المجلس الرمضاني الثاني
أحبابي في الله .. ها نحن في بدايات هذا الشهر الكريم
كنا ننتظره بشوق ولهفة
ونسأل الله أن يبلغنا إياه
ثم قررنا أن نستثمر أنفسنا فيه
ونري الله عز وجل أننا نحب هذا الشهر
فتسابقنا لفعل الخيرات ..
ربما البعض منا وضع خطة لقضاء هذا الشهر فيما يرضي الله
والبعض أراد أن يفعل الخيرات لكنه لم يخطط لها مسبقا
والبعض ترك الأمور على هواها .. إن خيرا فخير وإن شرا فشر
واليوم أشد على أيديكم أحبتي
وأهمس في آذانكم .. مارأيكم لو وضعنا خطة لرمضان؟
" حدد أهدافك " و عليها ابنِ خطتك
لأن تحديد الأهداف يساعدنا على الاستفادة القصوى من الوقت , ويساعدنا أن نمشي في الطريق معنا مصابيح المعرفة والبصيرة
فلا تضيع أوقاتنا هباء ولا نفتح أعيننا لنرى أن رمضان قد انتهى ونحن لم نفعل ماكنا نتمناه فيه
ووقتها لن يعيد الندم هذه الأيام مرة أخرى ..
ضع قائمة بأهم ماتود أن تصل إليه في نهاية الشهر الكريم
>>رضا الله ,, التعود على الصبر ,, التعود على سعة البال,, الإكثار من النوافل,, تربية النفس على الصدقة ,,صلة الأرحام,,
وغيرها .. كل على حسب مايناسبه ومايرى أن نفسه تطمح لأن تصل إليه
وضع أمام كل هدف خطة وطريقة أو عدة طرق للوصول إلى هذا الهدف
ثم حاول جاهدا الوصول إليه ,,
و اختر يوما مناسبا لتقيم فيه ماوصلت إليه وتعيد تقييم أهدافك
هدفنا من هذا هو السمو بأنفسنا ,, والاستفادة من مكارم هذا الشهر الفضيل
فهو شهر الجود وهو شهر الصبر وهو شهر الرحمة والمغفرة و العتق من النيران
فكيف بالله عليكم نخرج من هذا الشهر وأنفسنا مازالت شحيحة وحبال الصبر لدينا ضعيفة؟
ألا تعلمون أحبتي أنه شهر في السنة ؟
أولا تعلمون أنه شهر من عمرنا؟ يقربنا كغيره من الأيام إلى القبر خطوات؟
من منا يضمن أن يعيش إلى رمضان القادم؟ ومن منا يضمن ألا تمر عليه الأيام بظروف قاسية يتطلب فيها بعض الصفات التي كان يمكن أن يكتسبها في هذا الشهر الفضيل؟
إنه فرصة!
نعم فرصة أعطانا هي رب العباد , لنعيد التفكير في كل مامضى ..ونخطط للحاضر والمستقبل.
فكلنا تعلمنا في المدارس أن من حكم الصوم في رمضان أن نحس بالفقراء و المساكين , وأن نعود أنفسنا البذل و السخاء , وأن نزداد قربا من الله
ولكن أحبتي .. من منا رأى في نفسه هذه الصفات بعد انقضاء شهر رمضان؟
كلنا لدينا هذه الصفات "لأننا نمتلك قلوبا " لكن من منا يمتلكها "لأنه يمتلك إيمانا ويقينا وقوة إرادة أوصلته لامتلاكها" ؟
فلنتغتم هذه الفرصة الربانية .. لنرقى بأنفسنا
فنخرج من رمضان وأرواحنا سامية .. وهكذا يجب أن يكون المسلم.
أحبائي .. لا أود أن أطيل عليكم بالحديث
أحببت أن نضع معا خطة ومنهجية ونحدد أهدافنا بدقة .. حتى نمسك بأيدي أنفسنا ونرقى بها
لأننا أمة أصبح الكثير من شبابها وفتياتها بلا أهداف في الحياة
يأكل ويشرب وينام ويفعل مايريد ..
وتحديد الأهداف في هذا الشهر الكريم تمرين لنا .. لنحدد أهدافنا بعد ذلك في هذه الحياة
ونسعى جاهدين لتحقيقها .. والتغيير وقتها قادم بإذن الله
" إنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ " الرعد11
فهل أنتم مستعدون أحبابي ؟
لنا مجلس آخر بإذن الله .. لنقيم فيه أهدافنا التي حددناها اليوم
ومجلسنا هنا مفتوح لكل من يريد أن يضيف شيئا حول هذه الأهداف أو مخططات نستفيد منها جميعا في رسم خطتنا
فلأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حُمر النعم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي كرم الله وجهه.
والله أسأل أن يأخذ بأيدينا جميعا
ويعيننا على الطاعة ويجعل منا جيلا همته عالية
*****
حدث في مثل هذا اليوم "الثاني من رمضان" :
*معركة بلاط الشهداء عام114هـ الموافق 26 أكتوبر عام732 م بين المسلمين بقيادة عبد الرحمن الغافقي وبين الفرنجة بقيادة شارل مارتل في فرنسا في المنطقة الواقعة بين تور وبين بواتبيبه,وكانت المعركة قد بدأت منذ آخر عشر أيام من شهر شعبان.
*فتح المغرب الأوسط في عام82هـ حيث كانت الجيوش الإسلامية تواجه الروم من جهة و البربر من جهة أخرى في شمال أفريقيا بقيادة الحسان بن النعمان.
*سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية عام 132هـ الموافق 13إبريل عام750م.
*مولد المؤرخ و الفيلسوف عبد الرحمن بن خلدون عام732هـ الموافق27مايو عام1332م.
****
محبتكم في الله
الشهيدة