السوسة الحمراء تقضي على 100 ألف نخلة سنويا
الزراعة: إصدار 40 عقوبة ضد مهربي وناقلي فسائل النخيل و 4 آلات لفرم المصابة

جانب من عمليات إزالة النخل المصاب بالسوسة الحمراء
نجران: أحمد معيدي
بدأت وزارة الزراعة الخطوات العملية لمشروع فرم النخيل للتخلص من سوسة النخيل الحمراء, وقد حصلت الوزارة على أربعة آلات لفرم النخيل من إحدى الشركات العالمية وتم توزيعها على الرياض ووادي الدواسر والخرج والأحساء بقيمة 25 مليون ريال وقد تضمن التعاقد مع الشركة الموردة إنشاء مصنع لتحويل ناتج عمليات فرم النخيل إلى سماد عضوي, كما تتولى الشركة عمليات فرم النخيل وتدريب الكوادر المحلية لمدة عام كامل. وبين مدير عام إدارة وقاية المزروعات بوزارة الزراعة فهد بن محمد آل ساقان أنه تم اكتشاف مئة ألف نخلة مصابة بسوسة النخيل الحمراء في عام 1427 وتمت إزالة ما يقارب 35 ألف نخلة منها في نفس العام وعلاج 15 ألفاً على أن تتم إزالة ما تبقى تدريجيا. وأكد أن معدل اكتشاف النخل المصاب منذ ذلك الحين بلغ 100ألف نخلة سنوياً, مشيرا إلى أن نقل الفسائل بين المناطق والمزارع المختلفة بالإضافة إلى جهل بعض المزارعين بحقيقة الإصابة ساعدا في انتشارها بشكل كبير. وأكد آل ساقان أن الوزارة أصدرت 40 قرار عقوبة بحق عدد من المواطنين والمقيمين قاموا بنقل وتهريب فسائل نخيل غير مرخصة إلى المملكة, وبالتالي تم حرق جميع هذه الفسائل من قبل المختصين كما أكد على احتياج برنامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء إلى دعم مالي وكادر بشري إضافي لتغطية مناطق الإصابة وزيادة أعداد المحاجر الزراعية الداخلية لنقاط التفتيش, وبين صعوبة اكتشاف النخيل المصاب في بداية الإصابة نظرا إلى تركز الإصابة في الأنسجة الغضة داخل الجذع وعدم ظهور تغيرات على الشكل الخارجي للجذع والسعف. وذكر آل ساقان أن أسباب انتشارها عدة أسباب أهمها قلة الوعي لدى شريحة كبيرة من المزارعين وكذلك وجود المزارع المغلقة والاستراحات, بالإضافة إلى الكسب المادي من قبل ضعاف النفوس والمتمثل في تهريب فسائل النخيل بوسائل متعددة وفي أوقات مختلفة, وحذر من قيام بعض المزارعين بنقل أو إهداء الفسائل لأصدقاء لهم داخل المنطقة أو خارجها دون التأكد من سلامة تلك الفسائل لوقف انتشارها بين المزارع, مؤكدا أن الدعم وتفهم المسؤولين لما تحدثه هذه السوسة من أضرار بالمزارع يحدان من انتشارها في المملكة لا سيما في ظل تزايد عدد النخيل وارتفاعها إلى ما يربو على 22 مليون نخلة لأكثر من خمسمئة صنف. وبين آل ساقان أنه ومنذ اكتشاف الإصابة ووزارة الزراعة تعمل على مكافحتها بكافة الوسائل والأساليب وتعمل على توفير كافة الإمكانيات البشرية والآليات والمعدات والمبيدات ومتابعة الأساليب الجديدة المتبعة في المكافحة في مناطق وجودها في العالم, وأبرزها استقدام الخبراء والمختصين الذين سبق أن خاضوا تجربة سابق مع هذه السوسة مثل الهند وباكستان والصين وأمريكا ومصر, ومن الأساليب منع استيراد النخيل أو أي جزء منه إلى المملكة وكذلك إدخال المصائد الفيرمونية في الكشف عن الإصابة ومكافحة الآفة, وتطبيق نظام الحجر الزراعي الداخلي. وأضاف آل ساقان أنه نظرا إلى مستجدات جديدة في مكافحة هذه السوسة فقد أخذت الوزارة على عاتقها تطوير العمل بما يتلاءم مع حجم توسع الإصابة ومنها زيادة مخصص برنامج مكافحة سوسة النخيل الحمراء, والتعاون مع خبراء ألمانيين في مجال الصوتيات للكشف المبكر عن الإصابة وكذلك إيطاليين لتطبيق تقنية الحقن وذلك بدفع المبيد إلى داخل جذع النخلة. وأشار محمد آل ساقان إلى تشكيل فريق وطني بموافقة وزير الزراعة من عدة جهات حكومية لوضع إستراتيجية لمكافحة سوسة النخيل الحمراء بناء على توصية من أعضاء مجلس الشورى وندوة عقدت بمدينة الملك عبد العزيز عن مخاطر سوسة النخيل وتأييد ومساندة من قبل أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز ومتابعة من قبل الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز. كما بين أن هناك عقوبات مالية بحق من يخالف تعليمات الحجر الصحي حيث تنص تلك التعليمات على إيقاف المركبة التي تنقل فسائل نخيل وإخضاعها للتفتيش وإيقاف من لا يحمل شهادة صادرة من وزارة الزراعة أو تكون الفسائل غير مرصوصة بسلك معدني مختوم بختم وزارة الزراعة لدى أقرب مركز شرطة لحين صدور قرار العقوبة وتحصيله مع التخلص الفوري من الفسائل. كما بين آل ساقان أن أكثر المناطق إصابة بالسوسة الحمراء هي الإحساء ووادي الدواسر والقطيف وتبوك ونجران والخرج,بينما تم وقفها في كل من حائل والمدينة المنورة والباحة والقصيم ومحافظة الزلفي والمزا حمية. يذكر أن الحشرة قدمت إلى المملكة ودول الخليج العربي من موطنها الأصلي بولاية البنجاب بالهند حيث تم اكتشافها في المملكة العربية السعودية في عام 1407 بمحافظة القطيف بأحد المشاتل ولم يكن يعرف سلوك تلك الحشرة وحجم الضرر الذي تحدثه آنذاك, وثاني اكتشاف لها كان بمنطقة تبوك (البدع) في عام 1409.