شمــــــــوخ
10/08/07, (01:40 AM)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ..
لغتنـــا العربيــــــة إلى أين ؟
إن ما آلت إليه لغتنا العربية على ألسنــــة أبنائها وأقلامهم يثــــــير الحيرة والقلق..
فبينما العناية الدائبة من المسئولين التربويين في كل بلد عربي وجهود التطوير تبذل على كل مستوى ،
وبصورة دائمة فكراً وتخطيطاً وتنفيــــذاً ، إذ بالمستــــــــوى يتدنى عاماً بعد عام ،
والأجهزة المعنية تحاول إجراء الدراسات بحثاً عن الأسباب الكامنة وراء هذا الإنحدار
الذي أصاب لغتنا العربية بين أبنائها ، حتى كأنها تعيش شريدة في موطنها غريبة بين أهلها وبنيها ،
لقد أتسعت الفجوة بين اللغة وفكر شبابنا وألسنتهم حتى أصبح ألتئامها حلماً بعيد المنال 0
• أليست هذه هي اللغة التي أصطفاها الله سبحانه وتعالى لتكون لغة القرآن الكريم
ولسان رسالة الإسلام إلى أهل الأرض منذ فجر الدعوة إلى يوم القـــــــيامة ؟
• أليست هذه هي اللغة التي عرفها الإنسان العربي منذ كان على هذه الأرض لحن حياته ،
وأنشودة وجوده ، وصوت ماضيه ، ونداء مستقبله ، وترنيمة جهوده ،
وهمسة مناجاته لربه إذا حزبه أمر أو ألمّ به خطر ؟
لا يزال السؤال الذي فرض وجوده في ذهن كل غيـــــــــور على لغتـــه :
من المسئــول عن الجفــــوة بين اللغة العربية وأبنـــــــائها ؟
وكيف السبــــــيل إلى عودة الحياة الناشــــطة إليها ؟
هل هي منـــــــــاهج اللغة العربيــــــــة ؟
لا أعتقد فالواقع يجيب عن هذا التســـــاؤل بالنـــفي فقد خضعت مناهج اللغة العربية لمحاولات جادة للتطوير 0
هل هو المعــــــــــــلم أو المعلــــمة ؟
تكون المأساة أخطر والجرم أكبر إذا سمح معــلم / معــلمة .. اللغة العربية للعامية أن تكون لغة تعليــــمه ،
حيث يصبح تعليـــم اللغة عبارة عن عرض بعض الأفكار والمفــــــاهيم ،
ومعالجة لبعض القضايا الاجتــــــماعية والموضوعات الثقافيــــة ،
حينـــئذ لا يمكن أن يكون معــلم / معلمــة لـــــــغة عربيــــة 0
هل هو مســـــــئولية معلــــمي الــــمواد الأخرى ؟
برأيي أن معلمي المواد الأخرى مســـؤولون مســــؤولية مباشـــرة عن ضعف التلاميذ في اللغة العربية ،
متذرعاً بالمـــبدأ الذي يرى أن أي معلم في المـــدرسة ينبغي أن يكون معلم لغة عربيــة
قبل أن يكون معلماً للفيــــــــزياء أو الرياضيات أو الإجتماعيــــات00
أما كيـــف يكون معلموا المواد الأخرى معلــــمي لغة ؟
فإن تمسكهم والتزامهم باللغة العربية الفصيحة فيما يقدمون من مفاهيم وأفكار وما يعالجون من قضايا
معايشا للّغـــــة طوال اليـــــــوم المدرسي 0
طـــــــــرق العــــــــلاج :
إن لغتنا ليست ضعيـــفة ، ولكننا نحن الضـــــــعفاء ، وليست قاصرة ، وإنما نحن المقصرون ،
إننا نركض وراء بريق الفــــــكر الأجنبي ، وهو يخفي وراءه نوايا الغدر بلغة القرآن الكريم 0
إن العلاج لا يحتاج إلى تطوير منـــــهج ، ولا تغيير كتــــــاب ،
ولا بناء برامج للنـــــــشاط اللغوي إنه بحاجة لأمور ثلاثة في غاية البـــــــساطة 0
من وجهة نظــــــــري ..
الأول / الالتزام باللغة الفصيحة في كل نشاط لغوي يجمع المعلم / المعلــمة و تلاميـــذهم داخل الفصل
أو خارجه منذ يطرق الطفل أبواب المدرسة لتكون العربية الفصيحة أداة تفكيره وأداة تعبيره وأداة ثقافته ،
وأداة أتصاله وتواصله ، لا يسأل إلا بها ، ولا يجيــــب بغيرها 0
الثاني / أن يكوّن المعلم في ذهن المتــــعلم قاعدة لغوية صافيـــة تبدأ منذ خطوات الطفل الأولى
في رحلة التربيـــــة فتنمو معه تترجم نظرته وفكرته ، فتكون ملكاً له يتصرف فيها ويأخذ منها ويعطيها ،
يضيف إليها كل يوم جديداً..
فلو امتلك كل يوم كلمة واحدة لكان رصيده في كل عام دراسي مائتي كلمة بتركيباتها ونسيجها ودلالتها ،
ويحدد المعلم في كل يوم روافدها من كل ما يقـــــرأ ، ومن كل ما يسمع ، ومن كل ما يفهم ،
فتتفاعل قاعدته اللغوية مع مواقفه الحياتية بمنهج عمل منظم ومقصود ويكون هو – أي المعلم – قدوته وأسوته 0
الثالث / أن يتخير المعلم مواقف تعليــــــمية مما يجري في حياة المتعلم ويستـــحوذ على تفكيره
من قضايا ومشكلات ، وما يجب أن يستمــــــع إليه أو يشارك فيه من نشاط لغوي جمعــــي ،
يجد فيه ذاته ويبــــــرز فيه إمكاناته وما يراه مكملا لمطالبه مستجيباً لرغباته بالكلمة العذبة ،
والهمسة المحــــــــببة ، واللغة الإنســــــــــانية الغـــضة0
إن أنت فعلت ذلك جنيــــــــت أطيب الثــــــــمار ...:)
هذا هو الدواء لأخطر داء يلم بنا ويضــــخم الفجوة بيننا وبين لغــــــــتنا
ومن العجائب والعجائب جمة
...........قرب الدواء وما إليه وصـول
كالعيس في البيداء يقتلها الظما
..........والماء فوق ظهورها محمـول
كلي أمل أن يستفـــيد التربويون من هذا العرض وأدعوا أهل الخبرة والإختصاص
لتحرير هذه المشاركة عن طريق نشر وجهات نظرهم لدفع المسيرة التربوية في بلدنا الحبيب ...
,,
كونوا بخيــــــــــــر
شمـــــــــوخ
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ..
لغتنـــا العربيــــــة إلى أين ؟
إن ما آلت إليه لغتنا العربية على ألسنــــة أبنائها وأقلامهم يثــــــير الحيرة والقلق..
فبينما العناية الدائبة من المسئولين التربويين في كل بلد عربي وجهود التطوير تبذل على كل مستوى ،
وبصورة دائمة فكراً وتخطيطاً وتنفيــــذاً ، إذ بالمستــــــــوى يتدنى عاماً بعد عام ،
والأجهزة المعنية تحاول إجراء الدراسات بحثاً عن الأسباب الكامنة وراء هذا الإنحدار
الذي أصاب لغتنا العربية بين أبنائها ، حتى كأنها تعيش شريدة في موطنها غريبة بين أهلها وبنيها ،
لقد أتسعت الفجوة بين اللغة وفكر شبابنا وألسنتهم حتى أصبح ألتئامها حلماً بعيد المنال 0
• أليست هذه هي اللغة التي أصطفاها الله سبحانه وتعالى لتكون لغة القرآن الكريم
ولسان رسالة الإسلام إلى أهل الأرض منذ فجر الدعوة إلى يوم القـــــــيامة ؟
• أليست هذه هي اللغة التي عرفها الإنسان العربي منذ كان على هذه الأرض لحن حياته ،
وأنشودة وجوده ، وصوت ماضيه ، ونداء مستقبله ، وترنيمة جهوده ،
وهمسة مناجاته لربه إذا حزبه أمر أو ألمّ به خطر ؟
لا يزال السؤال الذي فرض وجوده في ذهن كل غيـــــــــور على لغتـــه :
من المسئــول عن الجفــــوة بين اللغة العربية وأبنـــــــائها ؟
وكيف السبــــــيل إلى عودة الحياة الناشــــطة إليها ؟
هل هي منـــــــــاهج اللغة العربيــــــــة ؟
لا أعتقد فالواقع يجيب عن هذا التســـــاؤل بالنـــفي فقد خضعت مناهج اللغة العربية لمحاولات جادة للتطوير 0
هل هو المعــــــــــــلم أو المعلــــمة ؟
تكون المأساة أخطر والجرم أكبر إذا سمح معــلم / معــلمة .. اللغة العربية للعامية أن تكون لغة تعليــــمه ،
حيث يصبح تعليـــم اللغة عبارة عن عرض بعض الأفكار والمفــــــاهيم ،
ومعالجة لبعض القضايا الاجتــــــماعية والموضوعات الثقافيــــة ،
حينـــئذ لا يمكن أن يكون معــلم / معلمــة لـــــــغة عربيــــة 0
هل هو مســـــــئولية معلــــمي الــــمواد الأخرى ؟
برأيي أن معلمي المواد الأخرى مســـؤولون مســــؤولية مباشـــرة عن ضعف التلاميذ في اللغة العربية ،
متذرعاً بالمـــبدأ الذي يرى أن أي معلم في المـــدرسة ينبغي أن يكون معلم لغة عربيــة
قبل أن يكون معلماً للفيــــــــزياء أو الرياضيات أو الإجتماعيــــات00
أما كيـــف يكون معلموا المواد الأخرى معلــــمي لغة ؟
فإن تمسكهم والتزامهم باللغة العربية الفصيحة فيما يقدمون من مفاهيم وأفكار وما يعالجون من قضايا
معايشا للّغـــــة طوال اليـــــــوم المدرسي 0
طـــــــــرق العــــــــلاج :
إن لغتنا ليست ضعيـــفة ، ولكننا نحن الضـــــــعفاء ، وليست قاصرة ، وإنما نحن المقصرون ،
إننا نركض وراء بريق الفــــــكر الأجنبي ، وهو يخفي وراءه نوايا الغدر بلغة القرآن الكريم 0
إن العلاج لا يحتاج إلى تطوير منـــــهج ، ولا تغيير كتــــــاب ،
ولا بناء برامج للنـــــــشاط اللغوي إنه بحاجة لأمور ثلاثة في غاية البـــــــساطة 0
من وجهة نظــــــــري ..
الأول / الالتزام باللغة الفصيحة في كل نشاط لغوي يجمع المعلم / المعلــمة و تلاميـــذهم داخل الفصل
أو خارجه منذ يطرق الطفل أبواب المدرسة لتكون العربية الفصيحة أداة تفكيره وأداة تعبيره وأداة ثقافته ،
وأداة أتصاله وتواصله ، لا يسأل إلا بها ، ولا يجيــــب بغيرها 0
الثاني / أن يكوّن المعلم في ذهن المتــــعلم قاعدة لغوية صافيـــة تبدأ منذ خطوات الطفل الأولى
في رحلة التربيـــــة فتنمو معه تترجم نظرته وفكرته ، فتكون ملكاً له يتصرف فيها ويأخذ منها ويعطيها ،
يضيف إليها كل يوم جديداً..
فلو امتلك كل يوم كلمة واحدة لكان رصيده في كل عام دراسي مائتي كلمة بتركيباتها ونسيجها ودلالتها ،
ويحدد المعلم في كل يوم روافدها من كل ما يقـــــرأ ، ومن كل ما يسمع ، ومن كل ما يفهم ،
فتتفاعل قاعدته اللغوية مع مواقفه الحياتية بمنهج عمل منظم ومقصود ويكون هو – أي المعلم – قدوته وأسوته 0
الثالث / أن يتخير المعلم مواقف تعليــــــمية مما يجري في حياة المتعلم ويستـــحوذ على تفكيره
من قضايا ومشكلات ، وما يجب أن يستمــــــع إليه أو يشارك فيه من نشاط لغوي جمعــــي ،
يجد فيه ذاته ويبــــــرز فيه إمكاناته وما يراه مكملا لمطالبه مستجيباً لرغباته بالكلمة العذبة ،
والهمسة المحــــــــببة ، واللغة الإنســــــــــانية الغـــضة0
إن أنت فعلت ذلك جنيــــــــت أطيب الثــــــــمار ...:)
هذا هو الدواء لأخطر داء يلم بنا ويضــــخم الفجوة بيننا وبين لغــــــــتنا
ومن العجائب والعجائب جمة
...........قرب الدواء وما إليه وصـول
كالعيس في البيداء يقتلها الظما
..........والماء فوق ظهورها محمـول
كلي أمل أن يستفـــيد التربويون من هذا العرض وأدعوا أهل الخبرة والإختصاص
لتحرير هذه المشاركة عن طريق نشر وجهات نظرهم لدفع المسيرة التربوية في بلدنا الحبيب ...
,,
كونوا بخيــــــــــــر
شمـــــــــوخ