يا أيها المريض:
إذا طال بك المرض واستمرت بك الآلام فلا تسيئنَ الظن بربك،
وتعتقد أن الله سبحانه وتعالى أراد بك سوءاً، وأنه لايريد معافاتك،وأنه ظالم لك، فإن
ذلك جرم عظيم وخطر جسيم .
فالله سبحانه وتعالى منزه عن الظلم وهو الحكم العدل، بل هو الرحيم المتفضل ،
قال تعالى{إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون}
وقال سبحانه{إن الله لا يظلم مثقال ذرة}
واعلم أن الله عند ظنك به ،فإن ظننت به خيراً حقق ذلك لك وإن ظننت به سوءاً كان الله
عند ظنك.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم
(يقول الله عزوجل أنا عند ظن عبدي بي،وأنا معه حين يذكرني)
قال ابن القيم رحمه الله"يعني ماكان في ظنه فإني فاعله به"
قال أحد الشعراء
إذا ابتليت فثق بالله وارض به
إن الذي يكشف البلوى هو الله
إذا قضى الله فاستسلم لقدرته
مالا مرئ حيلة فيما قضى الله
اليأس يقطع أحيانا بصاحبه
لاتيأسن فإن الصانع هو الله
فليعتن اللبيب الناصح لنفسه بهذا الموضع وليتب إلى الله
تعالى وليستغفره كل وقت من ظنه بربه ظن السوء بنفسه التي هي مأوى كل سوء
ومنبع كل شر المركبة على الجهل والظلم فهي أولى بظن السوء من أحكم الحاكمين
وأعدل العادلين وأرحم الراحمين فذاته لها الكمال المطلق من كل وجه وصفاته وأفعاله
كذلك كلها حكمة ومصلحه ورحمة وعدل وأسماؤه كلها حسنى.
فلا تظن بربك ظن سوء
فإن الله أولى بالجميل
ولاتظن بنفسك قط خيراً
وكيف بظالم جان جهول
وقل يانفس مأوى كل سوء
أيرجى الخير من ميت بخيل
وظن بنفسك السوآى تجدها
كذالك وخيرها كالمستحيل
وما بك من تقى فيها وخير
فتلك مواهب الرب الجليل
وليس بها ولا منها ولكن
من الرحمن فالشكر للدليل