من العام 2008 إلى 2009
القرصنة البحرية أحدث منتجات الإرهاب الدولي

هشام عليوان - بيروت
بعد أكثر من سبع سنوات على أكبر عمل إرهابي من نوعه، في 11 سبتمبر 2001، بالولايات المتحدة، وبعد أكبر حملة عسكرية في التاريخ ضد الإرهاب ما يزال الإرهاب قادراً ورغم النكسات العديدة التي أصيب بها على إعادة التشكل بأشكال أخرى وإعادة انتاج خلاياه المدمرة، وهذه مؤشرات واضحة على عدم نجاعة جوانب عدة من الحرب العالمية على الإرهاب والتي من أبرز سماتها انتهاك القوانين والأعراف الدولية، وفيما نجحت الولايات المتحدة الى حد ما ، وبعد سلسلة طويلة من الخطط الفاشلة، في احتواء خطر القاعدة في العراق , استعادت حركة طالبان وحليفها تنظيم القاعدة، بنيتها التحتية في منطقة القبائل الباكستانية أولاً ثم في أفغانستان مرة ثانية، وبينما غرق الجيش الباكستاني في صراع طويل مع المتمردين على حدوده الغربية، إذا بالإرهاب يضرب ضربته المفاجئة في العاصمة الاقتصادية للهند (مومباي) والتي كان هدفها بالدرجة الأولى تشتيت القوى وإيقاع الجيش الباكستاني بين جبهتين، حيث إن اندلاع حرب مع الهند سيجبره على التخلي تماماً عن الجبهة الغربية ليتفرغ لعدوه التاريخي.. وإذا كانت الصومال على وشك الخضوع لحكم المحاكم الإسلامية أواخر عام 2007، فإن التدخل الأثيوبي أدى إلى انتعاش بذور الإرهاب في ذلك البلد المضطرب، وبدلا من أن يكون الهجوم الأثيوبي ضربة استباقية للإرهاب، إذا به يتحول إلى حافز مسرّع لنشوء الإرهاب ونموه، والذي اتخذ أشكالا جديدة بازدهار أعمال القرصنة البحرية بشكل لم يسبق له مثيل.
إن القرصنة كانت موجودة دائماً في البلدان الفاشلة ذات المطل الاستراتيجي على الممرات البحرية وعرف الصومال في السنوات التي سبقت سقوط سياد بري، أنواعاً من القرصنة وقطع الطرق، بسبب انهيار السلطة بالكامل، واندلاع النزاعات القبلية دون أفق معلوم، لكن تطور أعمال القرصنة في عام 2008، يرسم معادلة جديدة مفادها التناسب العكسي بين فشل الدول وتنامي جماعات الإرهاب، واعتبار الاحتلالات الخارجية من أكبر الحوافز لنشوء العنف وتحضير البيئة الملائمة لتوسع أعمال الإرهاب.