«كرم وخليجي ونقد» تتنازع مسمى العملة الموحدة .. و أحداث غزة تغيب عن كلمة قابوس
البحرين الأوفر حظا لاستضافة البنك المركزي الخليجي
صالح الفهيد-موفد عكاظ إلى مسقط
فيما لم تستغرق الجلسة الافتتاحية للقمة الخليجية التاسعة والعشرين التي تختتم أعمالها اليوم في مسقط سوى خمس دقائق، كان لافتا خلو خطاب سلطان عمان السلطان قابوس بن سعيد الافتتاحي من أية إشارة إلى الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، فضلا على غياب قضايا الأمن والسياسة. في الوقت الذي حضرت قضايا التنمية والأزمة المالية العالمية وأسعار النفط. واكتفى السلطان قابوس بالدعوة إلى الحفاظ على المكاسب التي تحققت لدول ومواطني مجلس التعاون، مطالبا بالمزيد من البرامج الإنمائية الشاملة. مشيرا إلى ما تحقق من إنجازات خلال المسيرة المباركة لمجلس التعاون، كما تطرق إلى الوضع المالي العالمي وأهمية العمل مع الأطراف الدولية في معالجة ما يمكن أن يصحح هذه الأوضاع، ويعيد التطور الاقتصادي والاجتماعي. وشدد على ضرورة تعاون المنتجين والمستهلكين من أجل استقرار أسعار النفط في الأسواق العالمية، محذرا من أن انخفاض أسعار النفط يضر بالتنمية في الدول المنتجة. وأرجع المراقبون هذا الغياب إلى التباين العربي إزاء الدعوة القطرية لقمة طارئة، وهو ما ترجم بعدم التوصل إلى رؤية خليجية مشتركة - حتى كتابة هذه السطور- إزاء فكرة عقد قمة طارئة، خصوصا في ضوء تحفظ بعض الدول العربية لاسيما مصر. لكن مصادر مطلعة أكدت أنه إذا كانت قضية غزة قد غابت عن الكلمة الافتتاحية، فمن المؤكد أنها لن تغيب عن البيان الختامي للقمة الذي سيصدر اليوم الثلاثاء.
وتوقعت مصادر خليجية أن يتفق قادة دول مجلس التعاون على إصدار بيان خليجي اليوم يدين العدوان ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لوقفه، واستبعدت أن يطالب القادة بعقد قمة عربية طارئة، بشأن الوضع الدامي في قطاع غزة.
ومن المتوقع أن يعتمد القادة الخليجيون اتفاقية الاتحاد النقدي التي تؤسس لإنشاء مجلس نقدي يتحول إلى مصرف مركزي يناط بمهمة إصدار العملة الخليجية الموحدة.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون عبد الرحمن العطية في وقت سابق إن قادة الدول الخليجية سيوافقون على الاتفاقية في قمة مسقط، عدا سلطنة عمان التي سبق ان انسحبت من المشروع، لكن دون التوصل حتى الساعة إلى اتفاق حول مقر المصرف المركزي الخليجي.
وكشفت مصادر عكاظ عن نقاش مطول دار حول مسمى العملة الخليجية الموحدة، حيث طرحت عدة أسماء من بينها (خليجي) و(كرم) و (نقد). وذكرت أن القادة سيبتون اليوم في مسألة مقر البنك المركزي الخليجي، مشيرة إلى أن خمس دول تقدمت بطلب احتضان المقر، وعلمت «عكاظ» أن البحرين هي الدولة الأوفر حظا في استضافة البنك المركزي، نظرا لتاريخها المصرفي العريق، ولكونها مركزا ماليا دوليا.
واستعرضت قادة مجلس التعاون ما تم إنجازه من تطورات حول التعاون القائم بين دول المجلس ووكالة الطاقة الذرية على ضوء قرار المجلس الأعلى حول تطوير قدرات دول المجلس لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية ، كما اطلعوا على ما وصلت إليه دراسة مشروع سكة الحديد التي تربط بين دول المجلس الست , ومن المتوقع أن تقر آلية لتنفيذ القرارات ذات الصلة بالتكامل الاقتصادي وإزالة كافة العوائق التي تعترض قيام السوق الخليجية الموحدة والاتحاد الجمركي. وبحث قادة دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعهم أمس ملف التضخم الاقتصادي وارتفاع الأسعار وملف توفير الفرص الوظيفية للباحثين عن عمل ، وفي الملف الأمني تناولت قمة مسقط العديد من القضايا أبرزها الجهود الخليجية المشتركة لمكافحة الإرهاب والتصدي لظاهرة القرصنة البحرية المتنامية في خليج عدن إلى جانب مستجدات الأوضاع الإقليمية والعالمية بهدف الخروج بقرارات تخدم مسيرة المجلس وتضع خارطة طريق للمرحلة وتباحث القادة كيفية توحيد وتنسيق مواقف دول المجلس في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب الذي سيعقد في القاهرة الأربعاء المقبل لدعم ما ستقره الدول العربية من إجراءات لتدعيم وحدة الصف الفلسطيني ونبذ الخلافات بين الفصائل.