السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الموظف.. نعمة من الله وفضل
قد جعلك الله في مكان وموضع مرموق وعظيم بين الناس فأنت في نعمة ومنة من الله يتمنى كثير من الناس أن يكونوا مثلك إذاً فوجب عليك شكر هذه النعمة..
{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} [النحل: 18].
{لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7].
فلتكن ليناً سهلاً تستقبل من يأتيك بوجه طلق بشوش..
«تبسمك في وجه أخيك صدقة»
صاحب خلق رفيع تحترم كبير السن وأصحاب الأعذار كما قال صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه».
وتغيث الملهوف حتى يغيثك الله يوم القيامة.
منزلتك ودرجتك
قدرك ودرجتك عند الله غالية يجزيك بها في الدنيا رضا وحب ويوم القيامة آمناً.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن لله خلقاً خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله».
وقال أيضاً: «من أعان عبداً في حاجته ثبت الله له مقامه يوم تزل الأقدام».
هذا الذي يذهب مع أخيه لقضاء المصلحة فما رأيك وأنت الذي عندك المصلحة وقضاؤها بيدك فكن الآمن يوم القيامة وكن صاحب القدم الثابتة على الصراط وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة».
فما أكرم هذه المنزلة والدرجة التي أنت فيها
إياك والرشوة
الموظف المسلم صاحب مبدأ وخلق فاضل فهو يعلم أن هذه الدنيا وما فيها لا تساوي عند الله جناح بعوضة.
فهل لعاقل أن يعرض نفسه ويضع نفسه في مقام الشبهات من أجل جناح بعوضة بل تصيبه اللعنة والفقر فالكل يحفظ هذا الحديث: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي" [أبو داود].
وفي لفظ ابن ماجه: «لعن الله الراشي والمرتشي».
فلو أحست القلوب واستشعرت شدة الألم والعذاب من اللعن أي الطرد من رحمة الله لفدى كلٌ نفسه بكنوز الدنيا ليفر ويهرب من هذا الطرد وما نحن فيه الآن من تأخر وتخلف وذل للأمة سببه هذا الوباء من الرشوة وفساد الضمائر.
فهل من عودة وتوبة قبل فوات الأوان؟
فوت علينا بكرة
لا يجوز أن يتعامل المسلم بهذا الأسلوب مهما تكن الأسباب؛ لأنه يخالف مقاصد الشريعة الإسلامية حيث الاستهانة بالناس وإضاعة وقتهم في العودة مرة ثانية بل ثالثة وعاشرة.
والوقت هو الحياة
فما رأيك فيمن يضيع عمر وحياة الناس، فليعلم من يفعل ذلك أنه كما حجب ومنع الناس عن مصالحهم عقوبته يوم القيامة أشد، ففي الحديث الذي رواه أبو داود قال صلى الله عليه وسلم: «من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة».
وفي رواية: «أغلق الله تبارك وتعالى أبواب رحمته دون حاجته» [رواه أحمد].
فالقضية أخطر مما نتخيل ونتصور..
فهل من متذكر ومتعظ؟
الجنة في يديك
وذلك أن أمانات الناس عندك تحفظها وتصونها وتؤديها لهم وقت أن يحتاجوا، وتيسر عليهم وبذلك يشهدون لك في الدنيا ويشفعون لك يوم القيامة بل شهادتهم أما الله يوم القيامة تدخلك الجنة ففي الحديث.. «أنتم شهداء الله في أرضه».
وكذلك عندما مرت جنازة فأثنى الناس عليها خيراً أي شهدوا لها بالخير فقال صلى الله عليه وسلم وجبت فقال: «وجبت» فقال عمر رضي الله عنه: وما وجبت يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «شهدتم لها بالخير فوجبت لها الجنة»، ومرت جنازة أخرى فأثنوا عليها شراً فقال صلى الله عليه وسلم «وجبت» أي النار....
فتخيل أن كل من يتعامل معك سيأتي ويشهد لك يوم القيامة فيكون الفوز والنجاة أو يشهد عليك!!!
تعلم من راعي الغنم
لم تكن الوظائف قديماً بهذا الشكل الذي عليه الآن ولم يكن هناك موظفون بالشكل الموجود الآن ولكن كانت بصورة أخرى.
منها أن راعياً كان يرعى غنماً لسيده فمر عليه عمر رضي الله عنه وأراد أن يختبره "تفتيش" فقال: اذبح لنا شاه أو بمعنى شاه؟
فقال: إن هذا المال ليس لي إنه لسيدي. فقال عمر: قل له إن الذئب أكلها فرد عليه الراعي: إن قلت هذا فماذا أقول لربي إذا سألني؟
وفي رواية: إن كان سيدي لا يرانا فالله يرانا، فبكى عمر وحمد الله وذهب لسيده وأعتقه وأهداه قطيع الغنم كله وقال: أعتقتك في الدنيا وأرجو أن تعتقك يوم القيامة.
فلو قلنا أن الراعي يمثل الموظف الذي تحت يده أمانات ومصالح فوجب على الموظف أن يراقب ربه كما فعل الراعي.
الواجبات العملية
* ابتسم في وجه كل من تتعامل معه.
* ساعد الناس ويسر لهم مصالحهم في وقتها.
* لا تتكبر على الناس عند قضاء مصالحهم.
* إياك أن تقبل الرشوة تحت أي مسمى.
* عامل زملائك باحترام ورؤسائك كذلك.
* اعدل بين أصحاب المصالح وإن كان أحدهم قريباً لك.
* اعط مزيداً من الاهتمام لكبار السن.
* اجتنب الغيبة ولا تذكر أحد بسوء.
* حافظ على الصلوات في مكان عملك ومع زملائك وكن قدوة لهم.
* قال صلى الله عليه وسلم: «أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة».
المصدر/موقع وذكر الاسلامي
تحياتي للجميع