اخبار( الأربعاء 21/11/1429هـ ) 19/ نوفمبر /2008

[سعود المسعودي]

غياب دور الأم يمزق العلاقة بين الأسرة والمدرسة


عائشة الفيفي الرياض
اجمع عدد من المعلمات بأن تواصل الأسرة مع المدرسة شبه غائب ولا يمثل إلا 2%، وأشرن إلى أن الأمهات لا يحرصن على متابعة مستوى بناتهن الدراسي رغم ما لذلك من أثر إيجابي على العملية التعليمية للتلميذة. مديرة إحدى المدارس الثانوية منيرة المرشد تقول : للأسف رغم كثرة طلبنا للأمهات وإعلامنا لهن بضرورة التواصل مع المدرسة إلا أن عدد اللاتي يستجبن قليل جدا ، وهناك عدد من الأمهات يرين أن التواصل مع المدرسة لا فائدة منه رغم أنه إتمام للعملية التربوية وحرصا على الطالبة، وما نلاحظه أن الطالبة المتميزة دراسيا تكون والدتها في تواصل مستمر مع المدرسة ، والعكس صحيح ، وهناك طالبات لديهن العديد من المشاكل ونريد أن نعالجها بالتواصل مع أسرهن ولكن للأسف لا نجد أي تجاوب يذكر ، فهناك أسر سلبية تماما في تعاملها مع المدرسة ..
وتؤكد مرشدة بإحدى المداس المتوسطة بأن المرحلة المتوسطة تعتبر حساسة للطالبة، وتمثل انتقالها من الطفولة للمراهقة ، وتستوجب متابعة الأسرة للطالبة والتواصل الدائم مع المدرسة لتشعر الطالبة بالاحتواء الكامل، وأن أسرتها تهتم بها وتوليها رعاية كبيرة ، ولكن ما نلاحظه هو العكس ،حيث التجاهل والإهمال مشيرة إلى أنها لا ترى الأمهات إلا في يوم الأم أو في الحفل الختامي للأنشطة بالمدرسة مما يؤثر سلبا على شخصية الطالبة ، مشيرة إلى أن كثيرا من الطالبات أصبحن متمردات وقد تقوم احداهن بتصرفات لا تليق بها لعدم وجود المتابع والمرشد لها من قبل الأسرة ، فالطالبة في المنزل مؤدبة أمام ناظر أسرتها ولكنها عندما تحضر للمدرسة تبدأ بإفراغ ما تم حظرها ومنعها منه في المدرسة ، لأنها تعلم مسبقا بأن أسرتها لا تتواصل مع المدرسة ، وأوضحت المرشدة الطلابية بأن أغلب الشكاوى تكمن في عدم تعاون الأسرة رغم أن ذلك يأتي في مصلحة الطالبة ..
وللطالبات رأي حول تواصل أسرهن مع المدرسة وتقول مرام الصافي بأنها طلبت من والدتها بأن تسأل عنها بانتظام لكن أمها أفادتها بأنها لا تجد الوقت الكافي للذهاب إلى المدرسة. وتابعت مرام كنت في بادئ الأمر مهتمة ومن الطالبات المجتهدات حتى إن سألت عني والدتي ابدوا بمستوى رائع ، ولكن عندما علمت من والدتي أنها لا تسأل وغير متفرغة لمتابعتى دراسيا أصبح مستواي الدراسي متوسطا ، فلم أعد اجتهد لأن والدتي مهتمة بشؤون أخوتي الصغار بالإضافة إلى عملها.
يذكر أن عددا ليس بقليل من الطالبات أكدن لـ «عكاظ» أن أمهاتهن عاملات ، وأنهن رغم اهتمامهن بأبنائهن فيظل العمل من وجهة نظر الأبناء مقدما وله الأولوية لدى الأم ، وقد تفضله أكثر من أبنائها ، ولم تستطع كثيرات منهن إخفاء تضايقهن من اهتمام الأم بعملها على حساب بناتها أو أبنائها بشكل عام حيث لا توجد فرصه هنا للحديث مع الأم أو الاسترشاد برأيها أو مشورتها.