دعوات لإعادة العمل بالتصدير الى الخارج
1,5 مليار قيمة فائض الإسمنت المكدس حتى نهاية 2008
محمد العبد الله – الدمام
تقدر قيمة فائض إنتاج شركات الإسمنت مع نهاية العام الجاري بنحو 1,5 مليار ريال، اذ حرم قرار وزارة الصناعة والتجارة مصانع الإسمنت من تصريف إنتاجها الى الأسواق الخارجية بعد قرار حظر التصدير و التركيز على الأسواق المحلية، وبالتالي فان التوقعات الحالية تشير الى وصول حجم الفائض المتكدس لدى المصانع الوطنية 6 ملايين طن. وقال مصدر مسؤول في أحد مصانع الإسمنت، ان الشركات الـ 13 العاملة في صناعة الإسمنت لم تعد قادرة على تصريف انتاجها بالصورة السابقة، فنسبة المبيعات الحالية لا تتجاوز 50% من اجمالي الطاقة الانتاجية الفعلية، مشيرا الى ان الطاقة الاستهلاكية للاسواق المحلية ستصل في نهاية العام الجاري الى 31 مليون طن، فيما تقدر الطاقة الانتاجية للمصانع الوطنية بنحو 37 مليون طن، مستبعدا خفض الطاقة الانتاجية للمصانع في الوقت الراهن، خصوصا وان اتخاذ مثل هذا القرار يسهم في رفع التكلفة الانتاجية. وكشف النقاب عن احجام احد المصانع الوطنية ادخال خطوط انتاج جديدة الى دورة الانتاج الفعلي بعد قرار الحظر، حيث تبلغ الطاقة الانتاجية لهذه الخطوط 20 الف طن يوميا، وبالتالي فان تشغيل هذه الخطوط الطاقة القصوى يزيد من الاعباء التي تعاني منها مصانع الاسمنت الوطنية، اذ ستضيف نحو 6 ملايين طن سنويا، ما يرفع الفائض المتوقع الى 12 مليون طن تقريبا.
وحذر من مغبة اطالة امد حظر تصدير الاسمنت للاسواق المجاورة، فمن شأن ذلك قيام بعض الدول العربية المجاورة بسدة هذه الفجوة، ما يحرم المصانع الوطنية من احد الوصول لتلك الاسواق مستقبلا، مؤكدا، ان مصانع الاسمنت ما تزال تتلقى طلبات من الدول الخليجية المجاورة لإبرام صفقات بمبالغ كبيرة، بيد انها لا تستطيع التحرك بسبب قرار الحظر. وتوقع ان تكون النتائج المالية للربع الرابع من العام الجاري مخيبة للآمال بالنسبة الى المساهمين، خصوصا اذا عرفنا ان القيمة السوقية لأسهم مصانع الاسمنت فقدت جزءا كبيرا من سعرها السابق، نظرا الى الاوضاع المالية غير المستقرة عالميا من جانب وبسبب القيود المفروضة على المصانع في تصدير منتجها للاسواق المجاورة، مؤكدا، ان الوضع سيكون مأساويا بالنسبة لجميع المصانع العاملة.
ودعا وزارة الصناعة والتجارة الى تدارك الموقف وانقاذ هذه الصناعة التي تواجه مصاعب كبيرة، جراء استمرار تكدس الانتاج في المخازن، نظرا لمحدودية السوق المحلية وعدم القدرة على استهلاك كميات كبيرة، معتبرا ان الوزارة بامكانها تصحيح الاوضاع من خلال اعادة العمل بقرار السماح بالتصدير مجددا.