:: المركز الإخباري :: الديوان المقروء :: الديوان المسموع :: قناة ويلان :: مركز التحميل :: للمميزين فقط ::

مركز ويلان الاخباري
بعض قصايدي المسموعه (اخر مشاركة : غازي العايد - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7465 )           »          علمتني الحياة (اخر مشاركة : طلال الفقير - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8311 )           »          جديدي قصايدي غازي العايد (اخر مشاركة : غازي العايد - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7333 )           »          بعض قصائدي المسموعه 2023 (اخر مشاركة : غازي العايد - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6626 )           »          بعض قصائدي المسموعه 2023 (اخر مشاركة : غازي العايد - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6260 )           »          ஐღإهداء عبارات من القلب إلى القلبஐღ (اخر مشاركة : عابر احساس - عددالردود : 7195 - عددالزوار : 1500709 )           »          تفعيل الحساب (اخر مشاركة : أبوجابر - عددالردود : 3 - عددالزوار : 14 )           »          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته (اخر مشاركة : جميل السويلمي - عددالردود : 2 - عددالزوار : 13 )           »          صلى على نبينا محمد (اخر مشاركة : مبارك كريم المعيتق - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38497 )           »          بيته المهجور (اخر مشاركة : حمد الوايلي - عددالردود : 1 - عددالزوار : 37099 )           »         
آخر المشاركات




منتدى التاريخ والتراث العربي قصص من الماضي -تاريخ القبائل العربيه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03/07/11, (06:30 AM)   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
جلال الدرعان
اللقب:
مشرف منتدى الخواطر والقصص

البيانات
التسجيل: 17/12/10
العضوية: 6107
الدولة: الجبيل
المشاركات: 1,418
بمعدل : 0.29 يوميا
معدل التقييم: 43
نقاط التقييم: 541
جلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدود


الإتصالات
الحالة:
جلال الدرعان غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جلال الدرعان المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي رد: دراسة عن قبيلة عنزة Anza tribe bin Wael

الرحالة البريطانية الليدي آن بلنت وزوجها ولفرد يزوروان الصحراء عام 1878م

الرحالة البريطانية الليدي آن بلنت وزوجها ولفرد يزوروان الصحراء عام 1878م ويكتبان مشاهدات يومية في عام 1298هـ - 1878م قامت الرحالة الليدي آن بلنت برفقة زوجها ولفرد برحلة إلى الجزيرة العربية وكانت وسيلة المواصلات هي الإبل والخيل وكتبت الكثير من التفاصيل عن حياة سكان الجزيرة العربية وخاصة سكان البادية (البدو) حيث ذهبت إليهم في بواديهم وعايشتهم وكتبت عنهم ومما قالت عنهم نقتطف ما يلي :

بدت لنا خيام (بيوت شعر) على بعد عدة أميال أنها بالتأكيد خيام عنزة لأن بقع السواد كانت تغطي مساحة واسعة تمتد من الشرق إلى الغرب وأقربها إلينا كانت الجنوبية وعلى الرغم من الحرارة الكبيرة وتعب النظر في الأرض الجرداء تقدمنا بمعنويات عالية وصلنا بعد ساعات إلى إبل ترعى فعلمنا من رعاتها بأنها تعود إلى المهيد - قبيلة الفدعان - عنزة وإننا في طريقنا إلى خيامهم مباشرة ويبدو أننا أول أناس من العالم الخارجي يشاهدون مثل هذا الربيع إلا أن القوم لم يعبروا عن أية دهشة أو استغراب لأحداث وجودنا واعتبروا وصولنا من الأمور الاعتيادية جداً ولم يتدخل أحد بشؤوننا وعندما سألنا عن خيمة جدعان دلونا عليها بتهذيب وهكذا مررنا بقطعان هائلة من الجمال ونحن في مسيرة ساعة حتى وصلنا إلى الخيام فمشينا بينها إذ وجدنا خيمة الشيخ قد نصبت في أقصى المخيم وسط بقعة من نبات المنثور البري وحولها عدد من الخيول والأمهار ترعى بهدوء ثم أخبرنا بأن جدعان في مضافته وها هو يركب باتجاهنا أنه رجل في العقد الأوسط من عمره يركب على فرس رمادية فرحب بنا بينما كانت عيناه رائعتين تشعان ببريق خاص تحت حاجبين بارزين بوضوح.

رد على تحياتنا بوقار وسار معنا في صمت إلى خيمته. إنه جدعان نفسه القائد الكبير لعنزة الذي يجلونه ويشرفونه ويطلقون عليه لقب أمير العرب. وأول ما تفوه به بعد تبادل التحيات العادية سؤاله عن نسب فرسي شريفة التي كانت تفتن العيون برأسها البارع الجميل إن الشيخ جدعان رجل حرب وسياسة وجاءت شجاعته الفائقة وفروسيته اللامعة لكي تجعل منه رجلا مشهورا في قومه المحاربين الأشداء وهكذا انتخبوه شيخهم.

قدم لنا العشاء في خيمتنا لحم خروف وكمأ ولبن وتمر أما الماء فكان عكراً جداً ولكنه بطعم حلو جيء به من بعض برك ماء المطر في منطقة مجاورة وفي المساء زارنا على التوالي: تركي بن جدعان الولد الوحيد لجدعان وفارس بن مزيد شيخ الحسنة والذي أخبرنا عنه بأنه من أنبل الناس في الجزيرة العربية كلها.

في الخامس من نيسان كانوا عنزة في طريقهم إلى الشمال والشمال الغربي لأنهم لا يبقون أكثر من ليلتين في المكان نفسه ولهذا اقتلعت الخيام في هذا الصباح وجدعان ينتظر منا على سبيل المجاملة أن نفعل مثل ما فعل القوم حتى يرمي خيمته أرضاً وبعد ساعتين من شروق الشمس كان كل شخص يسير في مشهد رائع لأن مخيمات المهيد غطت أميالا عديدة من الأرض حيث تبعثرت على شكل مجموعات في الواحدة منها من عشرة خيام إلى عشرين خيمة وسارت على مراحل مقدار كل مرحلة ربع ميل على الأقل ولهذا من المستحيل تقدير عددها الكلي إلا أن رتل الجمال امتد على مد الرؤية ويقال إن تعداد القبيلة يبلغ ألف خيمة.

ركب جدعان معنا طبعاً لأنه اليوم الأول لزيارتنا فعزف نشيد البدو على شرفنا (حداء الخيل) كما فعله فارس الجرباء وقومه من قبل لقد سررت على أية حال عندما رأيت جدعان راكباً على اعتبار أنه أشهر فارس في البادية ويمتطي ظهر جواده العملاق وبالتأكيد سوف يعطي الانطباع الرائع عن براعة البدوي وقدراته في الفروسية فمقعده على صهوة الحصان يثير الإعجاب.

وحصان جدعان ذائع الصيت في القبيلة قوي البنية في السنة الرابعة من عمره ويرتفع خمسة عشرة قبضة من سلالة كحيلان الأخرس وهو فرس قتال أكثر من كونه فرساً للسباق.

انضم إلى الركب تركي ولد جدعان وأخذ يشارك في مناورات الخيل وركب معنا محمد أعزل وكيل جدعان بن مهيد والطبيب الحلبي والعلامة عبدالرحمن العطار والذي كان يتمتع بنفوذ ملحوظ بين عنزة لا لمهنته الدينية فقط بل لأن والده كان تاجر خيل تربطه صلات حميمة معهم وأخبرنا بأن عبدالرحمن هذا هو رجل مثقف يتقن الشرع الإسلامي كانت القافلة تسير على غير انتظام. ففي المقدمة مجموعة الخيالة الذين لا يأخذون خطاً محدداً في السير فهم يذهبون في هذا الاتجاه ثم يغيرونه إما لعدم المقدرة عند البدوي في السير على خط مستقيم أو للبحث عن المرعى المناسب وأماكن تصلح لنصب الخيام وعند كل ميل يقطعونه يترجلون للتشاور وانتظار قدوم الجمال التي كانت تتهادى ببطء خلفهم وترعى وهي سائرة وفي كل مرة نظن أنهم سوف يخيمون يتابعون المسير استمر الأمر هكذا حتى الساعة الواحدة عندها شك تركي رمحه أخيراً في الأرض ليخبرنا أن مكان المخيم ها هنا كان المكان بقعة في واد عميق يدعى وادي الحلبة إذ يبلغ عمقه أربعين قدماً تحت مستوى السهل ويشكل مرتعاً واسعاً من الشعب والأزهار وكنا نستدير طوال اليوم حول جبل الغراب إلا أنه لا يزال عند حد الأفق على بعد خمسة أو ستة أميال إلى الشمال والشمال الشرقي ما إن وصلنا إلى مكان التوقف حتى نصبت الخيام وخرجنا نطلب الماء لخيولنا وما إن سرنا ثلاثة أميال حتى وجدنا بركة ضخمة من ماء المطر ينتصب خلفها مخيم للبدو.

كانت الخيام تعود إلى الموايقة إحدى فرق السبعة وعندما شبعت الخيول ذهبنا لزيارة شيخهم فوجدناهم ينصبون الخيام ولم تكن خيمة الشيخ قد نصبت فاستقبلنا في خيمة عمه علي .. إنه فرحان بن هديب شاب في الثالثة أو الثانية والعشرين من عمره صاحب الأخلاق الحميدة الرائعة التي تميزه عن كل البدو الذين قابلناهم قصير القامة يميل إلى النحافة قال فرحان الكمأ خبزنا وهو أفضل من خبز المدينة إن هؤلاء القوم في منتهى الأدب وفرحان يعتبر أصله من الأصول المفضلة.


















عرض البوم صور جلال الدرعان   رد مع اقتباس

قديم 03/07/11, (06:31 AM)   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
جلال الدرعان
اللقب:
مشرف منتدى الخواطر والقصص

البيانات
التسجيل: 17/12/10
العضوية: 6107
الدولة: الجبيل
المشاركات: 1,418
بمعدل : 0.29 يوميا
معدل التقييم: 43
نقاط التقييم: 541
جلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدود


الإتصالات
الحالة:
جلال الدرعان غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جلال الدرعان المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي رد: دراسة عن قبيلة عنزة Anza tribe bin Wael

المستشرق الفنلندي جورج أوغست وقبيلة عنزة

المستشرق الفنلندي جورج أوغست فلين الملقّب بـ «عبدالولي» يعتبر من أكثر المستشرقين الاسكندنافيين شهرة، وقد ولد عام 1811م وتابع حياته ودراسته في هلسنكي، حيث درَس اللغات الشرقية واللغة العربية وحضارتها بشكل خاص، فكتب أطروحته الأولى «مقارنات في العربية بين الفصحى والعامية» ومن اشهر كتبه اللذي ترجم للعربية صُو ر من شمالي جزيرة العرب في منتصف القرن التاسع عشر
وهو يحكي عن يومياته وعن قبائل تلك المنطقه ومعيشتهم وحياتهم اليوميه

ويعتر من اول الرحالة الاوربين اللذين زارو الجوف واعتبرها من نجد ووصفها وصف دقيق واثنى على اهلها وطيبهم وتكلم عن الروله وعن الشعلان والنايف بيت الاماره فيهم

ومن المناطق اللتي زارها تيماء وكتب عنها ووصفها بانها حديقه من البساتين وان أكثر البدو المقيمين في جوار تيماء من قبيلة عنزة وأعظم بطونها: الفقراء، ولد علي، ولد سليمان، والبِشر. ويقيم «الفقراء» بين الحجر وتبوك وخيبر وتيماء، وفخذهم الرئيس بنو وهب. ويقيم ولد علي وولد سليمان في الأجزاء الجنوبية من النفوذ إلى الشرق من تيماء. أما البِشر، والعواجي فخذهم الرئيس، فمنتشرون في النفوذ شرقاً حتى القصيم في الأراضي المغطاة بالحصى التي تلي النفود



جوتليب شومخر باحث طبغرافي إنكليزي من اصل ألماني كلفه السلطان العثماني بإجراء دراسة طبغرافية

شومخر باحث طبغرافي إنكليزي من اصل ألماني كلفه السلطان العثماني بإجراء دراسة طبغرافية – ديمغرافية - اجتماعية في مناطق حوران والجولان والأردن إثناء التخطيط لتنفيذ مشروع مد سكة حديد تربط حيفا بمدينتي بصرى ودمشق .
فبدأ بانجاز مهمته في آب من سنة 1884م واصدر كتاباً باللغة الإنكليزية بعنوان رحلة عبر الأردن ( across of gorden ) . صنفها بعدة فصول .
جاء الفصل الثالث من دراسته بعنوان :
... القبائل البدوية في حوران الغربية .
وتحدث في هذا الفصل عن بدو عنزة وذكر أسماء القبائل العنزية التي قابلها في حوران الغربية سنة 1884 وخص منها قبيلة ولد علي وفقاً لما يلي ( بتصرف ) :
قبيلة ولد علي تسكن الجزء الغربي من منطقة حوران والجزء الشرقي من منطقة الجولان وجزء كبير من منطقة عجلون . يعيش بدو ولد علي على الغزو ومن منتجات حيواناتهم ومن مصادر إضافية أيضا تتمثل بأخذ الخوة من أهل الأرياف في حوران والجولان والأردن ومن ما تخصصه الدولة العثمانية من رواتب الصر لهم لقاء أشرافهم وحمايتهم لقوافل الحج والتجارة التي تمر من مناطق سكنهم .
خاضت قبيلة ولد علي معركة شرسة مع إحدى قبائل عنزة في منطقة تل الجموع غربي نوى واستطاعت قبيلة ولد علي أن تجعل تل الجموع وما حوله مناطق مراعي ونفوذ لها .
فقد كان يرتفع على قمة تل الجموع علم خاص بقبيلة ولد علي يُحرم على القبائل البدوية أو القوات الحكومية تجاوزه دون إذن رسمي من شيخ قبيلة ولد علي محمد بن دوخي السمير . ( وتل الجموع هو التل الذي تجمعت عنده الجيوش العربية الإسلامية في معركة اليرموك الشهيرة ) .
ولشيخ قبيلة ولد علي محمد بن سمير مركزان رئيسيان للأمارة الأول في عين ذكر من الجولان الشرقية .والثاني في تل الأشعري الذي يقع بين المزيريب وتل السمن في حوران الغربية .
وقد قابلت الشيخ محمد السمير مرتان الأولى في متصرفية حوران وقد راعني الأسلوب الموقر الذي قابله به متصرف حوران لما فيه من إمارات التبجيل والاحترام والترحيب لهذا الأمير البدوي . فأيقنت بداخل نفسي المكانة والنفوذ الكبيرين لهذا الزعيم البدوي .
وبعد عودتي إلى مخيمي زارني الشيخ محمد بن سمير وكان معه مجموعة من الخيالة المسلحين . أيضا لفت انتباهي طريقة التبجيل ولاحترام الكبير التي يتعامل بها جماعته معه .
كان محمد بن سمير في الخامسة والخمسين من عمره ذو لحية بيضاء وعينان سوداوين مثل عيون الغزلان في جمال بريقهما ورونقهما ولاحظت أن يده اليمنى مبتورة ، وعندما سألته عن السبب قال لي فقدت يدي في معركة فاصلة وشرسة خضتها برجال قبيلتي الشجعان مع الدروز سكان جبل حوران، وكان يتكلم ببطء ويشدد على الجمل الهامة في الحديث ، وهو جدي للغاية في طريقة تعامله مع الآخرين وتبدو عليه بوضوح علامات الفروسية والوقار والأمارة وليس فيه أي مظهر من مظاهر التكبر والغطرسة .
سألني الشيخ ابن سمير هل تعرفني يا بيك ؟ . قلت لا فأدار وجهه نحوي وهو يستغرب جوابي وقال لي : ألم تسمع ولو بطريقة الصدفة عن القبيلة المنتصرة للعنزة سليلة الأمير علي السمير رحمه الله سليل الأسرة الشريفة من قبيلة قريش التي كان نبينا الأعظم محمد صل الله عليه وسلم منها .
فقلت له نعم عندها رفع رأسه بفخر واعتزاز وقال لي إذا أنا هو يا أخ ؛ محمد بن دوخي السمير شيخ قبيلة ولد علي من عنزة وهنا أضاف أحد رجاله بصوت هادئ و ( سلطان البر ) يا بيك .
وبعد أن تحدثنا سوية في أمور سياسة البلاد وعن موضوع واهداف رحلتنا وجدته أكثر ثقة بي . ومن الغريب أنه وافق على سياسة تنفيذ مشروع مد سكة الحديد بديرته مُضحياً بمساحات واسعة من مراعي قبيلته .
عندها أدركت أن هذا الزعيم ذو سياسة بدوية ومدنية قوية وصاحب بصيرة بعيدة بمستقبل البلاد .
دعاني الشيخ محمد السمير إلى زيارته في مضاربه .
بعد يومين زرته في مكان أقامته بالقرب من جسر الهرير فشاهدت بعيني كيف تتوزع خيام قبيلته السوداء التي يتجاوز عددها الخمسمائة خيمة وكانت خيمة الشيخ هي الأكبر حجما فيها .وتربط أمامها جياد الشيخ الأصيلة ، و تتوزع حول خيمته خيام أفراد عائلته .
استقبلني الشيخ محمد السمير بالسلام البدوي الحار أدخلني في قسم الضيافة بخيمته . وهو القسم المُعد مجلساً لقبيلة ولد علي وبعد زمن قصير امتلأت خيمة لشيخ بكبار رجال القبيلة ودارت بيننا أحاديث عديدة عن حياتهم في الرحيل والصيد والحرب والسلم والقضاء والكرم والإبل والخيول والماشية والخوة وغيرها .
وصرح لي الشيخ محمد أن عدد خيام قبيلته الإجمالي هو ستة آلاف خيمة موزعة في بوادي الجولان وحوران والبلقاء ويقيم في هذه الخيام خمس وثلاثين ألف شخص (35000 ) بين طفل ورجل وامرأة .ثم أكد لي أن إفراد قبيلة عنزة يتجاوز الثلاثمائة آلف شخص ( 300000 ). وانه المرشد الرسمي لحجاج مكة من دمشق وعلى طول طريق الحج عبرالصحراء إلى أن يوصلهم إلى ديار شيخ بدوي آخر هو ابن رشيد وهو من يتولى أمور حمايتهم قيما بعد .
ولقاء ذلك تدفع الحكومة العثمانية للشيخ محمد السمير مبلغ من المال قدره ثلاثمائة آلف قرش و لهذا فهو الأمير البدوي المحبوب عند الحكومة العثمانية وهو المسموح له بامتلاك السلاح الحديث.
وبذلك فسرت سبب امتلاك أبنائه أنواع عديدة من قطع السلاح الممتاز . ومحمد ابن سمير عدو لدود للدروز ويكفي مجرد ذكرهم حتى يسشيط غضباً .
ونساء ولد علي لهن الحرية في اختيار أزواجهن وفقاً لعادات وتقاليد القبيلة حسب ما ذكر لي ا بن سمير وهذا دليل على المكانة العليا والمرموقة التي تحضى بها المرأة البدوية في قبيلة ولد علي .
وذُكر لي فيما بعد من شيوخ البدو في سوريا أن نساء قبيلة ولد علي وخاصة بنات أسرة آل سمير هن من ذوات : القامة الطويلة الممشوقة ولهن شهرة واسعة في الجمال والنبل في عراقة الأصل عند سكان البادية قاطبةً.
وجدت أن بدو ولد علي لديهم درجة عالية من الحضارة واعتقد أن سبب ذلك هو اختلاطهم المستمر بأفراد القوافل التي تمر من ديارهم .ولقربهم من مراكز الحكم الإداري للدولة .
وبعد أن تناولنا الطعام في خيمة ابن سمير أمر الشيخ محمد السمير كاتبه أن يسجل اسمي لأن الشيخ لا يعرف الكتابة والقراءة .
ثم حدثني عن زيارة إمبراطور النمسا له في مضاربه هذه وعن الأوسمة العاليا التي قلدها له كهدايا تليق بمكانة ابن سمير الكبيرة في البادية فهو صديقه المفضل الذي رافقته إلى البحر العظيم عند مغادرته لمضارب قبيلته ولد علي .
ثم حدثني عن دعوة صديقه إمبراطور النمسا له كي يزوره في بلاط حكمه في النمسا وطلب مني مرافقته إلى هناك كي أترجم له مشاعره و طبيعة حياة قبيلته ولد علي والعنزة لأنه لا يجيد التكلم بلغة الفرنجة .
وبعد ذلك رافقني ابن سمير إلى أمام الخيمة وقال لي بعد أن ودعني بحفاوة : بأذن الله سأحفظ حياتك مادمت في ديرتي ولن أنسى اسمك أبدا .
لقد بدا لي محمد السمير رجلاً حكيماً ذو شخصية نبيلة بالفطرة يفوق بنبالته العديد من النبلاء الذين في مجتمع اكثر تطوراً وحضارة .


رحلة الكابتن سادلير

أدب الرحلات له أهمية كبيرة من حيث قيمته التاريخية فهو تسجيل حي من قبل الكاتب عما رآه وما سمعه فهو أشبه بالوثيقة التاريخية بشرط تحري الحقيقة والانتقاء من المصادر الموثوقة. ويزخر تاريخنا العربي والإسلامي بهذا الأدب و أعتنى به علماء الغرب, كذلك المستشرقين قاموا برحلات وجولات كانت ذات طابع ديني و علمي وسياسي في بعض الاحيان. ومن هذه الرحلات رحلة الكابتن سادلير من القطيف إلى ينبع وقد طبعت هذه الرحلة من قبل حكومة الهند أيام الاستعمار البريطاني بعنوان يوميات رحلة من القطيف على الخليج الفارسي إلى ينبع على البحر الأحمر خلال عام 1819م بقلم الكابتن جورج فورستر سادلير من الفيلق الملكي السابع والاربعين, وقد صدرت ترجمة عربية لهذا الكتاب في الكويت عام 1984م على يد السيد العجمي. وسبب هذه الرحلة أن الحكومة البريطانية وجدت القوات العثمانية في نجد والحجاز فرصة لتوريطهم في حمله ضد القواسم الموالين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والذين اكثروا التعرض للاسطول البريطاني في الخليج العربي. وقد مر سادلير من عمان إلى القطيف ثم الدرعية ومن ثم واصل رحلته إلى حيث يوجد ابراهيم باشا. الشاهد من هذه الرحلة هو تسجيل سادلير بعض المواطن للقبائل والتي من بينها قبيلة عنزة وذلك أثناء حديثه عن مدينة عنيزة حيث يقول " هنا المكان كان قد تحول إلى حطام كامل, وافلتت بعض زراعات النخيل من التخريب وهي تقع في واد ومزودة جيدا بمياه الآبار وتعتبر المدينة الرئيسية في هذه المنطقة فهي بحكم موقعها الجغرافي مركز التجارة فالقوافل التي تمر بها سنويا من من البصرة والكويت والقطيف والاحساء والدرعية تمنحها درجة عالية من الازدهار كما أنها تحتل موقعا مناسبا بالنسبة للمدينة المنورة والبحر الاحمر وكذلك بالنسبة لجبل شمر فكانت دائما حلقة الاتصال بين الخليج والبحر الاحمر. وتوجد حامية في عنيزة سببت المتاعب لقبيلة عنزة تلك القبيلة التي تحتل الصحراء إلى الشمال الشرقي حتى حدود أراضي مطير التي تمتد إلى شرقي شقرا في اتجاه الكويت ومن هناك تجاه الخليج تنتشر قبيلة بني خالد إلى الجنوب حتى الأحساء أما جنوبي الأحساء فيتمركز قبيلة العجمان المتمردة ولكنها ليست بالقوة الكافية لتنازع بني خالد وتوجد قبيلة عتيبة جنوب غربي الدرعية وكادت تبيد تماما وإلى الغرب من عنيزة توجد قبائل حرب ومزروع التي تحتل جزءاً من منطقة الحج بين الرس والمدينة " هذا الذي استطعت ان احصل عليه من كتابة هذه الرحلة والتي نشر منها في مجلة الدارة العدد الثالث السنة العاشرة عام 1984م. ذكر في هذه الرحلة بعض مواطن قبيلة عنزة وقوتها واثبات تواجدها في تلك الفترة والمقصود بعنزة في كتابة سادلير العمارات ولكن ليس كلها. ويظهر من هذه الرحلة احتكاك عنزة بقبائل حرب ومطير مع تواجد بسيط لقبائل عتيبة في نجد وذلك في بداية ظهورهم


















عرض البوم صور جلال الدرعان   رد مع اقتباس

قديم 03/07/11, (06:32 AM)   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
جلال الدرعان
اللقب:
مشرف منتدى الخواطر والقصص

البيانات
التسجيل: 17/12/10
العضوية: 6107
الدولة: الجبيل
المشاركات: 1,418
بمعدل : 0.29 يوميا
معدل التقييم: 43
نقاط التقييم: 541
جلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدود


الإتصالات
الحالة:
جلال الدرعان غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جلال الدرعان المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي رد: دراسة عن قبيلة عنزة Anza tribe bin Wael

بينما الحرب تدق طبولها سنة 1914م
السائح الروسي واسكندر الحايك يتجولان في البادية


كانت الحروب العالمية الأولى على الأبواب عندما تعرف مثقف لبنان يدعى (اسكندريوسف الحايك )في القاهرة على رجل مهم من رجال البلاط القيصري الروسي يدعى (باسيل كورباه) يرغب في التجوال في البادية العربية لغاية خمن الحايك انها سياسية وكان يبحث عمن يرافقة في هذه الرحلة التي رفضت جميع الشركات السياحة مساعدته فيها , لما فيها من مسئولية واخطار
اتفق الحايك من كورباه على القيام بدور المرافق والمترجم والمرشد السياحي ,وسافر من القاهرة الى في11مارس 1914م باتجاه بورسعيد , ومنها استقلا الباخرة الى بيروت التي وصلاها في اليوم الثاني , وخيما في منطقة (فرن الشباك ) بمساعدة اخ الحايك يدعة يوحنا

ومن بيروت ركب الحايك ورفيقه الروسي القطار الحديدي باتجاه دمشق وكان يتجولان في اثار كل منطقة ومدينة يمران بها ويجهزان أ نفسهم للرحلة الموعودة الى البادية

وفي 22مارس بدأت الرحلة بمغادرة الحايك وكورباه وخدمه دمشق على ضهور الخيل والبغال , وبدأوا بالتنقل في القرى القريبة حتى كان لقاؤهما الأول في نزل بالقريتين

بأحد شيوخ البادية وهو الشيخ (محمد الملحم شيخ الحسنة من عنزه) الذي كان عائدا من احد غزواته , وقال لهما . ( قضيت على ظهر جوادي نحوا من 48ساعة , ولكني عدت مسرورا غانما ورابحا) اماقصة هذا الغزو فذكر الملحم ( كان بعض رعاة مواشينا في البرية فسطا عليهم 25 فارسا من العربان, وسلبوا منهم خمسين بعيرا انتهي الي الخبر , وكنت في القبيلة وحدي , وكانا فرساننا بأجمعهم بعيدين عني , فامتطيت جوادي مصطحبا هذا العبد الذي ترونه , ومازلنا نتعقب أولئك الفرسان الى ان ادركناهم , فارسترجعنا الحلال حيث فروا حالما وقعت ابصارهم علي تاركين المسروق بين أيدينا )

وقام الشيخ محمد الملحم بدعوة كورباه والحايك لزيارة القبيلة , وبالفعل توجهها لزيارة الحسنة , وقد فصل الحايك ما راه من كرم الضيافه واحتفالات , وسجل الاسئلة والمعلومات التي استقاها من الشيخ وعوارف القبيلة عن امور الغزو و الموار المالية والعلا قة بالا تراك ,وغير ذلك مماكان الرحالة الروسي يحرص على معرفته.

ويصف الحايك مأدبة الطعام التي قدمت لهملدى الحسنة على الصورة الا تية

صينية من النحاس مملوءة من لحم الغنم , وفوق اللحم اربعة رؤوس من غنم كاملة .
ثلاث صينيات صغيرة مملوءة سمنا ساخنا
صحن كبير جدا مملوءة لبنا يشبه الجبن , وخبز محمص على حرارة الشمس .

وبعد توديع الحسنة , وقيام الشيخ الملحم بتقديم جواد اصيل للحايك على سبيل الهدية

_________ هنا انتهى اللقاء ومشاهدة السائح الروسي كورباه واسكندر الحايك قبيلة الحسنة وشيخها الملحم




الرحالة بتلر .. في ضيافة قبيلة عنزة سنة 1908م

الرحالة بتلر كان ضمن الرحالة الذين انتدبوا بمهام في مناطق نفوذ الإمبراطورية العثمانية أوائل القرن الماضي حيث كان يعمل وقتها في الاستخبارات البريطانية.
وفي احدى مهامه الى شرق أفريقيا قرر العودة عن طريق الخليج ثم بغداد الى دمشق وبدلا من اتخاذ الطريق المعتاد الموازي لنهر الفرات اتجه غربا الى وسط الجزيرة العربية على الحد الشمالي للنفود الكبرى في مهمة علميه بحته للتعرف على عادات وتقاليد القبائل العربية ورافق احدى قوافل التجارة العائدة من هناك حيث بقي في ضيافة بعض القبائل المعروفة في الشمال وقدم وصفا لحياتهم اليومية وعاداتهم بل وفند تقسيمات القبائل التي ليست بالضرورة ان تكون دقيقة
ومن بين تلك القبائل واشهرها وأكبرها في جزيرة العرب قبيـلة عنزة

يقول :

غادرنا بغداد في يناير عام 1908م مع صديقنا ودليلنا محمد الماضي الى ان دخلنا الصحراء الى مضارب بن مجلاد شيخ الدهامشة كان دليلنا غير متأكد من مكان وجود قبيلته ولكنه يعرف انها في مكانا ما في اتجاه جنوب غرب الى ان تم العثور عليهم بعد أربعة ايام في منطقة عواج.

ان ما يمكن ملاحظته هو وجوده في المنطقة بين كبيسة ومنخفض الجوف هو وجود عدد من الرجوم (جمع رجم) وهي نتؤات صخرية تعتبر بمثابة علامات للحدود بين سلطات مختلف شيوخ البدو.

في اليوم الخامس منذ مغادرتنا كبيسه كما قلت وصلنا الى خيام دليلنا وخلال إقامتنا معه لمدة أربعة ايام عوملنا معاملة حسنة ولم يكن هو الوحيد الذي عاملنا باحترام بل آخرون، منهم الشيخ ابن مجلاد وجميع أفراد القبيلة الذين قابلناهم.

ان قبيلة عنزة التي ينتمي إليها تنقسم الى قسمين: البشر وهم الذين يسودون تقريبا في شمال وشرق الصحراء السورية الكبيرة، وضنا مسلم والذين يسودون الجزء الغربي منها. بعض العشائر الرئيسية المتفرعة من فرع البشر فمنهم،السبعة، الفدعان، العمارات (الدهامشة فرعا منهم) اما ضنا مسلم فمنهم الرولة، السوالمة، ولد علي، والاشاجعة. فيما يتعلق بعدد أفراد القبيلة وجدنا انه من المستحيل الوصول الى تقدير مقنع لتعدد التقديرات التي أخبرونا بها ولكن بجانب خيمة بن مجلاد حيث خيمنا احصينا ما يقارب 250خيمة.

كانت إقامتنا مع عنزة لمدة أربعة ايام هي الأكثر إثارة حيث أتيحت لنا الفرصة لنأخذ صورة ممتازة عن حياة البدو في الصحراء، خلال هذه المدة انتقلنا معهم مرتين بحثا عن الماء والمرعى. النساء في هذه المناسبات (مناسبات الرحيل) بشكل عام يركبن في هوادج يضللهن غطاء كبير يسمى (شطاب) والرجال المسنون من القبيلة وأيضا الرجال الأصغر سنا يبدون ملتزمين دينيا أكثر من غيرهم.

انهم ليسوا كبار البنية ولكنهم رشيقون ونحيلون وسحناتهم أكثر سمرة من الحضر المستوطنين في حائل والجوف. خلقتهم حسنة وعيونهم داكنة اللون. وجميعهم يضفرون شعورهم في جديلتين، كل جديلة منهما على جانب من جوانب الوجه. وبعد سنين من وجودنا في إفريقيا. الجميع من هؤلاء البدو رجالا ونساء يمكن وصفهم بالوسامة والجمال، واعتقد ان اغلب الناس يعتبرونهم كذلك، النساء في هذه القبيلة رغم أنهن بشكل عام يبقين في المحارم ولا يشاركن في النقاشات مع الرجال حول موقد القهوة الا أنهن أكثر تحررا من نساء بعض القبائل بحيث يقمن بمعظم الأعمال في عمليات الرحيل والتحطيب وغيرها من الأعمال، الخيول قليلة عندهم والإبل هي الوسيلة المستخدمة للركوب وخصوصا النياق منها لأنهم يعتبرون ركوب الجمال أمر غير مناسب.

ان من المثير هنا ملاحظة ان الصوت المستخدم لمناداة الناقة غير ذلك المستخدم لمناداة الجمل وقد كانت تجربتي تتلخص في انه اذا تم استخدام النداء الخاطئ فقد لا يلقى النداء اهتماما، الصوت المستخدم للناقة هو (هاي) ويبدو الصوت منخفضا ويرتفع بحدة اما بالنسبة للجمل فالصوت هو(زا - ها) وان تكون نبرة الصوت أعلى في القسم الأخير واقصر في الجزء الأول.

ان حياة البدو بشكل عام تعبر عن أقصى حالة من حالات البطالة حيث انهم لا يفعلون شيئا على الإطلاق عدا التنقل من يوم لآخر مع قطعان ما شيتهم، كبار السن منهم يمضون أوقاتهم جالسين بالقرب من موقد النار يشربون القهوة اما الأصغر سنا فهم بالمثل أيضا يعيشون حياة رتيبة ما عدا شهور الشتاء عند ما يذهبون في الغزو للسيطرة على ماشية وخيام أعدائهم. ان مطالب وحاجيات البدو قليلة جدا فأقصى رغبتهم هو الحصول على بندقية أو مسدس أو منظار أما طعامهم وملابسهم فهي بسيطة جدا يتكون الأكل بشكل أساسي من الرز والطحين والتمر وحليب النياق والقهوة وفي بعض الأحيان اللحم، اما ملابسهم فتتكون من عباءة وثوب (زبون) وسروال وكوفيه وعقال.

لا يبدو ان هؤلاء البدو بصحة جيدة فعدد منهم يعانون من سعال قوي وكثيرا منهم يشتكون من صعوبة في الهضم كما ان بعضهم يشتكون من عيونهم بسبب الإكثار من شرب القهوة حسب قولهم.




الرحالة روجر أبتون:

ضابط في سلاح الفرسان البريطاني كتب مذكرات عن رحلته في البحث عن الخيول العربية عرفت بمذكرات الكبتن ابتون وله كذلك كتاب مشاهدات في بوادي العرب وفي هذا الكتاب كثيرا من أخبار فرسان البادية العربيةوذكر في هذا الكتاب كثيرا عن قبيلةالسبعة من قبيلة عنزة ومما قاله ابتون ومن السبعة القمصة والعبدة والدوام والموايقة والشفيع والمسكا وغيرهم والقمصة بينهم يشكلون مجموعة بدوية رائعة كثيرة الإبل والغنم وكانوا بقيادة الشيخ سليمان ابن مرشد الشيخ الكبير الذي يملك الصدق والصراحة وصاحب النفوذ والمكانة في البادية الشمالية بل أرشحه لأن يكون أقوى شيوخ القبائل هناك فهو الذي كان ينظم حركة وارتحال القبيلة وله علاقة حميمة مع جدعان ابن مهيد أمير الفدعان من عنزة وعندما نقارن بين الرجلين من حيث المزاج والشخصية أجد الشيخ سليمان ابن مرشد هادئا غيورا عميق التفكير جيد التخطيط ومسلما محافظا يصلي ولكن من دون تبجح أو رياء مقننا على نفسه في الطعام والشراب وكانه من الزهاد، اما جدعان بن مهيد فهو شيخ الحرب المندفع الثائر طوال يومه.

وعاد ووصف الشيخ سليمان ابن مرشد فقال كان سليمان ابن مرشد بلباس متواضع يدخن ويشرب القهوة والماء ويتناول التمر باستمرار لم يحلق شعره ولم أجد بدويا يحلق ذقنه أو يقص شعره الا في ظروف خاصة فمن يوم ولاتهم وحتى مماتهم شعورهم تنمو على الطبيعة ويجد الشبان الشعر على شكل ضفائر تتدلى على جانبي الجسم كعرف الفرس الأصيل ولا أجدهم يلبسون طرابيش الأتراك والرسالون من القمصة يشتهرون بتربية الخيول العربية الأصيلة فمنهم نواق صاحب الكحيلة النواقية السلالة المشهورة في ديار العرب.

ولحكمة في سليمان ابن مرشد كان على اتصال دائم مع ولاة الحكومة العثمانية لحل مشاكل قبيلته معها ولتدارس القضايا العامة في البلاد وقد سمعنا ان سليمان ابن مرشد كان من انصار قيام حكومة عربية تكون برئاسة شريف مكة ولصدقه لم يدع السبعة يبرمون أي صفقة مذلة للقبيلة مع الأتراك الا ان الأتراك سمو ابن مرشد عندما كان في ضيافة الوالي التركي حيث قدم له فنجان من القهوة فمات مسموما في الطريق وحصلت القطيعة بين السبعة والحكومة التركية وعين بدل منه الشيخ الفققي.

وذكر ابتون ان العبدة من السبعة خيامهم اقل من خيام القمصة ولهم نفس القدرة والأهمية والدوم من السبعة عددهم لايستهان به يقودهم الشيخ الفققي والفققي عقيد حرب معروف ويعتبر من أفضل القادة في بدو السبعة اما المسكة من السبعة فكانوا أغنيا بشكل ملحوظ ومن فرسان السبعة محمد بن كردوش ومحمد بن رجاء ويعد السبعة والعمارات والفدعان من ضنا بشر من قبيلة عنزة.

ووصف الكبتن ابتون كرم وضيافة الشيخ ابن مرشد فقال:

والان علي أن أصف مضافة سليمان بن مرشد فعندما قدمنا الى مضارب السبعة في البادية وحدنا رجالهم يروون الإبل من الآبار تحت حراسة كوكبة من الفرسان بينما وقفت النساء والأطفال يراقبون الغرباء القادمين الى السبعة بدهشة واستغراب فشربنا من ماء الآبار قبل أن نصل المضارب حيث كنا نشاهد على مدى الأفق الخيام السود تتوسطها خيمة الشيخ سليمان ابن مرشد انها خيمة كبيرة أكبر خيمة شاهدناها قد نصبت في البادية يتجمهر حولها خلق كثير وعندما اقتربنا منها استقبلنا في مقدمتها الشاب مشهور ابن مرشد على ظهر جواد ومن خلفه كان يمشي لاستقبالنا الشيخ سليمان ولما وصلنا فرح بنا الشيخ وقادنا الى مكان فسيح في الخيمة كان يجلس فيه الشيخ جدعان ابن فهيد شيخ الفدعان ومجموعة من الشيوخ فاحضرت الوسائد والشداد فورا وقدمت القهوة العربية وفقا لتقاليد ابناء الصحراء.

ولا أبالغ عندما أقول كان يجلس معنا بهدوء أكثر من مئة شخص قدمت لهم القهوة جميعا في خيمة كبيرة طولها مائة وخمسة وستون قدما مقسمة الى ثلاثة أقسام لقد وجدنا أنفسنا نجلس وجها لوجه مع أشهر قائد حربي في الصحراء هو الشيخ جدعان ابن مهيد فتبادلنا الأحاديث عن رحلتنا وعن الوجهة التي نريد الذهاب اليها وعلى الرغم من الجو الحار كانت النار مشتعلة في الموقد المخصص لاعداد القهوة.

وعندما وصلت أمتعتنا الى مضارب السبعة في قافلة منفصلة حدد رجال سليمان بن مرشد مكانا لنصب خيمتنا على أن لاتبعد كثيرا عن خيمة الشيخ مر من أمامنا مهر من الخيل لم نشاهد مثله في الجمال والروعة العنق مقوس دقيق الأذنين ممشوق القوام ويستحيل على اي فنان أن يصوره بريشته لجماله وتعدد مواصفاته كان المهر للشيخ جدعان ابن مهيد جلب اليه الشعير بنفسه في عليقة دس فمه فيها وعلقها في رأسه وربت على عنقه.

ولم تكن هذه الرحلة دون فائدة لقد شاهدنا الكرم العربي والسلوك العربي وأدب استقبال الضيوف فأداب السلوك وطريقة الاستقبال كانت بمنتهى الأدب والروعة.

وهناك العديد والعديد من الرحالة امثال الليدي ان بلنت الذين جابوا صحراء الجزيرة العربية للبحث عن الخيول العربية لدى ابناء القبائل واقتنائها وان ابحاث أبيتون وغوارماني لها فضل كبير في لفت انتباه أهل الغرب الى أهمية الخيول العربية في ميدان الفروسية فهبوا لشراء أفضلها فنقلت اليهم ومنها الى امريكا التي جعلت في ديارها جمعية تسمى جمعية السلالات العربية الخمس





















عرض البوم صور جلال الدرعان   رد مع اقتباس

قديم 03/07/11, (06:35 AM)   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
جلال الدرعان
اللقب:
مشرف منتدى الخواطر والقصص

البيانات
التسجيل: 17/12/10
العضوية: 6107
الدولة: الجبيل
المشاركات: 1,418
بمعدل : 0.29 يوميا
معدل التقييم: 43
نقاط التقييم: 541
جلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدود


الإتصالات
الحالة:
جلال الدرعان غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جلال الدرعان المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي رد: دراسة عن قبيلة عنزة Anza tribe bin Wael

رحلة يوليوس أويتنج إلى الحجر-العلا

من تيماء إلى الحجر- العلا

الخميس 13/3/1884م

كانت الشمس قد بدأت تميل نحو الغروب حينما انطلقت قافلتنا الصغيرة تاركة المدينة خلفها، لقد كنا أربعة أشخاص، ونمتطي أربعة جمال هوبر وأنا، والخادم محمود، والدليل نومان، وبينما كنت أتمايل على ظهر راحلتي خالجني شعور ينم عن الفرح والسرور، وحين تركنا آخر بيوت المدينة خلف ظهورنا، وبدأنا نظرب في الصحراء وذلك العالم الفسيح شعرت بانتفاخ صدري من جراء التفكير بأنني مع كل خطوة إلى الأمام أتقدم نحو الهدف الحقيقي الذي قدمت من أجله، نعم سأصل خلال الأيام القادمة الأماكن التي طالما تطلعت إلى رؤيتها، تلك هي مقابر الحجر المنحوته في الصخر، وأطلال بلدة العلا القديمة. لقد جعلني هذا الشعور المبهج لا أبالي حينما
قال لنا نومان: إننا سنصل بعد يومين من السير الجاد إلى منطقة غير آمنة، حقا لقد كنت في تلك اللحظة مشحونا بطاقة لا تقبل المزيد ومستعدا لتحمل الصعاب، واجتياز الأخطار مهما كان نوعها. امتد طريقنا من حوض تيماء التي يطل عليها جبل غنيم من الجهة الجنوبية الشرقية، آخذا بالارتفاع التدريجي حتى 100 متر تقريبا، إلى ذلك السهل المنبسط بعرض كيل واحد تقريبا، وطول يتراوح ما بين ثلاثة الى أربعة كيلومترات، والمكتظ بأكوام الأحجار المصفوفة خلف بعضها البعض، وهناك يمكن للمرء أيضا رؤية بيوت صغيرة مبنية من الحجر بشكل مربع ومنخفض، وهي تشابه تلك التي رأيناها في مدينة الموتى شوهر. وتمنيت كثيرا لو أن أهالي تيماء أخبروني عن هذه المقابر القديمة فربما تمكنت من زيارتها بدلا من تضييع الوقت في تيماء، فمن المؤكد أن في هذا المكان دلائل وإشارات عن سكان تيماء القدماء. على أي حال لم يكن في وسعي سوى إلقاء سؤال على نفسي مؤداه: هل من الممكن أن يكون في هذه المقبرة شاهد قبر أو حجر منقوش؟ في الحقيقة كنت أتمنى لو نزلت من راحلتي، ووقفت عن كثب على هذه القبور، ولكن هوبر رفض أي خروج عن مسار الرحلة، فكان لزاما علي أن أقبل تعاليمه على مضض، استمرت مسيرتنا خلال ظلام الليل، وبعد ساعة من ظهور القمر أي حوالي الساعة التاسعة أقمنا مخيمنا في منطقة آمنة تسمى الخبو.

الجمعة 14/3/1884م
انطلقنا مع شروق الشمس، واستمر سيرنا مدة أربع ساعات متتالية عبر سهل اللبيدة المكتظ بالصخور الرملية الصغيرة والمخيفة في الوقت نفسه، حيث أخذت تلك الصخور أشكالا عجيبة بفعل هبوب الرياح الرملية التي أدت نتيجة لقوتها إلى تآكل طبقات الصخور الرقيقة، بينما تحولت القاسية منها إلى صفائح وأشكال تبعث على الغرابة.

عند الظهر مررنا بمنطقة الدغش التي رسم على صفحات جبالها البنية العديد من أشكال الحيوانات والكتابات الثمودية، ولكننا لم نتمكن من البقاء هناك طويلا بسبب خطورة المنطقة، كما أن شدة الرياح جعلت من الصعب استنساخ تلك الكتابات، وعند غروب الشمس ومع تزايد شدة الرياح اقتربنا من منطقة يوجد فيها موقعان للماء: أحدهما يتكون من 12 بئرا ويسمى رحيان، والثاني يقع خلف جبل رسوبي يسمى العشر، وهو عبارة عن بئر لها ثلاث فتحات، وتعلوها زرانيق تسمى الثمايل، وهنا استرحنا لإعداد بعض الطعام، ولكي تتمتع الجمال بالعشب الوفير، وحيث كان من الخطورة بمكان المبيت بالقرب من موقع المياه، لذلك قررنا أن نواصل السير خلال الليل عدة ساعات، حيث امتد أمامنا أحد المنخفضات المكون سطحه من الأحجار الرملية الملساء، وخلال وقت قصير ازدادت قتامة الليل، فالقمر لم يظهر إلا بعد التاسعة والنصف، على أي حال يمكن للمرء أن يتوقع- كما قيل لي في حائل- أن تكون تلك الصفائح الجبلية الملساء والمتعامدة مكتظة بالنقوش والرسوم الصخرية، وحيث لم يكن بمقدوري عمل أي شيء حاولت أن أقنع نفسي بافتعال بعض الأسباب الآتية:

1- عدم توافر الضوء خلال ذلك الظلام الدامس.
2- عدم استحسان نزول المرء في المناطق الخطرة.
3- يمكن عد التعب الذي أصابنا من جراء سير اثنتي عشر ساعة واحدا من هذه الأعذار.

وعند الساعة الثانية عشرة ليلا، نزلنا عن رواحلنا، وتجمعنا مدة نصف ساعة حول نار هادئة، كي لا يراها أحد، ويكتشف مكاننا، ثم استلقينا ونحن متعبون للنوم.

السبت 15/3/1884م
قبل شروق الشمس بنصف ساعة كنا نجلس بالفعل على أشدة الجمال، وبينما كان طريقنا ينحدر عبر ممر واسع إلى الأسفل شاهدنا فجأة إلى اليسار أمامنا بدويا يحمل بندقية، وحينما ناديناه لم يتوقف، بل صعد إلى قمة أحد الجبال وأشار بيده نحو الشرق، فقمنا بتجهيز السلاح، وأرسلنا في الوقت نفسه نومان على قدميه بدون سلاح، لكي يخبره بحسن نوايانا، وقد اتضح أنه من معارف نومان، وينتمي إلى قبيلة الفقراء تلك القبيلة التي لم تخضع لسلطة أمير حائل إلا قبل وقت قصير، ولا يزال ولاؤهم له غير موثوق به، وفي محاولة منا لتشجيعه على النزول وعدم إرهابه انطلقنا في هدوء نحو الأمام، حيث نزل مع نومان ليلحقا بنا، ثم سار معنا مسافة قصيرة، وقد كان يرتدي ثوبا ومعطفا جلديا وغترة ويحمل بندقية من نوع (لونتن)، وبدلا من الرمح استعاض بخطاف خشبي. بعد ذلك بوقت قصير شاهدنا من خلال الصخور ومن مسافة 3- 4 أكيال في اتجاه الشرق خيام قبيلة الفقراء وسط قطيع من الإبل يزيد عددها على الألف، وما هي إلا برهة من الوقت حتى ظهر علينا ثلاثة منهم لدعوتنا إلى النزول عندهم، ولكننا رفضنا تلك الدعوة شاكرين. وبعد . أن أشبعوا فضولهم وتمكنوا من رؤية أسلحتنا، انصرفوا بعد ربع ساعة تقريبا، وهم بلا شك نادمون على عدم قدرتهم على السطو علينا، وسلب هؤلاء الموسرين كما يعتقدون، ولم يكن يمنعهم من ذلك سوى مرافقة نومان لنا الذي ينتمي إلى قبيلة شمر المتآخية مع قبيلتهم. وحيث إننا نملك من الأسباب ما يخولنا بعدم الثقة بهم اضطررنا من أجل إيهامهم لسلوك طريق غير مباشر يتجه نحو اليسار، وينحدر بقوة نحو الأسفل آخذا في الارتفاع مرة أخرى عبر تل رملي في سفح أحد الجبال، ثم سرنا مدة خمس ساعات متتالية خلال صحراء ترتفع جبالها إلى حوالي 150 مترا، وهي بمثابة منطقة جبلية رائعة تكثر فيها المراعي الوفيرة بالأعشاب، ولو قدر لهذا المكان أن يكون في أوروبا لأصبح مكتظا بالسياح. على أي حال لقد ضيعنا هنا الكثير من الوقت، بسبب مسيرنا عبر طريق خاطئ، مما اضطرنا إلى النزول من خلال منخفض خطير إلى أحد الشعبان، وبينما كانت الجمال تهبط عبر ذلك المنخفض نزل رفاقنا من على ظهور جمالهم حذرا من السقوط، أما أنا بوزني الذي لا يتعدى 99 رطلا فقد تجرأت على البقاء فوق ظهر الناقة، وحينما وصلت إلى الأسفل كان الشداد والأمتعة قد مالت نحو الأمام مما اضطرني إلى إنزالها وإعادتها من جديد بصورة معتدلة على ظهر الناقة.

كنا نسير عبر تلك الشعاب الموحشة والمملوءة بالرمال المتلألأة بألوانها الذهبية الصفراء والأسلحة بأيدينا على أهبة الاستعداد، ولم نكن نشاهد فيها سوى بعض الغربان الجائعة التي كانت تحوم فوقنا بين الفينة والأخرى، وهي تنعق بأصواتها المفجعة كما لو كانت تطمع بنقر أعين أحدنا. منذ غروب شمس أمس لم نأكل شيئا قط، لذلك سعدنا كثيرا حينما قال لنا نومان، ونحن نخرج من الشعيب، هنا ليس هناك ما يخشاه المرء، فكان بمقدورنا النزول، وعمل قرص جمر (خبز)؟ لنأكله مع ما بحوزتنا من تمر. وفي هذه الأثناء بشرتنا الطيور الكثيرة هناك بقربنا من الحجر والعلا اللتين اشتهرتا بكثرة طيورهما، وفي حوالي العصر انطلقنا عبر ذلك السهل الذي تظهر في وسطه قلعة الحجاج الحديثة في مدائن صالح بنخيلها الثلاث، ومن خلفها إلى اليسار تبدو الصخور المخروطية الشكل والمقابر وغيرها من بقايا مدينة الحجر القديمة.

استقبلنا في القلعة بترحاب نائب قائدها المدعو حميد، والحاج مبروك والحاج حسن والحاج مصطفى، وهم من المغرب العربي وبالتحديد من الجزائر وتونس وطرابلس، أما قائد القلعة المدعو محمد علي الذي سطا على داوتي أثناء إقامته هنا، وسلب منه بندقيته فقد كان في أثناء ذلك في دمشق. إضافة إلى أولئك كان هناك أيضا بدوي يدعى محمد الأزرق من قبيلة الفقراء. بعد ذلك قدم للجمال العلف الوفير، وذبح لنا. أما أنا فقد كنت أتحرق شوقا لرؤية تلك المقابر المنحوتة في الصخر، والتي لا يبعد بعضها عنا سوى بضع مئات الخطا. وقد كنت قد قرأت كل ما جمعه الرحالة عنها من معلومات ولم يفتني شيء، سوى أنني لم أتنبه للخط و اللغة التي كتبت بها النقوش هناك. لقد ذهبت إلى الموضع برفقة شخصين لحمايتي، وقد شعرت بارتياح يفوق الوصف حينما عرفت أن تلك النقوش كتبها الأنباط الذين تبؤوا مكانة تجارية كبيرة في العالم القديم. لم يمض سوى أقل من نصف ساعة حتى كنا قد انتهينا من جولتنا، وعدنا والشمس تميل نحو الغروب إلى فناء القلعة التي كنا نسمع من داخل حجراتها أصوات بكاء الأطفال وثغاء الضأن ومأمأة التيوس الجائعة. وبينما كنا ننتظر قدوم الأكل ظل أحد أقرباء الحاج مصطفى، وهو من أتباع الطريقة السنوسية يتسلى بملاعبة سبحته بين أصابع يديه محركا إياها مئات المرات بالشكل والأسلوب نفسه، وخلال الليل عاود الكرة مرتين مع ذلك التسبيح الذي اعتبرته عادة سيئة ونوعا من العبث، وهنا لم يكن أمامي بد من الثناء على مسابح أهل التبت الأقل إزعاجا.

بسبب الحرارة والثرثرة حول النار، وكذلك فقدان الأمل بأن يتزحزح الحاج مصطفى من مكانه لم أفرش فراشي في قاعة الأقواس التي اتخذت كديوان (مجلس)، ولكنني فرشته في ممر القلعة.

وفي هذه المنطقة ينمو نبات الطرثوث بكثرة، وهو عبارة عن نبات غليظ ذي جذور عميقة تتخللها خيوط ذات ألوان أرجوانية غامقة، ولها سيقان يصل ارتفاعها قدمين.
الأحد 16/3/1884م
انطلقنا من شروق الشمس دون أن نأخذ ذلك السلم الذي ظللنا نسحبه معنا طوال تسعة أشهر متتالية، حيث رأى هوبر أن لا ضرورة له في العلا. كان يرافقنا خلال هذه المسيرة الحاج حسن والحاج مصطفى ومحمد الأزرق، وبدوي آخر انتظر مدة ليرافقنا خلال الطريق الذي يتطلب ثلاث ساعات من المسير كيلا يتعرض بمفرده للسلب. ونظرا لخشيتنا من أن يكون أفراد قبيلة بلي قد لاحظوا وصولنا في عصر يوم أمس قلعة مدائن صالح اخترنا الذهاب عبر طريق غير مباشر ويزيد مسافة ساعة عن الطريق المعتاد، حيث سرنا عبر شعيب يمكن للأطلال الموجودة فيه أن توفر مخبأ مناسبا للصوص وقطاع الطريق، ثم اتجهنا بشكل قوس نحو الشرق، وفي هذه الأثناء كان مرافقونا يتقدمون أمامنا حاملين بنادقهم قبل كل مرتفع لكي يراقبوا الطريق ويتأكدوا من أنه آمن. بعد أن تجاوزت الساعة العاشرة وصلنا والسعادة تغمرنا نهاية الشعيب الذي اجتزناه كما ينبغي. وقد قيل لنا فيما بعد: إن مجموعة من الغلمان ترصدوا ليلة البارحة منتظرين قدومنا كي يهجموا علينا، ولكنهم لم يوفقوا ولله الحمد. وبعد ربع ساعة لمحنا بساتين بلدة العلا تتوسطها أكوام حجرية تمثل أطلال المدينة القديمة، أما على صفحات الجبال الواقعة على يسارنا فكان يوجد بعض المقابر المنحوتة في الصخر تعلوها النقوش القديمة. في حوالي الساعة العاشرة والنصف وصلنا بلدة العلا الواقعة في واد منخفض تحيط به جبال الصخور الرملية العالية من كل جهة. والبلدة غنية بالنخيل وتكثر فيها المياه، لذلك فهي مرتع للحمى، كما يكثرفيها الذباب بشكل يفوق التصور، وذلك نتيجة لضيق بيوتها والتصاق بعضها ببعض، ومن الطبيعي والحال كذلك أن تكثر فيها الأتربة والأوساخ، أما منازلها فتتكون من طابقين يصل المرء الطابق الثاني من خلال سلم في القهوة (الديوان)، ومنه يصعد المرء إلى سطح صغير. وفي وسط البلدة تقع هضبة صخرية شيدت فوقها قلعة قديمة، وحينما يصعد المرء إليها سيرى أن بيوت المدينة مبنية من ثلاثة طوابق، الأسفل بمثابة الطابق الأرضي، وفوقه الطابق الثاني، ثم السطوح التي تبدو كأنها متلاصقة مع بعضها البعض وخاصة أن أكثر أزقة البلدة مسقوفة، أما البيوت فيتم بناؤها عادة من الحجارة التي من بينها أحجار مهذبة تعلوها الزخارف والنقوش مما يؤكد أن هذه الأحجار تعود إلى العصور القديمة أعيد استخدامها في بناء المنازل الحديثة، وقد تمكنت هناك من بصم ونسخ اثني عشر نقشا كلها حميرية، ماعدا نقشا واحدا فهو نبطي.
يتراوح عدد سكان البلدة ما بين 1000- 1200 نسمة من بينهم العديد من السود، وهو أيضا لون نائب الأمير المدعو سعيد، ومن كبار رجال البلدة هناك القاضي موسى، وشخص يدعى عبد الله وهو مولود في دمشق ويمارس التجارة، ثم شخص كثير القراءة حدثني عن حملات هرقل وعن القياصرة والقسطنطينية. ويلاحظ المرء هناك أن عادة سكان البلدة السود المتمثلة بولعهم بالزينة والنظافة قد أثرت في لباس الرجال والنساء هناك، فالرجال يرتدون ثيابا زرقاء لا تختلف عن ملابس النساء سوى أن لها فتحة طويلة من الأمام ذات أزارير نحاسية، ويرتدون فوقها عباءة ذات ألوان زرقاء وبيضاء ومخايطها حمراء، أما النساء فيزين أنوفهن وآذانهن بحلقات معدنية رائعة، بعضها تدلى منها قطع العملة، وغطاء رؤوسهن مزين بقطع كثيرة من الصدف. أما بالنسبة إلى السكان فهم في العادة وحسب المستطاع مسلحون، نظرا لخوفهم من أفراد قبيلة بلي الذين يترصدون أمام أبواب البلدة مباشرة متحينين الفرصة لسلب كل مقتنياتها، حقا لقد سمعنا اليوم عن امرأة ذهبت عند الساعة الثالثة عصرا لتحضر بعض العلف من صدر أحد بساتين النخيل، وهناك سلب منها كل شيء حتى ثيابها، وآخر تسبب كيس التمر الذي يمتلكه بقتله ضربا حتى الموت من قبل قطاع الطرق، ليس ذلك فحسب، فقد حدثني هوبر أنه رأى خلال زيارته الأولى للعلا أحد أبناء شيوخ البلدة، والبالغ من العمر اثني عشر عاما يحمل سيفه ويلعب مع أقرانه أمام الباب لعبة تسمى (13 خطوة)، وحينما غابت الشمس انصرف الأطفال إلى بيوتهم، أما ابن الشيخ فقد تأخر عنهم بضع خطوات، وعلى حين فجأة هاجمه غلامان أملا في أخذ سيفه، وحيث كان ممسكا به في يده، قام أحدهم بعض إصبعه حتى انفصل اللحم عن العظم، وسلبوا منه السيف، وجردوه حتى من ملابسه.

فيما يخص الضريبة فليس هناك من يدفعها سوى سكان البلدة نفسها، أما أفراد قبيلة الفقراء القاطنون إلى الشرق منها، فهم منقسمون إلى جزأين: جزء يدفع الضريبة. والقسم الآخر لا يزالون غير خاضعين لسلطة الأمير، أما أفراد قبيلة بلي القاطنون غرب البلدة فسيتوجه الأمير لاحقا لإخضاعهم، بعد أن أتم إخضاع جيرانهم الشماليين بني عطية،
وبالنسبة لأفراد عشيرة الأيدا المنتمين لقبيلة بني وهب القاطنين جنوب المدينة فقد تم نهبهم، واخضاعهم قبل عامين.

الترحال، فبعضهم يحاولون منذ وقت طويل الرحيل إلى سورية وبالذات إلى دمشق، وبعضهم الآخر إلى إستنبول. لذلك وجه إلينا شخص طاعن في السن منهم، ونحن جالسون في القهوة سؤالا عما إذا كنا سنواصل مسيرتنا إلى إستنبول، وحينما قلنا له ربما بعد سنة من الآن، رد فورا بصورة ساذجة قائلا سترون بالتأكيد ابني هناك، وسأعطيكم رسالة تحملونها إليه. عندما اقتربنا من المنطقة السكنية أسرع إلينا كل الفضوليين من أبناء البلدة، حاملين بنادقهم، فأحاطوا بنا من الأمام ومن الخلف، مما جعلنا نسير خلال الأزقة المسقوفة والضيقة في زحام شديد. وبعد ذلك نزلنا في فناء صغير لا يكاد يتسع لجمالنا الأربعة، ثم قدمنا التحية إلى عامل الأمير في العلا المدعو سعيد ذو البشرة السوداء، وهو شخص مختلف تماما عن العنقري البخيل في تيماء، والذي لم نحصل منه على شيء قط، بل إنه كاد يميتنا جوعا. وبينما حملت أمتعتنا إلى منزل آيل للسقوط، ذهبنا نحن إلى الديوان الذي كان في تلك الأثناء مكتظا بالضيوف، وبعد أن شربنا القهوة صعدنا الدرج إلى أعلى، حيث قدم لنا هناك الزبد والتمر الجيد، وفي أثناء ذلك وقف أحد الخدم ليقوم بطرد الذباب من أمام أفواهنا، ولكن على الرغم من ذلك سقط العديد منها في اللبن الذي أحضر قبل خمس دقائق فقط.

كان سعيد ينتظرنا منذ وقت طويل، لذلك فقد سر بقدومنا، وكان على استعداد دائم لخدمتنا، حيث جهز فورا كل ما طلبناه من مؤونة للرحلة. وبعد ظهر هذا اليوم صرح لي هوبر بخبر ظل يؤجله مدة طويلة دون سبب مقنع، مما جعلني أفاجأ به، ذلك هو أن الأمير لا يرغب في عودتي إلى حائل. لذلك فإنه يريد أن ينفصل عني، ويعود بمفرده إلى هناك من أجل إحضار الأشياء التي تركناها قبل مدة في تيماء. على أي حال يبدو أن غانم بن باني أخبر حمودا بتصريحاتي الغاضبة، مما سبب غضب حمود مني، وجعله يحاول بكل ما يستطيع أن يوعز للأمير بأن يطردني بطريقة مهذبة، ولو أن هوبر أخبرني بذلك حينما كنت في حائل لما فوجئت من ذلك، ولتمكنت من أخذ ممتلكاتي التي تركتها هناك معي في حينه. والآن ينوي هوبر الاتجاه من هنا إلى خيبر مرورا بنواحي المدينة إلى جدة، حيث نلتقي هناك مرة أخرى، بينما أذهب أنا من هنا إلى الحجر (مدائن صالح) برفقة شيخ من قبيلة بلي الذي سيحضر إلي بعد حين، وهناك أقوم باستنساخ النقوش، بعد ذلك أعود إلى العلا، ثم أتجه برفقة ذلك الشيخ نحو الغرب عبر مناطق سكنى قبيلة بلي إلى الوجه، ومن ميناء تلك البلدة الخاضعة للسلطة المصرية ستسنح لي بالسفر مع إحدى البواخر إلى جدة، ومن هناك ربما أتمكن من القيام برحلة إلى الطائف، أو أعود مباشرة عبر السويس إلى بيروت، أما هوبر فكان يريد أن يعود من جدة إلى حائل، ثم عبر العراق إلى دمشق، ولكن ذلك كله كان من أحلام المستقبل التي لم تتحقق.

كان علينا الآن أن نفكر بترتيب مناسب لانفصالنا، حيث قمنا في البداية بتقسيم النقود التي معنا، فحصل كل منا على 270 مجيديا، ثم قسمنا السجائر فحصل كل واحد منا على 25 قطعة، حيث إننا لم نكن ندخن خلال الفترة الأخيرة سوى قطعة واحدة كل ستة أو سبعة أيام من ذلك التبغ الغالي، أما من المواد الغذائية، فقد حصل كل منا على علبة ساردين ونصف كمية الشاي، وقد قمت بشراء دلة القهوة والخرج (حقيبة مزدوجة توضع على شداد الجمل)، أما الورق، ومسحوق الحمى، والحبر، ونحو ذلك فقد قسمناه بيننا.

قدم لنا في المساء عشاء وفير، وخلال الأكل أضيء المكان بواسطة شعلة من سعف النخيل، كما قام أحدهم بطرد الذباب مستخدما مهفة صغيرة، وأخيرا صعدنا السطح، حيث أشعلت النار، وأصبح بمقدورنا من جديد استنشاق الهواء الطلق.

الاثنين 17/3/1884 م
باشرت مع بداية هذا اليوم العمل، فالنقوش الغالية على نفسي لم تدع لي مجالا للراحة، وكما ذكرت من قبل فإن هناك في العلا كمية كبيرة من الأحجار التي تحمل نقوشا أعيد استخدامها في بناء المنازل و الأسوار، لذلك ظللت أتجول طوال اليوم في أنحاء المدينة، حتى تمكنت من العثور على الكثير منها، وما أشد دهشتي حينما رأيت أنها كتبت بحروف الخط الحميري! وقد قمت في الحال بطبع جميع النقوش التي وجدتها هناك، أما سير العمل فلم يكن شاقا إلى حد ما، إذ لم أتمكن اليوم سوى من نسخ تلك النقوش القريبة من الأرض، ولكن العمل في يوم الغد سيكون بالتأكيد أفضل مما هو عليه اليوم. خلال جولتي تلك كان يرافقني العديد من الناس، كما كانوا يتزاحمون حولي بشدة حينما أقوم بعملية بصم (طبع) النقوش، لكن ذلك كان بالنسبة لي أمرا طبيعيا، فلم يحظ حتى الحكام برفقة مثل تلك الجموع من الناس. في المساء وصل حيلان الذي بعثه الأمير برسالة إلى تيماء وأماكن أخرى، ليبشر بالنصر الذي حققه مؤخرا، وقد كان يرتدي ملابس كثيرة، تمثلت في ثوبين وزبونين وعباءتين وأربع غتر على رأسه، في هذه الأثناء اكتظت القهوة بالناس، مما اضطر بعضهم إلى الوقوف في الفناء، لكي يتأكدوا من سماع أخبار النصر بأنفسهم من فم خادمنا محمود الذي تولى قراءة الرسالة كان فحوى الرسالة التي قام هوبر بتكليف محمود بنسخها له يقول (لقد خرج الأمير من حائل ومعه حوالي مائتين وسبعين جوادا وحوالي خمسة آلاف شمري بجمالهم في حملة، كان يبدو في أول الأمر أنها موجهة نحو الشمال، ولكنه ظهر فجأة في المجمعة الواقعة إلى الشرق من جبال طويق، ثم غير وجهته نحو الجنوب. وبالقرب من الزلفي في وادي الرمة تقابل مع سبعة وعشرين من عيون الخصم، فقام بمحاصرتهم وقتلهم على الفور، ولم يسلم منهم سوى اثنين تركهم على قيد الحياة، لكي يذهبوا إلى معسكرهم ويخبروه بما حدث. وفي مكان ليس ببعيد من سابقه هجموا مع طلوع الشمس على معسكر جماعة ابن سعود، حيث قتلوا ثلاثة من أعمامه، وغنموا منهم حمولة سبعة جمال من البنادق، وسبعة وثلاثين جوادا، وست عشرة خيمة، وذودين من الجمال، كل واحد منهما يصل تعداده إلى مائتي جمل. كما أغاروا أيضا على عتيبة الذين فروا من أمامهم في شهر نوفمبر الماضي، وغنموا منهم ثمانية أذواد من الجمال، وخياما وعددا كثير ا من الضأن، وعبيدا، وسبع رايات أمر الأمير بإرسال اثنتين منها إلى بريدة وعنيزة ليراها أهل القصيم، وواحدة إلى قبيلة الرولة، أما الأربع الباقية فقد ركزت في ساحة المسحب في حائل، وبعد هذا النصر ستضطر الآن قبيلة عتيبة بأكملها إلى الخضوع).

الثلاثاء 18/3/1884 م
في الصباح شربنا القهوة عند القاضي موسى، ثم كتبت بضعة أشياء، ولكنني لم أتمكن من مواصلة الكتابة فقد كنت أفكر كثيرا في النقوش والكتابات الحجرية، لذلك عدت إلى عملية نسخها من جديد، ولكنني من خلال ذلك العمل تأكدت من حجم الصعوبات والمشاق التي يواجهها من يتصدى لمثل هذا العمل في جزيرة العرب، إلا أن الحماسة لهذا الفن والتطلع إلى البحث العلمي يهونان من شأن تلك المصاعب، فالمرء حينما يحمل غنيمته من الورق عائدا إلى بلاده يكون أكثر سعادة وزهوا من الصياد الذي ينجح في اصطياد فريسته.

حقا إن عمل بصمة (طبعة، كليشة) في متاحف بلادي ليس فيه شيء من التعب، فهناك يقف الشخص أمام الحجر المنصوب باعتدال، ويتناول الورق والماء والفرشاة بكل راحة وهدوء، فليس هناك ريح قوية تؤدي إلى تطاير الورق من بين يديه، ولا يوجد حوله مئات من أولئك الذين يطأطئون رؤوسهم الشاهدة سير العمل باهتمام بالغ. على أي حال بعد أن ارتكبت حماقة لسماعي نصيحة هوبر بترك السلم في مدائن صالح اضطررت من أجل عمل بصمة للنقوش المكتوبة على الأحجار المثبتة في أعالي الجدران، إما أن أركب على ظهر خادمنا محمود، أو على جذع نخلة مسند على الجدار. وفي أحد البيوت الواقع فوق ممر يرتفع ثمانية أمتار تقريبا كانت توجد نافذة يعلوها حجر مكتوب عليه نقش بالخط الحميري. ونظرا لضيق فتحة النافذة فقد احترت في كيفية الوصول إليه، ولكنني استأذنت من صاحب ذلك البيت المظلم، وصعدت إلى الطابق الثاني حيث النافذة، وبينما كنت أسير هناك كادت الغرفة والنافذة آن تسقطا على الآرض، وهناك تبين لي آن باب النافدة لا ينفتح سوى إلى الداخل ونحو الزاوية اليمنى، وارتفاعها لا يتعدى الخمسين أو الستين سنتمترا، ولا يسمح بدخول جسم الإنسان بسهولة من خلالها، لذلك اضطررت في البداية إلى الانبطاح على بطني، وزحفت داخل النافذة حتى منتصف جسمي، ثم انقلبت على ظهري. وهنا بدأ مرافقي عبد الله بن إسماعيل مويش بوضع الورق المبلل بالماء على صدري فآخذه وأقوم بلصقه على الحجر المنقوش، وفي الوقت نفسه يجب علي أخذ الفرشة الموضوعة على صدري أيضا لكي أتم عملي كما ينبغي. هكذا وبينما كان مرافقي يجلس طوال الوقت فوق رجلي خوفا من أن أفقد توازني وأسقط من خلال النافذة أنهيت عمل ثلاث بصمات (كليشات) للنقش. وخلال ذلك العمل كان أهالي بلدة العلا الطيبون يهزون رؤوسهم معتبرين ذلك الصنيع نوعا من العبث، ولابد أنهم تصوروا أن تلك الأحجار التي قمت بنسخها تساوي وزنها ذهبا وفضة. بعد أن أتممت عملي عدت والسعادة تغمرني إلى البيت.

في هذا اليوم وبينما كانت القهوة مكتظة بالناس حدث جلسة محاكمة ساخنة، وعلى حين فجأة دخل عدد من الأشخاص وصعدوا فورا عبر الدرج إلى أعلى، وهناك في الطابق الثاني بدأ الصراخ بصوت مرتفع، حيث بدأت هناك جلسة محاكمة لذلك الشخص الذي رفض دفع الضرائب، معللا ذلك بأن أمير حائل ليس له حق بمطالبته بأي شيء، لكونه ليس أميرا عليه، وإنما أميره شخص آخر، ولكي يشددوا عليه ويخيفوه أحضروا الخشبة أو ما يسمى بالحبس، وبالفعل أبدى ذلك الشخص استعداده للدفع قائلا: إن النقود في المنزل، فقاموا بإرسال جنديين لمرافقته، ولكنه حينما اقترب من الباب انطلق هاربا، وحيال ذلك فلا بد أن القضية ستطول، فبمجرد القبض عليه سيوضع في الحبس حتى يدفع المبلغ المطلوب منه.

دعينا في المساء للعشاء عند شخص يدعى عبد الله، حيث قدم لنا أكلة محلية معروفة هناك تتكون من الأرز وفوقها البصل المحمر وقطع من البيض ولحم الماعز، بعد ذلك ذهبت إلى سطح منزلنا وجلست في الهواء الطلق أدخن واحدة من تلك السجائر الخمس والعشرين التي بقيت في حوزتي، وقد كنت أتطلع إلى دخانها المتصاعد بحسرة، واضعا في حسابي أنه لم يبق معي منها سوى أربع وعشرين سيجارة.

الأربعاء 19/3/1884 في الصباح كان كل شيء جاهزا من أجل رحيل هوبر وحيلان الذي سيسلك الطريق نفسه الذي سيسير عبره هوبر. ذهبنا بصحبة عدد كبير من الأهالي إلى البوابة، وهناك ودع بعضنا بعضا، وتمنيت لهوبر من أعماق قلبي أن ينهي رحلته الخطرة تلك بكل سلام، نعم إن من المؤلم حقا أن يرى المرء صاحبا رافقه في الغربة وقاسمه السعادة والتعاسة يغادر إلى مكان مجهول. ماذا تراه سيواجه؟ وماذا سيحدث لي؟ فعلى حين تهددنا الأخطار من كل جانب أصبح كل منا الآن يعتمد على نفسه. ومن المؤسف أن أمنياتي تلك لهوبر لم تتحقق، فقد قتل في يوم التاسع والعشرين من يوليو من العام نفسه. في حين إن ما تمنيته لنفسي بأن تنتهي هذه الرحلة إلى الجزيرة العربية بسلام قد تحقق ولله الحمد. لا أريد الآن أن أطيل الحديث هنا وأستبق سرد الأحداث فسأذكرها في حينها. بعد أن ودعت هوبر عدت إلى سطح منزلنا، وبدأت أنظم يومياتي.

بعد الظهر أنزلت أمتعتي من السطح إلى داخل المنزل، لأن سعيدا أصبح يعتقد أنها لم تعد في مأمن هناك وربما تسرق خلال الليل. وفي حوالي الساعة الواحدة ظهرا تسللت برفقة الخادم مرزوق دون أن يرانا أحد إلى الهضبة الصخرية الواقعة في وسط البلدة التي تسمى أم ناصر، وهناك عملت بصمة (كليشة) لنقش كتب بخط حميري، وأثناء نزولي حاملا البصمة عبر ذلك الطريق الخطر وجدت أربعة نقوش جديدة خلف بعضها البعض، من بينها واحد كتب بالخط النبطي ومؤرخ في السنة الأولى لحكم حارثة ملك الأنباط. بينما كان مرافقي الخادم مرزوق يساعدني بكل مهارة ودقة ظلت تضايقنا جموع الأهالي من مختلف الأعمار بفضولها ووقاحتها، ليس ذلك فحسب بل إنهم طالبوني بإعطائهم بخشيشا ، تلك الكلمة التي سمعتها لأول مرة ونحن نسير عبر درب الحج، ولم أسمعها بعد ذلك ولله الحمد منذ وقت طويل، ومن المدهش أن واحدا منهم طلب مني بخشيشا مدعيا القول بأنه من بلاد النصارى، فما كان مني إلا أن بصقت على الأرض وقلت له: إنك لست من بلاد النصارى، بل أنت واحد من أولئك الكذابين. وفي مساء هذا اليوم تناولت عند سعيد عشاء عاديا تكون من الخبز والتمر

الخميس 20/3/1884 م
في كل صباح يسمع المرء هنا في الجبال أهازيج الرعاة التي تبدو من خلال الأذن الأوربية وكأنها رنين موسيقى، لدرجة أن المرء يشعر وكأنه في منطقة التيرول ، ولعل الطبيعة الجبلية للمنطقة هي التي تملي على سكانها مثل هذا النوع من الغناء. في الغالب تؤدي الأمطار التي تسقط على أطلال بلدة العلا القديمة التي تسمى الخريبة إلى إظهار بعض القطع الأثرية فوق سطح التربة، ونتيجة للأمطار التي هطلت هناك مؤخرا فقد أحضر لي في صباح هذا اليوم إناء من الفخار وجد هناك. تناولت اليوم طعام الإفطار في منزل شخص لا أعرفه، ثم شربت القهوة كالعادة في مرات عديدة عند القاضي موسى، بعد ذلك توجهت محاولا العثور على ملابس لذلك المسكين مرزوق الذي عمل معي يوم أمس بجد وإخلاص، فهو- على الأقل بالنسبة لي- يستحق المساعدة لكونه يسير وهو مرتدي قطعة قماش شفافة، لذلك قمت بشراء ثوب له كلفني مجيديا واحدا.

جاء بعد الظهر شخص بلوي أي من قبيلة بلي يحمل أخبار غزو انطلق في الأمس من الشمال إلى هذه الأنحاء، فورا تذكرت هوبر وحيلان، وتمنيت ألا يقعا في أيدي قطاع الطرق، وسرعان ما انتشرت الإشاعات المختلفة حول ذلك الغزو، ففي البداية قيل: إن حيلان ورفيقه المدعو شملاني تعرضا لهجوم من قبل أفراد قبيلة بلي، وسلبوا منهم إبلهم وكل أمتعتهم، بعد ذلك سمعنا أن شملانيا هذا هو الشيخ سليمان بن رفادة المنتمي لقبيلة بلي ويسكن في بلدة الوجه، ثم ظهرت إشاعة أخرى مفادها أن أولئك اللصوص ردوا على حيلان كل أمتعته ماعدا ناقته، لأنها تحمل وسما لقبيلة هتيم، وأخيرا قيل لنا: إن هذا الخبر الأخير غير صحيح. وفيما يتعلق بمصير هوبر
فسنذكره أثناء حديثنا عن أحداث يوم الخامس والعشرين من شهر مارس. توجهت فيما بعد لأتجول في البلدة باحثا عن النقوش، حيث عثرت على ثمانية نقوش جديدة حصيلة لهذا اليوم، ولكن اثنين منها- يا للعنة- كتبا على حجرين مثبتين في أعلى الجدار، ولن أستطيع الوصول إليهما دون سلم.

انزلت أمتعتي خلال النهار مرة أخرى من سطح المنزل، لأنها لم تعد هناك في مأمن من اللصوص الذين يقفزون فوق السطوح، وحتى لا يكون مصيري مثل ذلك التاجر الذي قدم إلى هنا من دمشق قبل بضع سنوات، فسرقت منه حمولة جملين من الأسلحة كان قد وضعها فوق سطح المنزل. كانت ليلة البارحة تمر ثقيلة جدا على خلوة امرأة سعيد، فقد أنجبت قبل حوالي أربعة أو خمسة أسابيع طفلا، ومن جراء ذلك ظلت تعاني من ألم شديد في الجهة اليسرى من بطنها، وقبل أن يرحل هوبر من هنا بوقت قصير أعطاها علاجا لا يتناسب مع طبيعة مرضها، وبعد أن سمحت لي اليوم بأن أكشف عليها بدقة اتضح أنها ربما تعاني من التهاب في أرحامها. وقد وعدتني بأن تمنحني نصف مجيدي إن أنا تمكنت من مساعدتها في الشفاء من مرضها، وهنا عملت لها كمادة ونصحتها بأن تضعها فوق موضع الألم فترة من الوقت. وبعد ذلك حضرت إلي ديسة حماة الشيخ (أو ربما هي زوجه الأولى؟) ومنحتني سلة متسخة، فأهديتها مقابل ذلك نصف مجيدي.

كان العشاء يتكون اليوم من الرز مع بعض من قطع ضلوع الماعز، وبعض البيض والخبز وحليب مضاف إليه شيء من السكر.

الجمعة 21/3/1884م

لم يشهد اليوم أحداثا كثيرة، لذلك وجدت الفرصة سانحة كي أتأمل في ذباب بلدة العلا وأوساخها وكذلك طبيعة الحياة في إحدى مدن وسط الجزيرة العربية. وفي صباح هذا اليوم حضر الكثير من الناس لشرب القهوة عند سعيد، وبدؤوا يتحدثون مع بعضهم البعض بصوت مرتفع كما هي العادة، ومن ثم ذهبت إلى منزل عبد الله مويس لأعمل بصمة لأحد النقوش الحميرية هناك، بعد ذلك سمعت خبرا يقول: إن هوبر رجع مرة أخرى إلى الحجر وسيغادرها اليوم. حقا لقد عانيت من شيء طالما أزعجني، وهو الاعتداء عمدا أو مصادفة على النقوش وتدميرها، ففي الأمس مثلا اكتشفت في أسفل مدخل يقع بالقرب من سور المدينة المجاور أيضا لملعب الأطفال نقشا جديدا، وبينما كنت واقفا مع مرزوق أنبهه على التأكد من موضع النقش كي نتمكن في يوم الغد من بصمه رآني مجموعة من الصبية فأسرعوا نحوي كي ينظروا ماذا أفعل، وحينما ذهبنا في اليوم التالي إلى موضع النقش حاملين معنا أدوات البصم وجدناه في حالة سيئة، حيث قام أولئك الأطفال الأغبياء برجمه بالحجارة، ولكنه ولحسن الطالع تبين لي أن الحجر كتب عليه نقش ليس بذي أهمية بالغة. والآن لنتحدث عن الذباب والوسخ، فالذباب هنا كثير جد ا لدرجة أنني نادرا ما عملت بصمة لأحد النقوش دون أن يعلق فيها ذبابتان أو ثلاث أو أربع بل عشر بين الورق المبلل والحجر المنقوش، كذلك في الأكل ولاسيما التمر، فلا يستطيع المرء وضع شيء في فمه إلا ويدخل معه بعض من الذبان، حتى دلة القهوة فإن لم تكن على الجمر مباشرة وجب عليهم تغطيتها بواسطة قطعة من القماش مع إحكام قفل غطائها وإغلاق ثعبتها بقطعة من خيشة. أما بخصوص الأوساخ والأتربة في بلدة العلا فليس بمقدور المرء تصورها إن لم يكن قد رآها، فالشوارع والأحواش مملوءة بالنفايات وروث الحيوانات وفضـلات البشر، لدرجة أن المرء بكل خطوة يخطوها إلى الأمام يكاد ينزلق فيها. كما أن الغبار المثقل بآلاف الملايين أو أكثر من الجراثيم يحيط بالمرء من كل ناحية داخلا عبر الفم والأنف والعين والأذن وأيضا مسامات الجلد ذاتها، فالمرء يراه ويحسه ويستنشقه ويعيش معه. عند المساء ذهبت مع عبد الله مويس إلى بستانه الذي يوجد فيه عين تصل درجة الحرارة فيها إلى 28.5 درجة، وينمو فيها عدد كثير من القواقع الشبيهة بتلك التي رأيناها في تيماء. بعد ذلك ذهبت معه إلى بيته لتناول طعام العشاء.

السبت 22/3/1884 م
تحتفل بلادي في مطلع هذا اليوم المنعش بعيد ميلاد القيصر، ولكن البسطاء هنا ليس لديهم تصور عن القيصر، وماذا عسى أن تكون ألمانيا؟ فمن المستحيل ومن غير المجدي أن أحدثهم حول هذا الموضوع، فلو كنت في حائل لربما وجد من يتفهم ماذا أقول. بعد الظهر بدأ مرزوق يعمل بصمات للنقوش التي عثرنا عليها مجددا، وقد كان واحد منها مرتفعا لدرجة أن جذع النخلة لا يصله مما جعلني أصرخ قائلا: أين السلم؟ فلو كان معي لتمكنت من الوصول إلى ذلك النقش، ولكنه محفوظ في قلعة مدائن صالح، يا هوبر، لقد سببت نصيحتك تلك عواقب وخيمة! وأنا أيضا كنت حمارا غبيا حين سمعت نصيحتك! عموما لقد تمكنت- معرضا نفسي للخطر- من الوصول إلى نقش آخر كان هو أيضا يقع في أعلى الجدار، وذلك من خلال الصعود عبر ساق شجرة غير متين كاد ينكسر من وسطه. في مساء هذا اليوم كان يجلس في القهوة ذلك الشخص الذي ذكرت آنفا أنه هرب من دفع الضرائب، فبعد أن أرسل إليه سعيد رسالة يؤكد له فيها عدم التعرض له بسوء قدم من منفاه في قلعة مدائن صالح. وقد كان يجلس بكل هدوء حول النار مع سعيد أبي علي الذي بدأ يحاوره من أجل أن يدفع الضريبة، وعاودا جلستهم تلك في صباح يوم الغد، حيث أدى الصراخ والارتعاش بمضيفي سعيد إلى نسيان إعداد القهوة. كان الجو حارا هنا، لذلك كانت سعادتي بالغة جدا حينما تمكنت بعد شرب القهوة من الصعود إلى السطح والجلوس هناك بعض الوقت.

الأحد 23/3/1884 م
كان الطقس صباح اليوم رطبا والسماء ملبدة بغيوم ثقيلة تنبئ عن قرب هطول المطر على المنطقة. في البداية قمت بشراء نقش نبطي مؤرخ من السنة الأولى لحكم حارثة ملك الأنباط دفعت لصاحبه مجيديا واحدا، وأعطيته نصف مجيدي لكي يقوم بتكسيرأجزاء من الحجر دون أن يتعرض للنقش كي يخف وزنه ويسهل حمله، كما قمت بمحاولة شراء حجرين آخرين كتب عليها بخط لحياني، ولأن صاحب النقش الأول رفض بيعه لي مقابل مجيدي واحد، أما الثاني والذي جلب في الأصل من مذبح أحد المعابد، فأتوقع الحصول عليه مقابل مجيدي واحد، وبالفعل تمكنت من الحصول عليه في مساء يوم الغد، وحيث إنه كان مثبتا في مكان عال من الجدار فقد اضطررت لبذل جهد كبيرمن أجل خلعه من مكانه. وصل اليوم مجموع ما حصلت عليه من النقوش في بلدة العلا إلى خمسين نقشا، إضافة إلى نقشين آخرين قيل لي: إنهما موجودان في بساتين النخيل، كما أن الخادم مرزوق - والذي أصبح بسبب الإكراميات المختلفة نشيطا- اكتشف نقشين جديدين، ومجموعة أخرى من النقوش العربية القليلة الأهمية، إضافة إلى ذلك فالناس هنا غالبا ما يطلبون حضوري إلى منازلهم التي يعتقدون أنه يوجد فيها نقوش، على الرغم من أن بعضها لا يتعدى كونه حجرا مهذبا، أو حجرا عليه آثار زخرفة غير واضحة المعالم، ولكن المرء في مثل هذه الحالة يجب عليه عدم تثبيط عزائمهم وسلب السعادة بسبب ذلك منهم، وحتى لا يضـطروا أيضا إلى عدم عرض أي شيء عليه. أضحى الذباب اليوم وكأنه أصيب بمس من الشيطان، وذلك بسبب قرب هطول المطر الذي انهمر مصحوبا بالرعد والرياح منذ الساعة الرابعة، لهذا السبب أيضا انتقلت اليوم من مكاني في السطح إلى البيت.

الاثنين 24/3/1884 م
حان الوقت الآن لكي أقف بنفسي على أطلال بلدة العلا القديمة، فمنذ أسبوع وأنا محبوس داخل أسوار هذه البلدة اللطيفة التي لو لم يكن فيها نقوش كثيرة تملأ علي وقت فراغي لما تمكنت من البقاء فيها. وفي الحقيقة كنت طوال هذه المدة أتطلع إلى القيام بجولة على الأقدام خارج أسوار البلدة، وكم كنت أتمنى أن تكون هذه الجولة على ظهر الجمل كي أتمكن من مشاهدة جميع الآثار القديمة هناك.

تجمع مع شروق شمس هذا اليوم في قهوة سعيد ثلاثة وعشرون شخصا كلهم مسلحون، وما هي إلا برهة من الوقت حتى وصل العديد من قطعان الماشية والحمير والنساء والأطفال كلهم يرغبون في استغلال هذه الفرصة النادرة ليصلوا إلى مواطن الأعشاب التي لا تبعد سوى ربع ساعة من المسير خارج أسوار بلدة العلا. وأخيرا خرج الجميع يتقدمهم مجموعة من الكشافة (المستطلعين، العيون) الذين كانوا يصعدون كل مرتفع من الأرض زاحفين على بطونهم كي يراقبوا كل مكان أمامهم. في هذه الأثناء رأينا بعضا من قطاع الطرق المنتمين لقبيلة بلي، . ولكنهم اضطروا للتراجع وهم يرون تلك الجموع الهائلة من الناس تتقدم نحو الأمام. تقع الأطلال الأثرية في مكان مرتفع من الأرض في بطن الوادي المحصور بين الجبال العالية، وهي عبارة عن أكوام متفرقة من قطع الأحجار الرملية الحمراء، والى اليمين واليسار من هذه الأطلال الأثرية ينمو العديد من أشجار الطلح والأعشاب، وفي وسط التلال الأثرية يبرز حوض منحوت من الحجر الرملي بحجم ضخم جدا بداخله ثلاث درجات متداعية، وهو ما يطلق عليه أبناء المنطقة حلاوية النبي صالح، لاعتقادهم أن ناقة النبي صالح ذات الحليب الوفير تشرب منه. علاوة على ذلك عثرت هناك على اثنتين من أرجل التماثيل، الأولى كبيرة وتفوق الحجم الطبيعي وعلى قدمها آثار النعال ، أما الثانية فهي صغيرة. شاهدت هناك على سطح الموقع العديد من بقايا الأواني الحجرية، كما أحضر لي الأطفال أيضا كسرة من تمثال صغير الحجم يصل ارتفاعه حوالي ثلاثين سنتمترا، ذي تسريحة شعر تشابه تلك التي نراها على التماثيل المصرية القديمة، وربما تكون تلك الرجل الصغيرة التي ذكرتها آنفا تابعة له. أما بالنسبة للمقابر فهي هنا بسيطة جدا ولا يزال يوجد داخلها بعض بقايا التوابيت الخشبية، وكسر من الأحجار، وبعض الأواني الفخارية، وقطع من الأكفان. وفي أحد المنحدرات عثرت على كميات كثيرة من خبث المعادن ذي اللون الأخضر والأسود، يلاحظ القارئ أماكن وجودها على المخطط المرفق لبلدة العلا.

إضافة إلى ذلك وجدت عددا كثيرا من النقوش، جميعها تنتمي إلى مجموعة الكتابات السامية الجنوبية (معينية، لحيانية)، ماعدا واحدا منها فهو نبطي، ويحتوي على علم لشخص متبوع باسم أبيه.
انطلقت بعد ذلك لمواصلة طريقي من الشمال باتجاه الجنوب نظرا لاعتقادي أنني سأجد هناك على صفحات الجبال آثارا من العصور القديمة، في هذه الأثناء ذكر لي رفاقي عدم وجود آثار في الجهة الجنوبية الغربية، ونصحوني بعدم الذهاب إلى هناك لخطورة تلك المنطقة، ولكنني لم أقع تحت تأثير تحذيرهم، بل واصلت طريقي يرافقني أربعة رجال مسلحين، وبينما كان رفاقي يسيرون بموازاتي في بطن الوادي إلى الأمام شاهدت هناك على صفحة الجبل أربع فتحات بداخلها أربعة تماثيل خرافية ذات أسنان بارزة إلى الأمام كل اثنين منها بجانب بعضهما البعض، وتذكر إلى حد كبير بأشكال المنحوتات المصرية والمكسيكية القديمة، وبين الاثنين الأولين نقش كتب بخط جيد. ولكنني بسبب علوه وصعوبة الطريق إليه لم أتمكن من مشاهدته بوضوح، كذلك الحال أيضا بالنسبة للنقوش الأخرى التي كتبت على ارتفاع يتراوح ما بين 10- 15 مترا.

حين بدأت أشعر بالتعب والإنهاك نزلت إلى مخيم رفاقي حيث أعدت هناك القهوة الحلوة والعادية. بعد ذلك بدأت مسيرة العودة، حيث ظهرت أمامنا بلدة العلا ببساتين نخيلها وأسوارها الطينية وهضبة أم ناصر التي تتوسطها، وبينما كنا على مقربة من البلدة لاحظت أن الأطراف العليا لأسوار البلدة مزينة بالزخارف، حقا لقد كانت مسيرة العودة أشبه ما تكون بموكب للنصر، فالجميع كانوا سعداء بنجاح الرحلة دون حدوث أي تصادم مع قطاع الطرق، نعم لقد ابتهج الجميع لمجرد خروجهم، والآن سعادتهم أكبر وهم عائدون سالمين إلى بلدتهم. كانت قطعان الماشية تتقدم الجميع إلى الأمام نحو البلدة، وخلفها أسير أنا ممتطيا ذلولي التي أثارتها كثرة الذباب، ومن خلفي يسير حاكم البلدة سعيد، ومن ورائه يسير الرماة في طابور مستقيم يتقدمهم شخص يرقص وهم يطلقون الواحد تلو الآخر نيران بنادقهم مما جعل واحدا منهم يسقط على الأرض من شدة إطلاق النار، وفي هذه الأثناء وبينما كنت أسمع صوت إطلاق النار كنت أعتقد في كل لحظة أن تستقر الطلقة القادمة في ظهري. بعد أن وصلنا إلى البلدة التقيت مع شخص اسمه غضيان سوف يرافقني خلال رحلتي القادمة إلى الوجه، وهو شقيق كبير شيوخ قبيلة بلي المدعو مرزوق بن رويحل، وبعد تباحث بسيط أعرب عن استعداده لمرافقتي مقابل 20 مجيديا، وقال إن الأمر يحتاج أيضا إلى بعض الرجال لتوفير الحماية الكافية. لقد كان الرجل شابا ويوحي بالثقة، وكان برفقته خادمه عبيد الذي كان يمتطي ذلولا أوضح (أبيض). وفي المساء أحضر إلي في المنزل ذلك المذبح الصغير الذي يعلوه نقش لحياني والذي حاولت اقتناءه يوم أمس. نعم لقد كنت راضيا تمام الرضا على اقتنائي إياه، كيف لا وقد أصبح خلال فترة طويلة بمثابة الدرة بين كافة مجموعاتي، إنه الآن موجود في مكتبة جامعة شتراسبرج. بعد ذلك وبينما كانت الأمطار تنهمر إلي الشمال والشرق من البلدة ذهبت إلى فراشي والسعادة تغمرني على نجاح مسعاي لهذا اليوم.

الثلاثاء 25/3/1884 م
من المقرر أن ننطلق اليوم نحو الحجر، ذلك الهدف الذي أشتاق إليه دوما، فهناك توجد النقوش الرائعة والكبيرة التي وصلت أولى المعلومات الدقيقة عنها إلى أوربا من خلال (داوتي)، تلك النقوش التي حفزت حماسي للقيام برحلتي إلى الجزيرة العربية، والتي آمل أن أخرج منها بنتائج كثيرة حول تاريخ العرب والأنباط.

قبل الرحيل إلى هناك قمت بنسخ ثلاثة نقوش سامية جنوبية كانت توجد في بستان للنخيل يقع على مسيرة نصف ساعة باتجاه الشمال. ثم أعددت كل شيء استعدادا للسفر الذي تأخر حتى الظهر، في هذه الأثناء وبينما كنت أنتظر اكتمال تجهيزات الرحلة رأيت غلاما يرتدي قطعتين رقيقتين من القماش، الأولى لفها على صلبه والثانية وضعها فوق رأسه، حيث تعرض قبل قليل لحالة سلب من قبل أفراد قبيلة بلي.
انطلقنا بصحبة مجموعة كبيرة من الناس الذين رافقوني حتى بوابة البلدة. وهنا ودعت العلا ونقوشها وسكانها الفضوليين وذبابها وأوساخها. حقا لقد وجدت فيها أشياء ممتعة، ولكن أشياء أخرى أكثر إمتاعا تنتظرني الآن. بالتأكيد لم يكن ذلك هو الوداع الأخير للعلا فسأعود إليها بعد أيام قلائل، مثلها مثل هوبر الذي ودعته قبل أيام ثم رأيته، وكما يقول المثل المحلي هنا: (المخيط مرتين يعيش أطول)، نعم فبعد أن ودعت هوبر والعلا للمرة الثانية لم أرهما بعد ذلك طوال حياتي. انطلقنا في حوالي الساعة الثانية عشرة، حيث كنت أسير خلف غضيان الذي كان يتقدمنا مع رديفه عبيد راكبين ذلولا وضحاء (بيضاء) ومعهما بعض أمتعتي، كان في مقدورنا هذه المرة نتيجة لمرافقة هذا البلوي لنا أن نسلك طريقا مباشرا باتجاه الشمال عبر شعيب العذيب، في حين اضطررنا في يوم السادس عشر من شهر مارس السير عبر طريق غير مباشر نحو العلا، وذلك بسبب تخوفنا من أفراد قبيلة مرافقي الذين كانوا يقطنون في تلك الأنحاء، مما جعل الطريق آنذاك غير آمن بالنسبة لنا. لقد شاهدت هناك في شعيب العذيب عددا من النخيل المهملة والأدغال التي توسطها الآبار، وذلك ما يجعل منه ملاذا مناسبا لقطاع الطرق واللصوص. بعد هذا الشعيب انحرف طريقنا باتجاه اليسار عبر مجموعة هضاب القرضية. بعد ساعتين تقريبا من المسير مررنا بجوار جبل مكتظ بنقوش ذات خطوط مختلفة، حيث تعلو صفحاته نقوش كتبت بالخط الآرامي القديم والخط الثمودي والخط النبطي والخط اليوناني والخط اللاتيني، وما تنوع هذه الخطوط هنا إلا شاهد واضح على العمق الحضاري
والتعاقب التاريخي لبلدة الحجر. أما موضوعات هذه النقوش فتندرج تحت ما يسمى (نقوش الذكريات) التي من خلالها خلد أولئك القدماء أسماءهم على مر الزمن. يقول المثل الألماني (يد المجنون تلطخ (توسخ) الجدار والطاولة)، ولكننا نحن المتخصصين بالنقوش والخطوط القديمة في غاية البهجة، لأن أيادي أولئك القدماء امتدت إلى الجدار والأحجار لتدون عليها أسماؤها، فحتى وإن كانت المعلومات التي تحتويها تلك النقوش عديمة المعنى والأهمية، فمن تلك الحروف القليلة يمكن للمرء أن يستنتج معلومات قيمة حول التاريخ واللغة والحضارة والدين وتاريخ تطور الكتابة. حقا لقد توقفنا طويلا أمام صفحة ذلك الجبل على الرغم من أن مرافقي كان مستعجلا ولم يكن يرغب في حقيقة الأمر بالتوقف، لذلك فلم يسمح لي بنسخ تلك النقوش الواقعة إلى الشرق من الطريق. وهكذا اضطررت للموافقة، وقلبي يتحسر على عدم تمكني من نسخ بعضها، ولكن أملي أن يهتم بها المختصون لاحقا.

اقتربنا الآن أكثر من بنايات المقابر الرائعة في مدائن صالح ذات النقوش النبطية الطويلة على واجهاتها، والتي من أجلها كان الهدف الرئيسي لرحلتي إلى جزيرة العرب. لقد رسمت منظرين توضيحيين لعلهما يوضحان كيف كانت تبدو تلك المقابر من بعيد. حينما اقتربنا من المقابر ترجلنا وتركنا الجمال ترعى تحت بصر عبيد، أما أنا فأسرعت إلى المقابر وبدأت أرسمها بهمة وعزم.

كانت المقابر منحوتة في الصخر وتكتظ واجهاتها بالعديد من الزخارف والأشكال المصورة بشكل بارز على الصخر، ولعل الرسوم التوضيحية المرفقة تقدم فكرة بسيطة عن الأشكال الرئيسة على واجهات تلك المقابر. أما أجمل هذه المقابر وأكبرها- إلى اليمين أسفل الرسمة - هي تلك التي تسمى مقبرة الفريد.
و الآن لنلقي نظرة على المقبرة من الداخل فهي تحتوي على أرائك (أسرة) الموتى المشابهة لأدراج فارغة أو حفرة مستطيلة منحوتة في جدار صخري، بعضها منحوت في أرضية المقبرة وكأنها توابيت غير مغطاة. كانت النقوش النبطية الرائعة التي نشرت ترجمة لها في كتابي (نقوش نبطية من الجزيرة العربية) توجد فوق مداخل المقابر. ومن الملاحظ أيضا أن بعضا من هذه المقابر خالية من أي نقوش وبعضها يظهر فوقها تجويف صغير ربما كان مثبتا عليه فيما مضى لوح من المرمر أو البرونز. جدير بالملاحظة أيضا أن كافة النقوش المكتوبة على المقابر هنا نبطية الخط، مما يعني أننا انتقلنا من الحميريين في العلا إلى النبطيين في الحجر، وهذا ربما يشهد بدوره على أن العلا كانت مستودعا للبضائع التجارية القادمة من جنوب جزيرة العرب، وأنها كانت بمثابة المستقر للتجار المعينيين والسبئيين، أما الحجر فهي مركز الآراميين أو العرب المتأثرين بالثقافة الآرامية، وهنا يمكن القول أيضا: إن المنطقة الواقعة في الوسط بين البلدتين كانت بمثابة المكان الذي يتبادلون ويعيدون فيه تصدير بضائعهم التجارية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل كلتا المدينتين ازدهرتا في وقت واحد، أم أن الحجر احتلت مكانة العلا بعد أن قلت أهميتها؟

من هم أولئك الثموديون أو بنو ثمود الذين لا يزال ذكرهم مستمرا حتى اليوم على ألسنة الشعوب العربية؟ يعتقد السكان المحليون هنا بالرغم من وجود بقايا العظام البشرية وبقايا أخشاب التوابيت أن تلك المقابر المنحوتة في الصخر كانت مساكن الثموديين القدماء.


















عرض البوم صور جلال الدرعان   رد مع اقتباس

قديم 03/07/11, (06:36 AM)   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
جلال الدرعان
اللقب:
مشرف منتدى الخواطر والقصص

البيانات
التسجيل: 17/12/10
العضوية: 6107
الدولة: الجبيل
المشاركات: 1,418
بمعدل : 0.29 يوميا
معدل التقييم: 43
نقاط التقييم: 541
جلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدود


الإتصالات
الحالة:
جلال الدرعان غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جلال الدرعان المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي رد: دراسة عن قبيلة عنزة Anza tribe bin Wael

وهذا ألاعتقاد ليس تقليدا متوارثا من العصور القديمة بل إنه يستند على ما ذكر في القرآن، فقد حدثت آيات عدة من القرآن عن شعب ثمود، وعن بيوتهم المنحوتة في الصخر، وعن عدم استجابتهم لدعوة النبي صالح (عليه السلام)، وعن معاقبتهم بالزلزال . هكذا في السور رقم 7/71-76 (سورة الأعراف )15/ 80 وما بعدها (سورة الحجر)، 26/ 141 وما بعدها (سورة الشعراء) 89/8 (سورة الفجر) من هنا يبدو أن ذاكرة العرب لم تعد منذ القرن السادس الميلادي تنظر إلى تلك البنايات المنحوتة في الصخر على أنها مقابر، بل اعتبرتها مساكن لقوم ثمود، كما تشير إلى ذلك أيضا تلك الروايات العائدة لفترة النبي الذي مر بنفسه على بلدتي الحجر والعلا أثناء رحلته إلى الشمال.

من جانب آخر يبدو آن اسم الأنباط لم يكن خلال القرن السادس الميلادي معروفا على الإطلاق في تلك المنطقة، على العكس من ذلك نجد أن ذكره استمر إلى وقت متأخر في مناطق أخرى مثل سورية وبلاد الرافدين (العراق). نعم فمن المؤكد أن ثمة قبيلة تدعى ثمود استوطنت تلك المنطقة في فترة العصر الجاهلي، فالاسم ثمود يظهر أنه مثبت في مجموعة النقوش التي يطلق عليه المختصون اسم (النقوش الثمودية). وقبل أن نترك هذه المنطقة اتجهنا في جولة نحو المنطقة الجبلية لكي نلقي تحية الوداع عليها.

اتجهنا بعد ذلك إلى قلعة مدائن صالح، وهناك دهشت كثيرا حينما التقيت بهوبر ومحمود ونومان ومعهم جمالهم ذات الأوجه التي تنم عن ذكاء وفطنة. ففي اليوم الذي تعرض فيه حيلان للنهب نجا هوبر بأعجوبة من غارة أخرى، مما اضطره إلى قضاء الليل وبضع ساعات من النهار برفقة الحيوانات في أحد المخابئ، ولكنه بسبب حذره تمكن من الوصول إلى قلعة مدائن صالح، وقد عرف هنا أن خمسة عشر رجلا من أفراد قبيلة بلي يترصدون له ولصناديقه الذهبية في الخارج، ونظرا لأنه شعر بالحصار داخل الحصن حاول الخروج إلى منطقة المقابر كي يعمل هناك بعض البصمات للنقوش، ولكنه ورفاقه اضطروا للهروب مرة أخرى تحت وطأة مطاردة أفراد قبيلة بلي لهم، وبينما كانوا يهرولون هاربين على جملهم تشابكت الحبال بالسلم الذي كان بحوزتهم فسقطوا من على ظهر الجمل وولوا هاربين ليختفوا عنهم بين الصخور. في أثناء ذلك أخبرني هوبر أنه بعث برسالة إلي مع رسول إلى العلا ولكنني لم أره ولم نصادفه خلال الطريق.
التقيت في القلعة كذلك مع شخص يدعى علي بن سعيد كان عائدا من غزو مع الأمير، ويحمل معه رسالة من حمود العبيد إلى عبدالعزيز العنقري في تيماء، وقد استهلت تلك الرسالة بالآتي:
(تحيات من حمود العبيد إلى العنقري...)، ثم تلتها عبارة توبيخ له بسبب عدم إكرامه لنا كما ينبغي، وكذلك على عدم تقديمه المساعدة الكافية لنا في الحصول على أحجار النقوش، ثم وجه إليه أمرا بأن يرسل نقوشنا إلى حائل ولاسيما الملفوفة (المغلفة) منها وتلك التي عثر عليها في القصر، وقاعدة العمود التي أعيد استخدامها مدقة لطحن حبوب القهوة، وذلك الحجر الذي أخرج من البئر. طلب مني مرافقي غضيان البلوي إجازة لهذه الليلة كي يتمكن من الرجوع برفقة علي إلى العلا وذلك لحضور وليمة هناك، وقد غادر معه غلامان كانا ينتظران في القلعة من يرافقهم، حيث أخذ من كل واحد منهم مجيديا واحدا نظير تأمين الحماية لهم.

الأربعاء 26/3/1884 م
كان اليوم عظيما بالنسبة لي ففيه سأباشر العمل في نقوش الحجارة النبطية التي يرتبط فيها نجاح رحلتي إلى جزيرة العرب. وأخيرا وجدت السلم الذي أخفاه هوبر، كما أنه ولحسن الطالع لا يوجد اليوم ذباب كثير مقارنة بالأيام الماضية، نعم كل شيء مناسب لبدء العمل ماعدا هبوب الرياح، تلك الرياح التي سأتمتع باستنشاق هوائها الطلق لو كنت ممتطيا ذلولي وأسير عبر الصحراء، كما أنها ستسعدني لو كنت جالسا في سفينتي وهواؤها يرتطم بالأشرعة، حقا لقد كانت الرياح التي ألفت مرافقتي طوال أيام الرحلة تضطر المرء إلى البكاء والحيرة بل والجنون، فحينما يقف المرء هناك أمام نقش جميل والورق المبلل مقوسا بفعل هبوب الريح بين يديه، ثم يبدأ ذلك الغلام المسكين محاولا إبعاد النقوس من الورق بتحريكه هنا وهناك إلى الأمام توالى الخلف، ولسان حاله يقول مناجيا الريح: مهلا فلن نستسلم أو نستكين، فطالما أوراقنا قوية فلن تتمكني من تمزيقها رغم ما تنفخينه من هواء.
والآن بمجرد أن تهدأ الريح قليلا من الوقت نقوم على وجه من السرعة بلصق الورق المبلل على الحجر، ولكن بمجرد انشغال المرء لحظة من أجل إحضار الفرشة لطرق الورق المبلل وتثبيته على الحجر يجده قد تقوس من جديد، وبدلا من إضاعة الوقت في إعادة تثبيته يضطر المرء إلى معاودة العملية من جديد، ولكن هذه المرة بشيء من الحذر والذكاء، فبعد وضع الورق المبلل على الحجر تظل كلتا اليدين ضاغطتين على الورق بقوة، ولا ترفعان حتى تخف حدة الريح كي لا تدخل بين الورق والحجر وتؤدي إلى تقوسه من جديد.

عاد في حوالي الساعة الحادية عشرة غضيان من العلا، حيث انطلقنا في حوالي الساعة الثانية عشرة، خمسة على الجمال، واثنان يسيران على الأقدام متوجهان في البداية نحو المقابر الشرقية. ونظرا لعدم رغبتي في أي عوائق تحد من حركتي خلال عمليات بصم النقوش، فقد قمت بنزع ملابسي، ولم اترك سوى الثوب الذي ربطته بحبل على صلبي، ولكي أتحلى بشيء من الأدب أنزلته قليلا من أعلى إلى أسفل مدخلا طرفه في ذلك الحبل المربوط على بطني، لدرجة أن ساقي ومؤخرة رأسي ويدي عانت كثيرا من حرارة أشعة الشمس.

ونظرا لكون السلم ذي ثمانية الأمتار لا يصل إلى أماكن بعض النقوش فقد اضطررت إلى الوقوف تحت ذلك النحت البارز على بوابة القبر الذي تسبب في حجب مجال الرؤية أمامي، فلم أستطيع سوى نقل جزء من النص، وحتى ذلك الجزء الذي قمت بنسخه لم يكن مكتملا، بسبب وقوفي بصورة متعامدة تحت النقش. علاوة على النقوش عثرت هناك في بعض المقابر على قطع من خشب التوابيت.

أنهيت عملي في حوالي الساعة الرابعة بعد أن كافحت من أجل نقوشي كما يناضل الليث للحصول على فريسته، وقد تمكنت على الأقل من عمل بضع نسخ جيدة لبعض النقوش الكبيرة، ولكنني على الرغم من استخدامي لورق مزدوج لم أتمكن بسبب دخول الهواء بين الحجر والورق من التخلص من التقوس والانتفاخ على سطح الورق، وكمحاولة لمعالجة ذلك قمت بقص كل انتفاخ على الورق إلى أربعة أجزاء ثم أعدت لصقها قطعة قطعة على الحجر. لذلك فقد افتقدت البصمة جمالها وانسيابها، أما أشكال الحروف فقد كانت ولله الحمد واضحة. لقد وجدت أن من المناسب في مثل هذا العمل أن يقوم المرء بطي مجموعة من الورق مع بعضها البعض ثم وضعها فوق قطعة من الجلد تمنع تسرب الماء، وأخيرا يتم تثبيت الورق المبلل على الحجر. خلال مساء هذا اليوم قام هوبر بالإعداد لرحلته التي تقرر أن تنطلق قبل طلوع شمس يوم الغد حتى لا يتمكن رفاقي المنتمين لقبيلة بلي من ملاحظة وجهة الطريق الذي سيسلكه، وقد كان يريد أن يسلك طريقا باتجاه الشمال إلى قبيلة الفقراء الذين رفضنا دعوتهم لنا في يوم الخامس عشر من شهر مارس.



الخميس 27/3/1884 م
رحل هوبر قبل شروق الشمس حيث تمنى بعضنا لبعض أفضل الأمنيات، بعد ذلك انتابني شعور بالقلق والخوف مشابه لذلك الذي شعرت به في يوم التاسع عشر من شهر مارس، ولكن مشاعر الخوف تلك سرعان ما تبددت وحل محلها التفكير النقوش. وبعد أن غادر هوبر يرافقه محمود ونومان اتضح لي أن نومان الكلب استبدل حبل ناقته (رسن) المهترئ بحبل ناقتي الجميل والقوي. بعد أن انتهينا من تناول طعام الإفطار مباشرة وصل إلى هنا رسول سعيد من العلا حاملا معه الخطاب الذي أرسله هوبر لي حينما كنت في العلا، وخطابا آخر لهوبر، وفي الوقت نفسه طلب مني سعيد أن أخبره عن طريق مبعوثه بالساعة التي سأعود فيها إلى العلا، حتى يتمكن هو ومجموعة من الرماة إلى الخروج لملاقاتي، بعد ذلك خرجت مع أولئك البلويين (من قبيلة بلي) ومبارك وابن أخيه المدعو خالد إلى منطقة الأطلال الأثرية وبالذات إلى المكان الذي أخفينا فيه بالأمس السلم وبعضا من أوراق بصم النقوش. كانت الرياح اليوم أقل حدة منها في الأمس، ومن أجل تسهيل حركتي خلال العمل ارتديت قميصا و بنطلونا مشابهين لتلك التي يرتديها الصيادون. كانت النقوش التي سنعمل على استنساخها اليوم ترتفع إلى حوالي ستة أمتار، لذلك فلن أحتاج إلا إلى ثلاثة أجزاء من السلم ذي أربعة الأجزاء. وهناك في الجزء الشرقي من المنطقة الأثرية تقع حجرتان كبيرتان منحوتتان في الصخر يطلق عليهما الأهالي المحليون مسمى الديوان أو المسجد، ويوجد بداخلهما عدد من المحاريب ترتفع حوالي المترين عن سطح الأرضية. بعد أن شعرت بالتعب والعطش رجعت إلى القلعة والوقت يقارب الساعة الرابعة. وفي المساء تسبب التعب الشديد والتفكير بالعمل والخوف من المصير إلى عدم قدرتي على النوم.

الجمعة 28/3/1884 م
كان هذا اليوم مخصصا أيضا للعمل في نقوش الحجر، ولكنه سيكون اليوم الأخير، لذلك استجمعت قواي كافة لكي أنهي العمل كما ينبغي، فبعد الإفطار مباشرة انطلقت برفقة البلويين ومحمود مع ابنه الصغير خالد والخادم مبروك لاستكشاف المقابر الجنوبية والشرقية التي من أجملها وأكثرها زخارفا تلك التي تسمى مقبرة الفريد.

كانت الرياح اليوم قوية ولكنها لن تخيفني فاليوم يجب أن أحقق أهدافي، لذلك لم أترك نقشا واحدا دون أن أستنسخه، فقط هي مرة واحدة تمكنت الريح من هزيمتي، ذلك حينما عصفت بهبوبها وأنا فوق السلم المتكئ على جدار أحد المقابر الكبيرة أحاول جاهدا تقريب الورق المبلل من النقش لتثبيته عليه، ولكن دون جدوى، فالريح كانت تدفع بهبوبها الذي أدى إلى انتشال الورق من الحجر، وحيث إن هذا النقش لم يكن ذا خط جيد توقفت عن المحاولة خوفا من إهدار الوقت، لم تتوقف الريح عن مكرها وخبثها فقد خطفت مني ثلاث ورقات، بينما كنت أنزل السلم لتودعها عاليا في الزوايا المثلثة الشكل الواقعة إلى اليمين والشمال من واجهة القبر. بعد الظهر قمنا بعمل شيء من القهوة انتعشنا بشربها من عناء العمل.

بعد أن أنهيت عملي دون رجعة تبين لي أنني قمت باستنساخ ستة وعشرين نقشا كبيرا، وهي كل ما تمكنت من العثور عليه هناك إذا استثنينا ذلك النقش الوحيد الذي حرمتني الريح من نسخه، علاوة على ذلك تمكنت من نقل عدد كثير من النقوش القصيرة. غادرنا في مساء اليوم الخادم مبروك إلى العلا كي يخبر سعيدا بخروجنا من مدائن صالح مع طلوع شمس يوم الغد، حتى يتمكن من الخروج لملاقاتنا هو ورجاله المسلحون. وفي أثناء الليل وبينما كانت الظلمة تخيم على المكان سمعنا أصوات الكلاب تنبح خارج القلعة منبئة عن قدوم شخص غريب، وسرعان ما ظهر أمامنا ثلاثة أشخاص من قطاع الطرق المنتمين لقبيلة جهينة، وخلال الليل بدأ أولئك الجبابرة مع لعبتهم المشؤومة التي سرعان ما تحولت إلى مشاجرة مأسوية عنيفة بينهم.

السبت 29/3/1884 م
انطلقنا في حوالي الساعة السابعة صباحا تاركين مدائن صالح خلفنا. حقا لقد كنت منشرح الصدر وفي غاية السرور وأنا أودع ذلك المكان الخالي وتلك المنطقة المقفرة قائلا (مع السلامة)، لم لا فقد أنهيت عملي وأكملت واجبي وحققت أهدافي وكل ما أتمناه الآن هو أن أكون في الوجه. كان يرافقنا خلال رحلة العودة إلى العلا أولئك اللصوص الثلاثة من قبيلة جهينة راكبين على ظهر ذلولين، وقد كنت بين الفينة والأخرى أنظر في وجوههم الكالحة فكانت تبدو أمامي كأنها وجوه أشخاص منحوسين ليس فيها شيء قط من ملامح حسن النوايا. كان طريقنا اليوم هو الطريق نفسه الذي سلكناه في يوم الخامس والعشرين من مارس والمسمى درب الجندي، وهناك أمام ذلك الجبل الذي وجدت فيه خلال رحلة الذهاب إلى مدائن صالح نقشا إغريقيا (يوناني) عثرت اليوم فيه على نقش نبطي مؤداه(تحيات (سلام) عالة بن حرم) ولعل محتوى هذا النص هو بمثابة وداع لي من جزيرة العرب ومن انشغالي بجمع النقوش، ولكن والد صاحب النص يدعى حرم، وكلمة حرم وحرامي (لص) يتشابهان في اللفظ ويشتقان من جذر واحد، فهل يكون ذلك نذير شؤم بالنسبة لي؟ بينما كنا نسير في الطريق شاهدت نباتا أبيض كالثلج وجافا يشابه الهراوة (العجراء) العربية و يسمى البرنوق. وحينما وصلنا إلى وادي العذيب وجدنا هناك حملة البنادق الذين أرسلهم سعيد لاستقبالنا، ومنذ تلك اللحظة كان في وسعي أن أدخل مسدسي في جرابه. كانت السماء مغطاة بطبقة تشبه الضباب جعلت الأعين تتألم حينما يرتفع البصر و الشعاع المنبعث من السماء، كما أدت إلى زيادة في حرارة الطقس. بعد وصولي إلى العلا ، مباشرة كان علي أن أقوم بشراء الأشياء المطلوبة كافة التي توقعت أن يهديني إياها سعيد، فاشتريت تمرا، ودقيقا، وتبغا، وفناجين، وثوبا نسائيا محليا… الخ. بعد ذلك جاء إلي خادم مرزوق الذي أصبح الآن ماهرا وخبيرا باكتشاف النقوش ليخبرني بأنه خلال غيابي أكتشف ثلاثة نقوش حميرية في بساتين النخيل، فذهبت إلى هناك لاستنساخها، ولكن تبين لي هناك أنه سبق لي استنساخ اثنين منها. وصل اليوم إلى هنا اثنان من إخوة مرافقي غضيان البلوي لكي يقوما بمرافقتنا إلى الوجه، كان الكبير اسمه سالم، أما الصغير فيدعى محمودا. وعند المساء كانت السماء ملبدة بالغيوم، وأثناء الليل هبت عاصفة مخيفة أثارت غبار العلا الذي ألمحنا إلى ذكره سلفا فوق سطوح المنازل بصوره تفوق الوصف مما اضطرني إلى إنزال فراشي من هناك إلى داخل البيت.

الرحلة القادمة من العلا إلى الوجه
ترجمة سعيد السعيد- رحلة داخل الجزيرة العربية

في ترجمة سعيد السعيد ص202 ورد اسم عشيرة العليدة والمقصود هم عشيرة الإيدا


















عرض البوم صور جلال الدرعان   رد مع اقتباس

قديم 03/07/11, (06:37 AM)   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
جلال الدرعان
اللقب:
مشرف منتدى الخواطر والقصص

البيانات
التسجيل: 17/12/10
العضوية: 6107
الدولة: الجبيل
المشاركات: 1,418
بمعدل : 0.29 يوميا
معدل التقييم: 43
نقاط التقييم: 541
جلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدود


الإتصالات
الحالة:
جلال الدرعان غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جلال الدرعان المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي رد: دراسة عن قبيلة عنزة Anza tribe bin Wael

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله علية وسلم وبعد .

مقدمة بسيطة عن المؤلف ..

هو هارولد ريتشارد ديكسون , عمل سياسيا حيث عين وكيلا سياسيا في منطقة الفرات والعراق , ووكيلا سياسيا في البحرين , وسكرتيرا للمقيم السياسي في الخليج العربي ,ووكيلا سياسيا في الكويت .كتب عن الكثير من الاحداث التي مرت بها الجزيرة العربية والمنطقة ككل خصوصا من بالفترة الواقعة بين عامي 1920 و1930 م .من المؤلفين القلائل الذين كتبوا عن تاريخ الكويت واحداثها , وربطته صداقة بالملكعبدالعزيز رحمه الله .

ماتم ذكره عن قبيلة عنزة ..

بدا ديكسون بالحديث عن اسرة ال صباح وجاء في مستهل حديثه ..

تنحدر اسرة ال صباح النبيلة الاستقراطية من بني عتب ( او العتوب ) وهم اصلا من البدو الخلص , ويشكلون فخذا من بطن الدهامشة من قبيلة العمارت من عنزة شرفاء المنبت والنسب , ويسكنون الان في العربية السعودية والعراق وسوريا .وفي شهر اكتوبر من العام الذي تولى فيه الشيخ عبدالله السالم الامارة اخبرني اثناءحديث دار بيننا انة في حوالي العام 1710 م , اضطر القحط الرهيب والمستمر ال صباح وكانت لهم السيادة في ذلك الوقت على قبيلة عنزة الكبيرة كلها , الى الهجرةمن اراضي نجد الداخلية بحثا عن مكان اقل مشقة يعيشون فية , وخرج معهم ال خليفةوهم اسرة اخرى من العمارات .تحركوا في باديء الامر صوب الجنوب الى وادي الدواسر , ولكن عندما تبينوا ان الاوضاع هناك ربما كانت اكثر مشقة مما هي علية في نجد , عادوا من حيث اتوا وتوجهوا الى الزبارة في شبة جزيرة قطر , تصحبهم عدة عائلات كريمة واقل نفوذامن العمارات . منهم ال زايد ( ويعرفون الان بال غانم ) ( و ال صالح ) ( وال شملان ) .ووفقا للتعبير اللفظي المستخدم في ذلك الوقت ؛؛ عتبت ؛؛ الاسر المهاجرة الى الشمال اي تحركوا نحو الشمال , ومن هذة الكلمة القديمة كما يقول فخامته اشتق اسم بني عتبة , اي القوم الذين عتبوا وانتقلوا , ولم يكن بحال من الاحوال اسم فخذ من بطن العمارات من قبيلة عنزة .

تعليق ..

ذكر ديكسون ان ال صباح ينتمون الدهامشة والصحيح الى البجايدة من السلقا , ويجتمع الفخذان في العمارات .لم يذكر التاريخ يوما سيطرة اسرة ال صباح على قبيلة عنزة كافة , وهذا لم يحدث ولم تتحدث به السنة الرواة , وقد تكون مبالغة كبيرة نتيجة لوضع الاسرة الجديد في الكويت في ذلك الوقت .بالنسبة لهجرة ال صباح من نجد فقد تحدثت بعض الكتب عن هذة الهجرة واسبابها .بعد ذلك ذكر الكاتب ان ال خليفة حكام البحرين , هم وال صباح في الكويت من العمارات من عنزة .

بعد ذلك تحدث الكاتب عن قبيلة عنزة ومما جاء ذكره
..

قبيلة عنزة من قبائل الاشراف التي ينتشر ابناؤها في نجد والعراق وسوريا .وهي اقوى القبائل البدوية جميعا سواء برجالها ( حوالي سبعة وثلاثين الفا من الذكور) , او بما تملكه من الجمال ( حوالي مليون ) .وتنقسم عنزة الى ..
العمارات ..وكان ابرز شيوخها هو فهد الهذال وعندما توفي خلفه ابنه محروت الهذال , وال صباح وال خليفة ينتمون الى العمارات , والواقع ان الشيخ محروت يدعي انه الرئيس الشرفي لهاتين الاسرتين , وقد المح الى ذلك اثناء الزيارة الاخيرة التي قام بهاالشيخ عبدالله ال صباح الى بغداد , وعندما حدثني سموه عن هذة الواقعة اضاف معلقا( وقال ذلك بكل جدية ) .
ومن العائلات المعروفة من العمارات , والتي تقيم في الكويت , نذكر ( ال صالح )
وكبيرها عبدالملك الصالح , و ( ال شملان ) وكبيرها محمد الشملان , ( وال غانم )
وكانت تعرف بال زايد , وكبيرها احمد الغانم , واما الشيخ الحالي للدهامشة فهو ابن مجلاد .

الفدعان .. وشيخها هو ابن مهيد

الرولة ..وابرز شيوخ هذة الجماعة الشهيرةالتي تعيش في نواحي دمشق هو فواز بن نوري ال شعلان . وهناك فخذ لهذة القبيلة هو المصاليخ يدين بولائه لسوريا , والملك سعودنفسة من سلالة المصاليخ , اما ال هذال وال شعلان , الذين يعتبرون انفسهم رؤؤس عنزة بكل فروعها , فيزعمون انهم ارفع شانا حتى من ابن سعود وابنه , الحاكم الحالي.

السبعة ...

استنادا الى ماذهب اليه كارل راسون , مولف كتاب ( خيام شبه الجزيرة العربية السوداء ) , فان فهد المصرب الشيخ الحالي للسبعة , هو احد الخلفاء المباشرين للشيخ مجول المصرب , الذي تزوج السيدة الشهيرة الليدي الن برو .ويقول عن فخذ المصاربة من السبعة , انهم مازالوا يعتبرون من اكثر قبائل الصحراءالكبرى عراقة من ناحية الدم .

ولد علي ...
فخذ هام من عنزة يعيشون غرب نجد , واكبر عائلاتهم المعروفة ال سمير .


تعليق ...

من المعلوم ان للكثير من افخاذ عنزة الكبرى استقلالا بالمشيخة , ولاتتبع افخاذ لافخاذ اخرى , بل تكون لها مناصرة ضد اي عدو اجنبي .بالنسبة لكلمة نقاء الدم ارجح ان الكاتب يقصد نقاء دم الخيل العربية الاصيلة لدى فخذالسبعة لانهم اشتهروا باشهر مرابط الخيل العربية الاصيلة .حينما تطرق الكاتب الى ذكر قبية ولد علي , لم يتطرق الى بعض الاقسام والشيوخ فالحمامدة مثلا يراسها الايداء , والمشادقة يراسها الطيار .


وجاء ذكر للامام محمد بن سعود حيث اشار انه في حوالي عام 1742 نجح محمد بن عبدالوهاب في اقناع محمد بن سعود حاكم العارض بما يدعوا اليه , ومحمد بن سعود
ينتمي لقبيلة المصاليخ من عنزة .


وحينما تطرق الكاتب الى معاهدة المحمرة ذكر انه نظرا لان شيوخ قبائل عنزة العمارات والدهامشة , يمتلكون مساحات من الارض حول كربلاء منذ امد بعيد , فهم يدخلون في عداد القبائل العراقية الاصيلة , ولذلك لامجال لدراسة اوضاعهم .واثناء تناوله موضوع مؤتمر العقير ذكر ان السير بيرسي كوكس سيحضر والشيخ فهد بك الهذال رئيس مجموعة العمارات .وفي تعليق للكاتب ذكر ان السيد بيرسي كوكس اخطأ باحضار الشيخ فهد بك الهذال
معه , لانه هو ونوري ال شعلان من الرولة من عنزة , كانا على قناعة بانهما اكبررؤس عنزة ويدعون انهم اعلى شانا حتى من ال صباح في الكويت وابن سعود نفسة وهو الان سيد الجزيرة العربية , ويرى في مخيمة رجلا من قبيلة يدعي مهما بلغ شانها انه اعلى منه منزلة واشرف نسبا .

تعليق ..

فات على الكاتب ان الشيخ فهد الهذال يمثل ثقلا كبيرا ودورا محوريا في كافة شؤون العراق سياسيا واجتماعيا , وكان يمثل قوة كبيرة في العراق ومؤثرة جدا داخل نطاق العراق وخارجة , ورأيه يعتبر من الضروريات اللازمة في الشؤون العراقية نظرا لتاثيره وتاثير قبيلته الكبير على مسرح الاحداث وجمل الاوضاع في العراق .كانت المهمة الاساسية لمؤتمر العقير تسوية الحدود بين العراق ونجد وتسوية اوضاع القبائل ومراعيها .


















عرض البوم صور جلال الدرعان   رد مع اقتباس

قديم 03/07/11, (06:40 AM)   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
جلال الدرعان
اللقب:
مشرف منتدى الخواطر والقصص

البيانات
التسجيل: 17/12/10
العضوية: 6107
الدولة: الجبيل
المشاركات: 1,418
بمعدل : 0.29 يوميا
معدل التقييم: 43
نقاط التقييم: 541
جلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدودجلال الدرعان مـــبــــدع بـــلا حـــدود


الإتصالات
الحالة:
جلال الدرعان غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جلال الدرعان المنتدى : منتدى التاريخ والتراث العربي
افتراضي رد: دراسة عن قبيلة عنزة Anza tribe bin Wael


الأمير فاتسواف جيفوسكى وقبيلة الرولة




حكاية الأمير فاتسواف جيفوسكى W. Rzewuski 1785-1831
الكاتب د. استاذ مساعد أحمد نظمي
4 / 8 / 2007م









لا شك أن بولندا كدولة كان لديها اهتمام كبير بالشرق فقد تجاورت مع دولة شرقية إسلامية وهي الدولة العثمانية لفترة تاريخية ليست قصيرة، كما اتصلت مع شعوب شرقية تسكن في الجنوب الشرقي من أوربا كالأرمن والقوزاق والتتار وغيرهم من شعوب القوقاز.

وقد ظهر الاهتمام بالشرق على مستوى الدولة البولندية من خلال اهتمامها بتخريج عدد من المستشرقين الذين يتقنون لغات شرقية من أجل استخدامهم في أعمال وزارة الخارجية والمبعوثين الدبلوماسين والمترجمين إلى البلاد الشرقية، وعليه فلا يوجد غرابة في محاولتها تأسيس مدرسة للاستشراق للطلبة البولنديين في استنبول كي يتعلموا فيه اللغات الشرقية خاصة التركية والعربية، إلا أن هذا المعهد لم يلاقى نجاحا كبيرا وسرعان ما انتهي دوره بعد وقوع بولندا تحت الاحتلال. وبعد تعرض بولندا لاحتلال ثلاث دول هي روسيا القيصرية وإمبراطورية النمسا والمجر وبروسيا، وعلى إثر ذلك فر الكثير من مثقفي بولندا إلى خارج البلاد أو خضعوا لمستعمريهم وتعلموا على يديهم وفي معاهدهم، وأصبح لدينا جيلا جديدا من المستشرقين.

كما كانت هناك اهتمامات فردية مبكرة بالشرق من خلال مغامرين ورحالة بولنديين سافروا ورحلوا نحو الشرق سواء حبا في الترحال أو رغبة في العلم والمعرفة. . ومن أوائل هؤلاء الرحالة فاتسواف جيفوسكي. وهو من أسرة نبيلة، ابن كل من سيفيرين جيفوسكي القائد العسكري في الجيش الملكي البولندي وأمه كونستانزا من بيت ليمبورسكي، ولد في الخامس عشر من شهر ديسمبر كانون أول من سنة 1785 في مدينة لفوف.

رحل جيفوسكي مع أبيه وهو في صباه إلى مدينة فينا بعد التقسيم الثالث لبولندا، حيث تلقى هناك تعليمه وظهر اهتمامه بالشرق بتشجيع من يان بوتوتسكي الرحالة والكاتب البولندي الشهير. ظهر اهتمامه باللغة العربية والتركية آنذاك وتتلمذ على يد مستشرقين من أمثال جوزيف فون همر المستشرق النمساوي الشهير و ويوليوش كلابروث.

تعلم العربية في فيينا على يد واحد من الرهبان اللبنانيين وهو الأب أنطون عريضه، وهكذا تقرر مصيره وارتباطه بالشرق منذ مطلع حياته للعديد من الأسباب منها حبه للخيول وتلقيه التعليم على أيدي مهتمين بالدراسات الشرقية. كما انخرط منذ مطلع شبابه مع الأوساط البولندية الساعية نحو تحرير بولندا من ربقة الاحتلال الروسي.

وقد برز نشاطه الأستشراقى منذ بداية القرن التاسع عشر فنرى انه ساهم في النشر منذ عام 1808 مع مجموعه من المستشرقيين في المجلة الاستئراقية المتخصص المعروفة تحت عنوان مناجم الشرق Fundgruben des Orients والتي ظلت تصدر حتى سنة 1819، وقد صدر منها ستة مجلدات وقد اشترك في تحريرها العديد من مستشرقي أوربا ومنهم جوزيف فون همر، البارون دى ساسى والمستشرق جوردون وغيرهم [1] وكان عضوا في الكثير من الجمعيات والأكاديميات العلمية في ألمانيا وبولندا.

وبالرغم من السمعة الحسنة التي حصل عليها جيفوسكي في الأوساط الثقافية والأدبية إلا أن المعلومات عنه تعد قليلة وغامضة بعض الشيء ولا تتفق المصادر التي كتبت عنه في التفصيلات التي قد يحتاج إليها الباحث. بدأ جيفوسكي ترحاله في عمر ناهز الثلاثين عاما، حيث كان لديه طموح دائم للسفر إلى الشرق فنرى انه في سنة 1815 أو ربما في 1818 رحل إلى الشرق وزار العديد من البلدان، تركيا سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن والعراق، ويبدو أن اهتمامه بحياة البدو وتربية الخيول العربية قد سيطر على فكره خلال فترة حياته. وتذكر بعض المصادر المهتمة بتربية الخيول أن الدافع أو الهدف الرئيسي من سفره إلى الشرق العربي كان من أجل إحضار خيول عربية أصيلة للاصطبلات الاوربية.

فبعد انتهاء الحرب النابليونية في أوربا وبأمر من الملكة اليكساندرا الأولى في فيرتينبورج سافر جيفوسكي إلى الصحراء العربية في 1817 من أجل استحضار خيول لاصطبلات الملكة[2]. وفي هذه الرحلة تواجد في دمشق والمناطق المحيطة بها وفي رحلة ثانية ولنفس الغرض أقام في حلب ، وفي عام 1234هـ / 1819م كان جيفوسكي قد بدأ يدخل في عالم البدو الرحل، وكما نعرف سكن جيفوسكي فترة ليست بالقصيرة في بطن من بطون قبيلة عـنـزة البدوية (شمال المملكة العربية السعودية حاليا) وهي قبيلة الـرولــه وعاش حياتهم وقلدهم في معاشهم وسكنهم ولباسهم، بل وشارك في الحروب القبلية التي كثيرا ما كانت تنشأ بين البدو في الصحراء، وكان يدعى لهم أنه من نسل قبيلة عربية، هاجر جده إلى بولندا " ليخستان"، بل وسيطرت عليه فكرة انه من نسل القبائل العربية وأن أجداده الأوائل قد هاجروا إلى شرق بولندا[3]، ويبدو أن هذه القصة التي اختلقها وكان يرددها على مسامع البدو الذين يعيش بينهم قد سيطرت عليه حتى صدقها هو نفسه. ولقد أطلق عليه العرب أو هو على نفسه اسم الأمير وسموه أو سمى نفسه باسم الأمير تاج الفخر. وتكتفي الموسوعة العامة البولندية بالقول أنه منح لقب أمير في مصر ونسب إلى بيت "تاج الفخر" ولقب بصاحب اللحية الذهبية[4]. وليس لدينا فكرة محددة بالضبط عن الفترة التي قضاها في الشرق وربما يتفق المؤرخين بأنه ربما قضى هناك من 5-6 سنوات[5].

وقد انعكست اهتمامات جيفوسكي على أهم أعماله الإستشراقية، ومن ضمنها مذكراته التي حملت عنوان "عن الخيول الشرقية أو الخيول من سلالة شرقية" وقد يقال أنه عشق الشرق العربي من خلال عشقه للخيول العربية [6]، وقد نشر أيضا سلسلة من المقالات عن هذا الموضوع في مجلة مناجم الشرق [7]، وجاءت مقالاته محلاة بالرسوم الجميلة عن الخيول، وتتميز أغلب لوحاته بالحيوية الدافقة، ويؤكد الباحثون انه هو الذي قام برسمها. ويسود الاعتقاد في الأوساط البولندية أن جيفوسكي يعد واحدا من أهم مربي الخيول الأصيلة في بولندا، ويقال أنه في مطلع شبابه كان يمتلك في اصطبلاته ما يناهز 60 رأسا من الخيول الأصيلة[8]. هذا وقد قام بنشر عدد أخر من المقالات تحوى معلومات عن فقه اللغة وعن التاريخ العربي الإسلامي. نشر أيضا وصفا لرحلته إلى منطقة تدمر في سوريا. وجاء هذا المؤلف تحت عنوان رحلة إلى تدمر، ومصنف عن "ريح الصحراء" وخريطة عن تركيا [9]. ولقد حاول جيفوسكى بعد عودته إلى بولندا ان يهتم بموضوع تعليم اللغات الشرقية وكان لديه مشروعات استشراقية عديدة ومنها إنشاء مجمع علمى في بولندا يهتم بالأستشراق كما انه عاد وفي حوزته الكثير من المخطوطات التي زود بها المستشرقين وكذلك المكتبات وفي سنة 1830 اشترك جيفوسكى في انتفاضة نوفمبر تشرين ثاني 1830 – 1831م ضد الاحتلال الروسي والتي قام بها الشعب البولندي من اجل نيل استقلاله، وتقول المصادر أنه وبفضل خيوله استطاع أن يكون فرقة من الفرسان التي شاركت في هذه الانتفاضة.

وانقطعت أخبار جيفوسكي بعد ذلك الأمر الذي روج لكثير من الشائعات عن ظروف وفاته في موقعة داشوف في 14 مايو ايار 1831 ، أو اختفائه الغامض والتي نسجت من خلالها الكثير من الأساطير التي حامت حول ظروف اختفائه، ومن ضمنها أسطورة مفادها أنه نجا بحياته وفر إلى سافرانيا حيث توجد اصطبلاته وانتقى اثنين من خير خيوله التي حملته مرة أخرى إلى الصحراء العربية، وعاد مرة أخرى إلى الشرق حيث قضى بقية حياته وسط القبائل العربية متنكرا حتى توفي..!.

هذا وقد ألهمت أسطورة جيفوتسكى خيال الشعراء والأدباء الرومانسيين في بولندا. فكان موضوعا لاشعارهم وآدابهم، فكتب عنه الشاعر البولندي مسكيفتش قصيدة الفارس" Rycerz" وكذلك كان ملهما للشاعر سوفاتسكى في قصيدته بعنوان " الفخر بفاتسواف جيفوسكي Duma o Wacławie" “Rzewuskim. وقد استلهم الأدباء البولنديين وخاصة الشعراء منهم شخصية جيفوسكي في أعمالهم وجعلوه عنوانا لقصائدهم مثل فنسنت بولا W. Pola في قصيدته الشهيرة بعنوان القائد ذو اللحية الذهبية، و لودفيغ يابونوفسكي L. Jabłonowski، كما كان ملهما أيضا للرسامين البولنديين، ورسمه الفنان بيوتر ميخاوفسكي Piotr Michaowski في لوحة رائعة على صهوة جوادة في زي عسكري تركي ومعتمرا الطربوش التركي[10]، أما يوليوش كوساك Juliusz Kossak فقد رسمه في لوحة بعنوان جيفوسكي في الصحراء العربية، حيث رسمه على صهوة جواده في زي بدوي مخترقا الصحراء حاملا في يده حربة عربية طويلة[11] ، كما ألف ليون كابلينسكي Leon Kapliński في عام 1881 كتابا عن حياته وتاريخه تحت عنوان "الأمير جيفوسكي" [12] وكتب يان بجوزا عن مغامراته واستلهمه في قصة عن تاريخ حياته بعنوان الأمير جيفوسكي Emir Rzewuski نشرت عام 1969م [13] .

وقد حاول جيفوسكي بعد عودته إلى بولندا أن يوجه اهتمامه نحو تعليم اللغات الشرقية ومنها العربية بالطبع، وكانت لديه مشروعات استشراقية عديدة منها إنشاء أول مجمع علمي في بولندا يهتم بالاستشراق كما أنه عاد من الشرق وبحوزته الكثير من المخطوطات العربية التي زود بها المستشرقين البولنديين والمكتبات المختصة. ولقد أصبح جيفوسكى بعد ذلك علاقة مميزة من علاقات العصر الأدبى الرومانسي، اذ أصبح بطلا للقصص والأشعـار.. وقد كانت لدي فرصة في الإطلاع على بعض مخطوطات الرسوم التي تركها جيفوسكي والمحفوظة في المكتبة الوطنية في وارسو والتعليقات المكتوبة بخط يده على هذه الرسوم وذلك ضمن مذكراته المعنونة Sur les chevaux orientaux et provenants des races orientales''"، وهي المذكرات التي ظلت تنتقل من يد إلى يد حتى أصبحت أخيرا وفي عام 1927في حوزة المكتبة الوطنية البولندية، ويقال أنه حتى عام 1945 لم ير هذه المذكرات سوى 9 أشخاص فقط. ولا شك إن ما خلفه جيفوسكي لنا في هذه المذكرات يهم بشكل كبير علماء التاريخ والانثربولوجي والآثار والدراسات الشرقية والفن والفنانون وفي نهاية الأمر جمعيات ومؤسسات تربية الخيول. ونجد في هذه المذكرات أكثر من 400 لوحة رسمها جيفوسكي بريشته، الغالبية منها ملونة وتعبر عن الحياة البدوية وانطباعاته عن الصحراء، والمدن والأسواق والأماكن التي زارها. كما ترك نوت موسيقية مكتوبة بخطه عن الألحان العربية والبدوية القديمة التي سمعها وسجلها بقلمه والتي بلا شك تعد قيمة ثقافية كبيرة للمتخصصين والمستشرقين ،وتمثل الحصان العربي في الكثير من هذه اللوحات بل واعتبرت رسومه عن الجواد العربي معبرة عن الحس البولندي ودرجة عشقه للخيول العربية الأصيلة والتي نجد نسخها المصورة حتى الآن تزين جدران العديد من البيوت البولندية وصفحات الكتب والمجلات المتخصصة في الفن والخيول.

والحقيقة فأن الحكومة البولندية وفي زيارة لأحد أمراء البيت السعودي في عام 2007 لم تر هدية أفضل من رسوم جيفوسكي لإهدائها إلى الضيف الزائر باعتباره أنه عاش على الأراضي السعودية وبين قبائلها في يوم من الأيام، فقامت بإهدائه نسخ مصورة من هذه الرسوم مع ترجمة للحواشي المسجلة بخط المؤلف على هذه الرسوم إلى اللغة العربية.

من قصيدة الشاعر يوليوش سوفاتسكي الفخر بفاتسواف جيفوسكي Duma o Wacławie" “Rzewuskim




كان فارسا، سافر عبر البحار
استراح تحت نخلة
واستظل تحت شجرة سرو
مع صلاة العربي

كان في رحاب مكة
وحيث شاهد قبر الرسول
جواده العربي الأبيض دون شائبة

ومرات سبع عبر به سهول غزة
ووقف أمام الكنيسة وابتهل وسجد
مثلما يفعل المسافرون في سوليمي

أرشدته النجوم في رحلته عبر السهول
حاملا حياته في طرف حربته المجنحة
تائه في العالم واضعا ثقته في خنجره
فقد منحته اياه فتاة عذراء




نقله : عارف الشعيل ، منتدى الرولة .




الهوامش
---------------------------




[1] J.Ostrowski. Wacław Rzewuski w literaturze i sztuce-prawda i legenda, Orient i Orientalizm w sztuce, Materiały sesje stowarzyszenia Historyków sztuki, Kraków 1983.pp193,195.
[2] Horse Sport ,
http://www.horsesport.pl
[3] J. Raychman. Wacław Rzewoski – Tadź al-Fahr”Kontenenty” 1965 No 7 pp.38-39. J. Ostrowski, op.cit.p.196.
[4]Encyklopedia Powszechna, Tom V.
[5] Jan Brzoza, Emir Rzewuski, Nasza Księgarnia, Warszawa 1969, pp. 100,101
[6] J.Raychman. Ibid
[7] نجيب العقيقي. المستشرقون، المصدر السابق ج. 2 ص 90.
[8] Horse Sport ,
http://www.horsesport.pl
[9] نجيب العقيقي. المستشرقون نفس المصدر .
[10] J. Ostrowski. op.cit.pp. 197-198
[11] Horse Sport ,
http://www.horsesport.pl
[12] Leon Kapliński, Emir Rzewuski, Poznan 1881.
[13] Jan Brzoza, Emir Rzewuski, Nasza Księgarnia, Warszawa 1969.
..


















عرض البوم صور جلال الدرعان   رد مع اقتباس

إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
شركة استضافة: استضافة رواد التطوير
الساعة الآن (09:36 AM)


مايكتب في هذا المنتدى لايعبر بالضروره عن وجهة نظر ادارة الموقع وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه