ما وراء النص ... ( فصول من الأدب و الفنون الجميله ) .

[البحتري]

أكتب لك هذه الفصول من الأدب و الفنون الجميله و أنا أريد أن أعبر من خلالها إلى قلبك ..

أريد ان اقترب منك اكثر حتى اسمع ما يدور في قلبك من خلجات .. أريد ان اعرف اين مواطن الجمال في قلبك

سوف اتحدث اليك إن شاء الله عزوجل بفصول من الأدب و الفنون الجميله و اريدك ان تتحدث

الي بما تحسه من جمال ... اريد ان اجلس معك.. في ظلال النص الادبي .. فقل لي ماشئت فكلي

أذن صاغيه .. تلكم بحديث مباشر فالحديث المباشر يكسر الحاجز ..

فصل ... من رواية ( الحب و شياطين اخرى ) بقلم غبريال غارسيا ماركيز

في القرن الثامن عشر على الساحل الكاريبي ..

كلب بلون الرماد في جبهته نجمة بيضاء كان يجوب الشارع عندما اطلت المركيزة الصغيرة على العتبه

كان الكلب مسعورا فعض ثلاثة من السود في الشارع وصلو لتوهم من غينيا ... وعض الكلب كاحل

المركيزة الصغيره التي كانت تستعد للاحتفال بعيد ميلادها الثاني عشر .

كانت المركيزة الصغيره اسمها سيرفا ماريا ابنة مركيز اسباني من علاقة عابرة ..!

هذه الابنة اهملت و وضعت بين ايدي الخدم السود فتنشأ على معتقداتهم و اساطيرهم التي حملوها من خلف الاطلسي

تصاب الفتاة بالمرض المميت اثر عضة الكلب المسعور .. فيحجر عليها في قبو طوال 93 يوم قبل ان

تظهر اعراض المرض الذي سيودي بها . ...

كانت المركيزة الصغيرة تضع حول عنقها عقودا سحرية هدايا من سحرة يوروبا اما ظفائرها الذهبيه تلتف

حول جسدها الصغير كمعطف ملكة ... ورثت عن والدها الماركيز البشرة العاجيه و الزرقة الغامقه في العينين و شقرة
ا
لشعر الذهبيه اما عن امها الهنديه فورثت لدونة الجسد و الحياء الذي لا داء له .

في هذا الجو من الطقوس المطعم بالاساطير الوثنيه و المسيحيه نشأت سيرفا ماريا .. وتعلمت اللغات الافريقيه

وشربت مع مربياتها من الخدم دم الدجاج و لطخت وجهها بالشحتار و اتخذت الاقنعة الشيطانية التي كانت

الكنيسة لا تعترف بها لكنها تخشى قدراتها ... يقول الراوي لو لم تصب سيرفا بداء الكلب لكانت اصيبت بالجنون !

في ذلك القبو المظلم و تحت الارض تعيش سيرفا الصراع مع الداء .

اتي الراهب كايتنو في صحبة المطران كازيس لطرد الشياطين من جسد الصغيره المحجوزة في القبو بانتظار

ان تظهر علامات مرض الكلب . .. لقد كان الراهب يتمدد بجسده الى جانبها على السرير الضيق في الزنزانه عندما

روت له حلما كان هو نفسه حلم به .. قالت انها وجدت نفسها تأكل من عنقود عنب حبة حبه امام نافذه مطله

على البحر وعندما تناولت الحبة الاخيرة لفظة انفاسها .

انذاك ادرك الراهب ان هذه الفتاة المحتضره التي حلمت حلمه هو و التي يلتصق جسده البارد بجسدها المحموم

هي قدره !.. وكانت هي تشعر نفس الشعور ... وفي هذا القبو المرعب الضيق ينفجر الحب في قلب الفتاة و قلب

الراهب ويتحدان حتى الجنون و يغوص الحب في قلب الفتاة الصغيره و جسدها و في جسد الراهب الاسباني

...وتموت الفتاة بعد استفحال المرض ... الخ القصه ...

[صالح الجطيلي]

الكاتب الرائــع / أحمــد الحجيلان

لاهنت على ها القصه فأنت رائع وترجمتك لــ غبريال غارسيا ماركيز جميله

دمت بخير اخي .

[البحتري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح الجطيلي

الكاتب الرائــع / أحمــد الحجيلان

لاهنت على ها القصه فأنت رائع وترجمتك لــ غبريال غارسيا ماركيز جميله

دمت بخير اخي .

أخي الغالي الشاعر المبدع صالح الجطيلي ... سعدت بحضورك ... كن بالقرب دوما

تقبل ودي وتقديري

[البحتري]

فصل ..... ( المتجرده ) ..!

واحده من عيون الشعر العربي التي قيلت في امرأة تدعى المتجرده و المتجرده كانت بادئ الأمر امرأة فاجأها الشاعر في أحد القصور

وسقط عنها رداؤها .. فكانت القصيده الرائيه للشاعر العربي ( المنخل ) وكانت قصيدة دالية النابغه الذبياني .. وكانت حكايا مختلفه

في المرأة و في القصيده التي قيلت فيها ....


قيل أن المتجرده هي اخت عمرو بن هند .. ومنهم من يقول هي زوجة النعمان بن المنذر..!

تقول الحكاية .. ان الشاعر كان يتجول بين غرف القصر ذات يوم ، وليس بمستغرب وهو نديم الملك فإذا به يفاجأ بالمرأة التي

يفجأها بينما يسقط رداؤها .... فتبادر بتغطية جسمها بشعرها ..!!! ..... فكانت هذه الابيات ..:

ولقد دخلت على الفتاة == الخدر في اليوم المطير

الكاعب الحسناء تر == فل في الدمقس و في الحرير

... الى ان قال ... و أحبها و تحبني == و يحب ناقتها بعيري .!

وكان المنخل من أجمل العرب ولما التقى بالمتجرده أحب كل منهما الاخر حبا سلبه عقله و استبد به .. وكان النعمان دميما عربيدا

فلم يبالي المنخل بالفضيحة أو بالموت .. فكان المنخل يتسلل الى خدر الفتاة و قد توجها الصبا و الجمال بتاج كتاج المناذره ..

ثم غاب المنخل ولم يعد !! .. فضرب العرب به المثل فقالو : (( حتى يؤوب المنخل )) ..!

ودخل في الحكاية الشاعر النابغة الذبياني عندما قال في بلاط النعمان قصيدته الرائعه :

سقط النصيف ولم ترد إسقاطه == فتناولته واتقتنا باليد

زعم الهمام بأن فاها بارد == عذب مقبلها شهي المورد

........ الخ القصيده الرائعه ....... ولما سمعها النعمان قال له ندمائه لا يقول هذا الا من جرب ورأى يعني لو لا علاقة

تجمع الشاعر و المراة لما كانت هذه الابيات فغضب النعمان على النابغه الذي لاذ بالفرار و هرب والتجأ عند الغساسنه

وأخذ النابغه يكتب قصائده المشهوره ( بالاعتذاريات ) ويرسلها الى الملك النعمان يحاول ان يثبت برائته حتى رضي

النعمان عن النابغه ... من هذه الا عتذاريات قال النابغه وهو يشير الى ضلوع المنخل بالخيانه :

واخبرت خير الناس انك لمتني == و تلك التي تصتك منها المسامع

اتوعد عبدا لم يخنك امانه == وتترك عبدا ظالما و هو ضالع

اتاك بقول هلهل النسج كاذب == ولم يأتك الحق الذي هو ناصع

الخ القصيده ...

ومن اشهر الابيات في الاعتذاريات قول النابغه للنعمان :

فإنك شمس و الملوك كواكب == إاذا طلعت لم يبد منهن كوكب .

[البحتري]

فصل ... المرسم ..




اميل الى فن الرسم بالقلم الرصاص .. و اشعر ان الرسم بالقلم الرصاص اجمل من الرسم

الملون .. لست ادري لماذا يساورني هذا الشعور ..!

هل بسبب كثرة الالوان في حياتنا و صعوبة التمييز بين اللون الحقيقي و اللون المزيف ؟

أم ان الرسم بالقلم الرصاص يظهر الملاح و يظهر الحقيقة التي تختفي خلف الالوان ؟!


لا ادري ... فماذا انت قائل في هذه الاحاسيس الغريبه ... انتظرك ..

[البحتري]

فصل ... ( المحاكاة ) ..!

كثير ما أراك تتهم بعض الشعراء او الادباء بالسرقات الادبيه .. وأراك تنفعل بشده اتجاه هذا الموضوع .. فهل تسمح لي

ان احدثك بوجهة نظري في هذا الموضوع المتكرر ..!


السرقة غاليا ما تأتي على الاشياء الحسيه المادية مثل ان نقول فلان سرقت سيارته او سرقت نقوده .

بمعنى ان هناك شئ مادي محسوس انتزع من مكانه الاصلي و ضم الى مكان غير اصلي فهل يجري هذا الشيئ في الامور

المعنويه مثل الصور الشعريه و الافكار الادبيه ؟ ..

يجوز ذلك ولكن قليل جدا .. من الصعب ان تسرق صورة ادبيه بحروفها ومعانيها

لانها مكشوفه و سهل ان يشار الى السارق بكلمة واحده هذا سارق .. فيتم القبض عليه ..

قد تقول لي أذن ماذا نفسر ظاهرة تشابه الصور الشعريه و توارد الافكار و تشابه الاساليب الأدبيه ؟

اقول لك اعتبرها فن من فنون المحاكاة ... لاتوجد عقبريه سريعه حتى في زمن السرعه لا توجد .. بل لابد للعبقري ان يمشي

خطوة خطوة .. يبدأ بالتعلم ثم ينتقل الى أسلوب المحاكاة .. ثم يخرج من السرب .. ويحط على غصن لوحده ويبدأ بالصدح والغناء

هكذا هي رويتي للعبقريه .. فلا نستعجل بالهجوم على من كانوا في اول الطريق و نتهمهم بالسرقه و نصفهم بالنشالين ..!


أمثله جميله على طريقة المحاكاة .. 1-

قال مجنون ليلى :

بكيت على سرب القطا إذ مررن بي = وقلت ومثلي بالبكاء جدير
أسرب القطا هل من يعيرني جناحه = لعلي إلى من قد هويت أطير

قال المحاكي بلهجه شعبيه :

طير يا طاير ولك جناحين = أقسم الجنحان بيني وبينك
مدني بالريش و اكتب على دين = الهوى وابن الهوى يستعينك

2- قال ابو فراس الحمداني :

اقول وقد ناحت بقربي حمامة = ألا يا جارتا لو تشعرين بحالي
معاذ الهوى ما ذقتي طارقة النوى = ولا خطرت لكي الهموم ببالي
ايضحك مأسور و تبكي طليقة = تعالي اقاسمكي الهموم تعالي

قال الحاكي :

الا ياحمامه صوتها للعرب مسموع = سلامات ما جاها من الوجد ما جاني
الا ياحمامه عليكي البكا وعلي سيل دموع = وكلن يساعد بالبكا مننا الثاني
فلاني بحزنان ولا خاطري مفجوع= ...

3-

قال ابراهيم ناجي :

أينَ من عيني حبيب ساحرٌ= فيه عزٌّ وجلالٌ وحياءْ؟
واثقُ الخطوةِ يمشي ملكاً = ظالمُ الحسنِ، شهيُّ الكبرياءْ

قال الحاكي :

يا ظالم جمالك اكشف برقعك = يا فاتن خلق الله ضيعت الجمال

لو سرنا على طريقة المحاكاة ربما تتولد الصورة الجديده و المعاني البديعه .... والعبقرية طريق طويل اوله خطوه صادقه .

[أبو غرام]

... اريد ان اجلس معك.. في ظلال النص الادبي

ونحن نريد ان نستظل بنصوصك الادبية الجميله وقراءاتك الرائعه


لله درك اخي احمد ما اجمل ماتنثره في هذا المتصفح


متابعين بصمت

ولن نكل من المتابعه

دمت بود وتقبل مروري وتسجيل اعجابي لشخصك الكريم