجموعة من المثقفين المصريين جمع توقيعات للتضامن مع مصطفى عطية، ومطالبة الخارجية المصرية ببذل مزيد من الجهد من أجل الإفراج عنه. وهي الحملة التي تبناها كل من الشاعر أحمد فؤاد نجم والأديب صنع الله إبراهيم والكاتب الصحفي سعد هجرس.
متعاون مع الجزيرة
في البداية يشير مصدر في قناة الجزيرة - رفض ذكر اسمه - إلى أن مصطفى عطية لم يكن مراسلاً لقناة "الجزيرة"، وإنما كان متعاوناً معها، بمعنى أنه كان لا يعمل بصورة دائمة في قناة الجزيرة, وإنما كان يتعامل مع "الجزيرة بالقطعة، وبالتالي فإن وضعه - حسب ما ذهب إليه المصدر - كان يختلف عن وضع كل من تيسير علوني وسامي الحاج واللذين يتبعان فريق عمل قناة "الجزيرة" بصورة مباشرة.
ويضيف المصدر قائلاً "لقد استعانت الجزيرة بالإعلامي مصطفى عطية إثر الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، بعد حدوث أزمة بين الجزيرة ومراسلها في أفغانستان آنذاك، إضافة إلى انسحاب كثير من المراسلين بسبب المخاطر التي كانت تتهدد حياتهم بسبب الهجمات الأمريكية".
وقال المصدر "الجزيرة قامت بالفعل بتعويض أسرته عن عملية اختفائه، وسلمت شقيقته شيكاً قيمته عشرة آلاف دولار لترسله إلى أسرة شقيقها في إيران، والشيك صادر عن شركة صرافة بحرينية".
ويرجع المصدر تراجع دفاع "الجزيرة" عن الإعلامي المصري إلى ثلاثة أسباب قائلاً "الأول كما قلت هو إنه كان يعمل لدى الجزيرة بالقطعة، والثاني علاقته القوية بإيران، والثالث أن الجزيرة تخشى من أن يؤدي الحديث عن قضية مصطفى عطية إلى دخول القناة في صراع مذهبي!".
بينما يؤكد - مصدر آخر - أن "إدارة الجزيرة حاولت بالفعل التدخل من أجل الإفراج عن مصطفى حامد، لكن شخصيات أمريكية ردت بأنه يكفي الجزيرة الحديث عن سامي الحاج وتيسير علوني".
كومة من الملفات
أما شقيقته سناء حامد فتشير إلى أنها ترددت على الخارجية المصرية على مدى عامين متصلين، كان آخرها منتصف مارس الماضي، وأصبح لديها كومة من الملفات، وفي النهاية قالوا إن طهران تنفي اعتقال مصطفى أو وجود أسرته، والغريب حسب ما تذهب إليه شقيقة الإعلامي المصري أن الجهة التي تمت عبرها المراسلات وهي السفارة المصرية بطهران، كان في حوزتها وليد - الابن الأكبر لمصطفى والذي يبلغ من العمر 31 عاما - حينما لجأ إليها طالبا مساعدة الأسرة على العودة لمصر، حيث أعطى الدبلوماسيين المصريين أرقام العائلة في القاهرة للتأكد من صحة ما يقوله، واتصل جهاز أمن الدولة بالأسرة، ورغم تأكيد صحة ما قاله وليد، إلا أن السفارة المصرية سلمته لجهاز أمني إيراني، ليظل معتقلا عامين قبل أن يُفرج عنه نهاية مارس الماضي.
وتطالب سناء بحملة تضامنية مع شقيقها، خاصة أن وزارة الخارجية المصرية ـ كما تقول سناء ـ لم تبذل أي جهد للعمل على إطلاق سراحه.
أما أعجب ما في قصة مصطفى عطية فهو ما صرح به مصدر دبلوماسي مصري لـ "الوطن" حيث نفى المصدر فكرة أن يكون "مصطفى عطية حامد معتقلاً في إيران"، مضيفاً أن "الخارجية المصرية أرسلت القائم بالأعمال في إيران إلى السلطات الإيرانية للاستفسار عن قصة اختفائه، وكان الرد أنه ليس معتقلاً، وأنه يعمل في إيران، ولكنه لا يرغب في الاتصال بأسرته!".
من صيانة الطائرات إلى الإعلام
وتشير الأوراق الخاصة بالإعلامي المصري مصطفى عطية حامد - والبالغ من العمر 63 عاماً - إلى أنه تخرج من قسم ميكانيكا قوى بكلية هندسة الإسكندرية عام 1969، وبعدها سافر إلى الكويت، حيث عمل هناك لمدة عامين في قسم صيانة الطائرات في المطار، وفي أواخر عام 1970 رحل إلى أبو ظبي ومعه زوجته وهي ابنة عمه، وكانت تعمل موظفة بوزارة الخارجية في أبو ظبي بالإمارات، حيث ساعده شقيقه الأكبر والذي يعمل بوكالة إعلامية في لندن في الانتقال إلى العمل في المجال الإعلامي، خاصة أن ميوله الإعلامية زادت كثيراً عن ميوله في مجال العلوم الهندسية.
وفي الفترة من عام 1970 وحتى عام 85 عمل مصطفى في العديد من المطبوعات الصحفية، ومنها صحيفة الخليج الإماراتية، والتي عمل كمراسل لها في جنوب لبنان في الفترة ما بين نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، ثم صحيفة الاتحاد الإماراتية، والتي عمل كمراسل لها في أفغانستان، وكان من بين أوائل الإعلاميين العرب الذين نجحوا في دخولها بعد الاحتلال السوفيتي، حيث أرسلته صحيفة الاتحاد إلى أفغانستان كمراسل لها أثناء الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، كما عمل مصطفى كمراسل متعاون مع هيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي"، ومع الغزو الأمريكي لأفغانستان أصبح مراسلا للجزيرة في قندهار، ثم مديرا لمكتبها بالمدينة حسب ما تشير إليه المراسلات التي تمتلكها شقيقته، وهي المراسلات التي تؤكد أيضاً على وجود علاقات قوية تربط بينه وبين تيسير علوني، والتي تشير أيضاً إلى أن علوني هو من رشحه للعمل بقناة الجزيرة.
أيدلوجية معادية لأمريكا
وتشير الأوراق أيضا إلى أن مصطفى حامد "كانت له آراء معادية لأسلوب إدارة أسامة بن لادن - زعيم تنظيم القاعدة - للصراع بين العرب والغرب، وأنه كان يؤمن بأن العرب هم الذين سهلوا للأمريكيين السيطرة على البلاد العربية بيدهم هم قبل أيادي غيرهم، إضافة إلى أنه كان يمتلك أيدلوجية معادية للولايات المتحدة الأمريكية".
كما تشير الأوراق أيضا إلى أن" مصطفى حاول الوصول إلى مقر قناته بالدوحة عبر الحدود الإيرانية ومعه زوجته وأولادهما الستة وأربعة أحفاد، لكنه اعتقل بمجرد دخوله إيران، وبعدها انقطعت أخباره عن الجميع، فلا أفراد أسرته يعلمون عنه شيئاً، ولا قناة الجزيرة تريد تبني قضيته، ولا الخارجية المصرية تمتلك عنه ولو جزءا من خبر يقين!