
راشيل كوري
في الساعة الثالثة بعد الظهر من يوم الاحد المصادف 16 آذار (مارس) 2003، وفي مخيم
رفح للاجئين، التابع لقطاع غزة المحتل آنذاك، وقفت راشيل كوري ومعها سبعة اصدقاء من ناشطي السلام بوجه
البلدوزرات الاسرائيلية التي كانت تقوّض منازل الفلسطينيين، وتقتلع اشجارهم، وتجرّف اراضيهم الزراعية، وتدفن
آبارهم. وقد وقفت راشيل تحديداً اما بلدورز وزنه (60) طناً كان يحاول تدمير احد المنازل، غير ان راشيل اتخذت من
نفسها درعاً بشرية وتصدت للبلدوزر وهي تحمل مكبرة صوت، وقد نجحت في منعه لمدة ساعتين تقريباً من الوصول الي
الدار. غير ان السائق الاسرائيلي لم يتحمل اصرار راشيل فتقدّم نحوها، وحينما اراد ان يدهسها بجرافته الامامية تسلقت
الي باطن الجرافة المملوءة بالتراب والانقاض غير انه حملها في باطن الجرافة وقلَبها علي الارض فدفنت تحت التراب،
ولم يكتف بذلك بل تقدم الي الامام ساحقاً اياها بنصل الجرافة الحديدي، ثم عاد الي الخلف ليجهز علي حياتها نهائياً.
وفي الساعة الرابعة والدقيقة السابعة والاربعين كان ناشطو السلام ينبشون التراب ليخرجوا راشيل من تحت الانقاض،
لكن بعد فوات الاوان اذ تحطمت جمجمتها، وكسرت اضلاع صدرها، واصيب عمودها الفقري بتلف كبير. وفي تمام الساعة
الخامسة وخمس دقائق كانت راشيل ترقد في مستشفي النجار في رفح حيث كان الاطباء يبذلون قصاري جهدهم
لانقاذها من الموت، لكن الدكتور علي موسي في المستشفي ذاته قد صرح لصحيفة ها آرتس بان سبب الوفاة يعود الي
كسور في الجمجمة والصدر.
هذا الضمير الأمريكي الحي الذي تفضله الشعوب العربية والأسلاميه راشيل كوري فتاة ضحت بنفسها لتعكس وجهة نظر
مغايرة عن الشعب الأمريكي لقد ماتت لتقول أنا فتاة أمريكية سحقت بجرافة أسرائيلية فقط لأوصل رسالة للعالم بأن
هذا الكيان الصهيوني المجرم هو كيان مغتصب للحقوق العربية والأسلامية لقد ماتت لتقول للعالم انا ضميري حي وأبرء
من أفعال المجرم بوش الذي لم يكتفي بدعم هذا الكيان البائس مادياً ومعنوياً بل أكمل جريمته الشنعاء بان أحتل بلاد
المسلمين وأستباح دمائهم راشيل كوري انا أكرر شكري لكي وأقول أنني لن أنسى تلك التضحيات التي قمتي بها
وليس غريباً أن تمطس حكايتك و بأن لا يخرج المتحدث الرسمي بأسم البيت الأسود بصلعته البارقه ليستنكر العمل الشنيع
الذي قامت به أسرائيل تجاه مواطنه أمريكيه ويهدد ويتوعد بأختصار لأنك ضمير أمريكي حي !