المجلس الرمضاني الخامس
مقتطفات من كلمات داعية (الجزء الأول)
أسعد الله أيامكم بالخير و المسرات أحبابي في الله
في مكة المكرمة .. وبعد رحلة شوق للحرم المكي
استمعت إلى كلمات نورانية حقة .. كلمات داعية خرجت من القلب لتستقر في القلب
فأحببت أن أغير موضوعي لهذا اليوم
وأشرككم معي في بعض النقاط الرائعة التي سمعتها منه ولخصتها بطريقتي
لعل الله أن يكتب لكم أجر هذا المجلس معنا
وأن ينير علينا بنور الإيمان والهدى واليقين ..
#لحلقات الذكر أهداف و فضائل و آداب
أما أهدافها:
1-اليقين, لأن المرء كلما ازدادت جرعات الإيمان لديه كلما ازداد يقينا بهذا الدين
2-تعلمنا كيف تتأثر قلوبنا بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم, فنحن بطبيعتنا بشر نمتلك الكثير من المشاعر و الأحاسيس ونتفاعل مع أحداثنا اليومية ونتأثر بها, عند المرض و عند الفرح .. ألم تسمع رجلا يوما يقول بكيت من شدة الفرح؟ إذا هو تأثر , وإذا سمعت يوما بقصة مأساوية حدثت لفتاة أو لفتى أو لقوم ألا تتأثر؟
مابالنا إذا يُتلى علينا كلام الله ولا تتحرك فينا شعرة؟
لأن قلوبنا قست .. وعلاجها أن نعلمها كيف تتأثر بكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم, والذي هو أحد أهداف حلق الذكر.
3-أن يأتينا نور هذا الكتاب وهذا الإسلام, فقد قال تعالى: "مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا" الشورى52
فوصفه الله بالنور , وقال تعالى: " أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا" الأنعام122
فجعل هذا الدين نور يمشي به الإنسان , فكيف نكتسب هذا النور ونزيده في أنفسنا؟ حلق الذكر طريقة من هذه الطرق
4-أن يأتينا الشوق والرغبة في الأعمال الصالحة , فإن الإنسان بطبعه اجتماعي يحب أن يكون معه من يشجعه في دربه ومسيرته, وعندما يجتمع مع أناس همهم طاعة الله يحمسونه ويذكرونه دوما يزداد شوقا ورغبة في العمل الصالح, و العكس صحيح .. حتى قالوا في الأمثال الشعبية: " الصاحب ساحب ".
أما فضائل هذه الحلقات:
1-نزول السكينة, ومافائدة السكينة في حياتنا؟ هل نحتاجها حقا؟ ... أترك لكم الجواب إذا علمتم أن السكينة هي الطمأنينة في الحياة وأن الطمأنينة سبب لزيادة الإيمان فهناك إيمان موجود وهناك إيمان مطلوب
أما الإيمان الموجود فهو لدينا جميعا وأما المطلوب فهو الذي ينبغي أن نجتهد ونعمل للحصول عليه
والفرق بين الموجود و المطلوب كمن يحمل 200 ريال فقط فهذا هو المبلغ الموجود معه ولكن السيارة التي يريد شراءهاقيمتها 2000 ريال وهذا هو المبلغ المطلوب.
ولذلك قال تعالى يخاطب المسلمين وهم مسلمون: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ" النساء136
فهم مؤمنون ومع ذلك يقول لهم آمنوا, يقصد الإيمان المطلوب لا الموجود.
2-تغشى الجالسين الرحمة
3-تحفهم الملائكة , وقد ذكرنا هذا في أول مجلس لنا ولكني أحب أن أزيد شيئا قاله هذا الداعية وهو فائدة أن تحفنا الملائكة
أن نكتسب بعضا من صفاتها, فالجليس يكتسب من جليسه . وإذا تساءلنا ماهي صفات الملائكة؟ أذكر لكم واحدة منها,
قال تعالى: "لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" التحريم 6
4-يذكرهم الله فيمن عنده
5-يُغفر لهم في نهاية المجلس, بل حتى من جلس معهم يريد حاجة من أحد جلاس هذه الحلقة ولم يكن هدفه حضور الحلقة بذاتها ..
وقد تكلمت عن هذه الفضائل في مجلسنا الأول
أما آدابها فهي:
1-الانصات
2-التصديق, ويُعنى به التصديق لكلام الله فيما أمر دون استعراض الأمر على العقل لنرى هل يوافقه أم لا
فكلام الله عز وجل يستوجب التصديق الكامل منا ,, وكذلك التصديق لما يُتلى علينا من آيات في حلق الذكر هذه
وأضرب لكم مثالا.. عندما أقول لكم قال الله تعالى: "يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ" البقرة276
فيجب أن تصدقوا أن هذه الصدقات تربو عند الله عز وجل وأن تتمثلوها في حياتكم لأنكم مصدقين بها
فقد روي أنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أتى لعائشة رضي الله عنها بشاة فوزعتها صدقة كلها إلا كتفها, فلما سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم عما بقي من هذه الشاة أجابته: بقي كتفها , فقال لها مصححا ومصدقا بقوله تعالى : " كلها بقي إلا كتفها "
فهل وصل بنا التصديق بكلام الله إلى هذه الدرجة التي وصل إليها الرسول صلى الله عليه وسلم؟
3-التطبيق , لو أخبرتكم أن أحد المؤلفين جمع في كتاب ألف سنة للنبي صلى الله عليه وسلم كان يفعلها في اليوم والليلة, ثم سألت نفسي وسألتكم " كم سنة نطبق منها في اليوم " ؟
4-التبليغ للناس , وهذه مسؤولية كل مسلم فينا , فهي دعوة أمرنا به , وهو علم يجب ألا نكتمه
# في أحد الأزمان كان هناك ملك عظيم له "بلهول" يحبه بشدة , وكان وزراء الملك وحاشيته يحسدونه على مكانته هذه ويرون فيه رجلا لا منفعة منه فكيف يحبه الملك كل هذا الحب؟ ففي أحد الأيام سأله أحد الوزراء: مافائدة هذا البهلول ولم تحبه كل هذا الحب وهو رجل لا قيمة له, فأجابه الملك ستعرف قريبا, وبعدها بمدة أولم الملك بوليمة كبيرة جدا دعى إليها سادة القوم وكبرائهم وأشرافهم وحاشيته جميعا وبالطبع معهم هذا البهلول , وفي وسط المكان وضع طاولة بها أثمن وأندر جوهرة في العالم في ذلك الوقت , وبينما هم جلوس إذ نادى الوزير وقال له: اكسر هذه الجوهرة , فاستنكر الوزير ذلك وقال له كيف أكسرها وهي أثمن وأندر جوهرة في العالم؟ فقال له الملك : حسنا اذهب إلى مكانك, ثم نادى رجلا آخر من حاشيته وطلب منه نفس الطلب فأجابه بنفس الإجابة , وهكذا حتى أتى بهلول الدور فقال له الملك: اكسر هذه الجوهرة , وبدون أي مناقشة أو مساءلة أخد بهلول بالطاولة وكسر الجوهرة فتناثرت إلى قطع صغيرة , ودهش الجميع وصاحوا به ماذا فعلت أيها الأحمق؟ فقال له الملك بصوت عال أمامهم: يابهلول لماذا كسرت هذه الجوهرة وهي أثمن وأندر جوهرة في العالم؟ فأجابه البهلول قائلا: "لأن أوامرك ياسيدي مطاعة عندي و رضاك عندي أهم من أي شئ في العالم حتى لو كانت هذه الجوهرة " فالتفت الملك إلى حاشيته وقال لهم: " هل عرفتم الآن لماذا هو أقربكم مني منزلا وأحبكم عندي؟ "
وهذا مثل يضرب في حب الله عز وجل لعباده الطائعين ولله المثل الأعلى
والقصة في رأيي أبلغ من أي شرح قد أزيده في هذا الباب
#مقصد الصيام الأساسي هو حصول التقوى, قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" البقرة183
يطول الحديث أحبتي ,,, ونكمل في مجلس آخر بإذن الله
وأسأل الله أن يجعل مجلسنا هذا حلقة من حلق الذكر وأن يتقبله منا جميعا
لي ولكل من قرأه وبلغه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
حدث في مثل هذا اليوم " الخامس من رمضان" :
*استرد المسلمون مدين انطاكية من يد الصليبيين عام666هـ/19مايو 1268م بعد أن ظلت أسيرة في أيديهم170عاما, وكان لوقوعها صدى كبير لدى الصليبيين إذ كانت ثاني إمارة بعد الرها يؤسسها الصليبييون في الشرق.
*ولادة عبد الرحمن الداخل عام113هـ/9نوفمبر 731م وهو الملقب بصقر قريش في دمشق وهو مؤسس الدولة الأموية في الأندلس.
***
محبتكم في الله
الشهيدة