اخبار( الأحد 13/10/1429هـ ) 12/ أكتوبر/2008

[سعود المسعودي]

في وثيقة سربها «الشاباك» الاسرائيلي لـ«معاريف»:
الجيش علم باختطاف شاليط قبل وقوعه ولم يفعل شيئا

عبد القادر فارس ـ غزة
كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية انه قبل يوم واحد من عملية اسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في 24 يونيو عام 2006، اعتقلت قوات الاحتلال ورجال الأمن الداخلي "الشاباك" اثنين من المطلوبين في منطقة رفح، موضحة ان أحدهم ويدعى مصطفى معمر (21 عاما) انهار خلال التحقيق واعترف بأن عملية اختطاف جندي ستحدث في منطقة كرم ابو سالم بواسطة نفق تم حفره، وسارع الشاباك لنقل هذه المعلومة الى قيادة الجيش التي اعتبرتها غير دقيقة ولم تنقلها للجنود في الميدان، غير انه لم تمض سوى ساعات قليلة على اعتراف معمر حتى تم خطف الجندي شاليط. وأضافت "معاريف" الإسرائيلية التي نشرت الخبر بناء على وثائق وصلت إليها، انه وبعد ان امتنع الجيش عن دخول غزة لأكثر من عشرة أشهر، اجتازت قوة عسكرية إسرائيلية خاصة فجر ذلك اليوم، أي قبل خطف الجندي بساعات وحاصرت منزل عائلة الأخوين معمر قرب مدينة رفح، واعتقلتهما لمنع عملية (غير واضحة) يجري التحضير لها وأصبحت في ساعاتها الأخيرة، خاصة وان " الشاباك " كان يعرف نية حماس تنفيذ عملية، ولذلك تم اعتقال الأخوين معمر بهدف إحباطها ولكن وبعد 26 ساعة من المداهمة نفذت عملية كبيرة للمقاومة في معبر " كيرم شالوم "بمشاركة ثلاثة فصائل بينها حركة حماس واعتقل الجندي شاليط.
وتشير الصحيفة إلى أن وثيقة وصلتها تبين بما لا يقبل الشك، أن معمر انهار خلال التحقيق في الليلة التي سبقت عملية الاعتقال، واعترف بالعملية وأكد بأن المنفذين سيصلون عبر نفق تم حفره بالقرب من الموقع، لافتا الى ان قائد كتائب القسام في منطقة رفح محمد أبو شماله هو من طلب منه ذلك وزوده بكاميرا فيديو وبعد الانتهاء من التصوير رجع معمر إلى أبو شماله وسلمه الشريط كما جاء في الإجمال الذي قدمه رجال الشباك لمجريات التحقيق مع معمر، لكن الجيش ظل مصرا على ان المعلومات التي قدمها الشاباك لم تكن دقيقة.