شاعرنا العذب علي السابل..
حقيقة لا استطيع ان اصف هذه القصيدة الا بروضة غناء من رياض الشعر اسقاها الغيث وعلها فأنبتت من كل زوج بهيج ..
كنت قد مررت سابقا هنا فاستنشقت عبيرها واليوم اعود لأقطف من زهورها فأستأذنك ..
مااحد مشى في طريق الشوق وهو مكره
ياكود انا والمتاعب غصب ماشيها
معادلة رياضية شعرية استطيع ان اطلق عليها قانون علي السابل .. طريق الشوق = المتاعب
المتاعب = طريق الشوق ..
مكره =غصب ماشيها ..والعكس صحيح ..
اذن هنا ترادف في المعنى وتعبير عن معنى بأكثر من صورة واكثر من لفظ وهذا جمال على جمال
أنفض تراب الزمن عن سالف العشره
واجمل لنفسي الحاضر بماضيها
بس يا علي .. هنا اربط الفرس
الشطر الاول شعر من ارض ..
انفض تراب الزمن عن سالف العشرة ..
ابدعت وامتعت هنا فلله درك يا ابا مصعب ..
تغيب شمسي وحلم شروقها بكره
ما جاب ليل الشتا والبرد طاريها
حلم الشروق تفاؤل لمتشائم .. شروق لغروب .. وايضا ليل الشتا ما جاب طاريها ..
أظماك غيث الهوى واشربك من نظره
اروى حلاها ثواني وارجع ابكيها
بتصوري ان غيث الهوى منادى حذف حرف النداء منه ..والظمأ لغيث الهوى لا يقطعه الا ان تشرب حبيبك من نظرة ..ثم ماذا .. تروى حلاها ثواني ثم عودة مرة اخرى للاختفاء ..ارجع ابكيها
وتغرق حروفي بهاجس ذكرك العبره
وابكي قصايد وتبكيني معانيها
اما غرق الحروق بالعبرة فهذا ابتكار لم تسبق اليه ..يعني هنا بصمة علي السابل
بيت القصيده ليا حطيتك بصدره
تشرق بك حروفه اولها وتاليها
وهذا ابداع آخر .. اشراق للحروف بعد بكائها وغرقها بالعبرات والسبب هناك هاجس ذكرى لمفارق بعيد وهنا موجود في صدر بيت القصيدة وليس في صدر القصيدة .. سحر حلال بلا تكلف
حبيبة الليل لياهب الهوا عطره
مالت غصون الغلا يمة سواقيها
حبيبة الليل .. وحكاية الليل مع العشاق حكاية ليست جديدة لكن الجديد هو ( ليا هب الهوا عطره ) فالهوا هو العطر والعطر هو الهوا والنتيجة الحتمية : مالت غصون الغلا يمة سواقيها
الصمت مايستوي واحساسنا يشره
ونظرة عيونك حكاية عشق ترويها
والهمسه اللي تولع قلبي بأسره
من شحها ما تبل عروق ضاميها
والخاطر اللي سنين ولا برا كسره
ماطاع يشكي من ايامه تماديها
ولو كان عذر الزمن هو سالفة غدره
اهل الوفا ما تغير به مباديها
امام ما سبق لا يسعني الاالسكوت والترديد معك ..
صح لسانك وصح كلك ..