ماهو الذنب ؟؟
هو ارتكاب فعل ٍ منهي عنه ،، أو ترك فعل س مأمور ٍ به ،، في مخالفة صريحة للقوانيين الإلهية ....
إن أغلب الآسي التي تعانيها الأمة الآن ناشئة من الذنوب والمعاصي ،، التي تفشت وتشعبت في البر والبحر ،،
لمدى أننا لا نأمن على أنفسنا في اي مكان ٍ منها ،، فعدم مبالاة الناس بما يجري ،، وعدم مبالاتهم بما يصنعون
من الذنوب والمعاصي المتتالية من غير رادع ،، هي كفيلة بغضب ٍ من الله ينزله عليهم كما أنزله على الذين من قبلهم ،،
ويحكي لنا التاريخ عن تلك المدن والقرى التي خلت ولم يبقَ غير اسمها ،، ذلك لأنهم طغوا واتبعوا أهوائهم فجزاهم الله بذنوبهم
ومعاصيهم ؛ فما الذي رفع القرى اللوطية حتى سمعت الملائكة ننبيح كلابهم ،، ثم قلبهم عليهم ،، فجعل عاليها سافلها ،،
فأهلكهم جميعاً ،، ثم أتبعهم حجارة ً من السماء أمطرهم بها ؟؟ فجمع عليهم من العقوبة مالم يجمعهُ على أمة ٍ غيرهم ،، ولإخوانهم
مثلها وماهي من الظالمين ببعيد ؟؟
ومالذي بُعث إلى بني اسرائيل من عقوبات من قتل ٍ ،، وسبي ٍ وخراب البلاد ،، وجور الملوك عليهم ،،
ومسخهم قردة ً وخنازير ،، وآخر ذلك قسم ٌ من الله تبارك وتعالى :-
{{ ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب }} ....
ومع هذا الذي يسمعه المسلمون ،، تراهم يغفلون عن اللآثار الدنيوية للذنوب ويتخيلون أن معصية الله مقصورة
على العذاب الآخروي ،، وبما أنه مؤجل فإنهم يتهاونون ،، دون أي موعظة مما حصل لغيرهم في الأزمن الغابرة ..
لأجل هذا كانت للمعاصي دون هذا الجزاء العظيم من الله آثاراً كثيرة على حياة العاصي ومن هذه الآثار المذمومة :
1- أن المعاصي تقصر العمر وتــُمحق بركته ،، وتنزع البركة من المال ،، حيث ينقص الرزق ،، وينزع مما فيهما من بركة ،،
فالعبد حين يعرض عن الله باشتغاله بالمعاصي ،، ضاعت عليه أيام حياته الحقيقية ،، وذهبت باطلاً ،، بسبب العوائق
وتعسرت عليه أسباب الخير بحسب اشتغاله بأضدادها ،، وذلك نقصان ٌ حقيقي من عمره ....
2- أن ينسلخ من القلب استقباحها فتصيرُ له عادة فلا يستقبح من نفسه ِ رؤية النفس له ،، ولا كلامهم عليه ،، وهذا من أرباب
الفسوق وهو غاية التهتك وتمام اللذة ،، حتى لتراهم يفتخرون بالمعصية ويحدث بها من لم يعلم ،،، وهذا الضرب من الناس
لا يعافون ويسد عليهم طريق التوبة في الغالب ...
3- ومن آثارها :أنها تــُحدث في الأرض أنواعاً من الفساد ،، في المياة والهواء ،، والوالزروع والثمار والمساكن :
قال تعالى :{{ ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ، ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون }} ..
وهذا مايحدث سبحان الله في الأرض من تأثيرها من الخسف والزلازل والأعاصير والرياح العاتية ،،
ومحق الأرض وجفافها ،، ونزع بركتها ...
4 - ومن عقوبات الذنوب أيضاً : أنها تطفئ من القلب نار الغيرة ،، التي هي لحياته وصلاحه كالحرارة الغريزية ،،
لحياة جميع البدن والروح ،، والمقصود أنه كلما اشتد ملابسة الذنوب أخرجت من قلبه الغيرة على نفسه ،،
وأهله وعموم الناس ،، وقد تضعف في القلب جداً حتى لا يستقبح أمراً ما ،، وإذا وصل إلى هذا الحد فقد دخل في باب الهلاك
ولهذا كان الديوث أخبث خلق الله ،، والجنة حرام ٌ عليه ،، وهذا يدل على أن أصل الدين الغيرة ،،
ومن لا غيرة له لا دين له ،، فالغيرة تحمي القلب فتحمي الجوارح ،، فتدفع السوء والفواحش ،، وعدم الغيرة
تميت القلب فتموت له الجوارح ،، ومثل الغيرة في القلب مثل القوة التي تدفعُ المرض وتقاومه ،، فإذا ذهبت القوة
وجد الداء القاتل ،، ولم يجد دافعاً فتمكن فكان الهلاك ...
5 - إذا تكاثرت الذنوب وعَظــُــمت ووقع المرء في مستنقع الرذيلة ،، طــُــبع على قلبه فكان من الغافلين كما في قوله تعالى :
{{ كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون }} ..
ومعنى الآية هو الذنب بعد الذنب حتى يعمى القلب ويصدأ ،، فإذا زاد الصدأ غلب وصار راناً والعياذ بالله ،،
ثم يغلب حتى يصير طبعاً وفعلاً وخماً ،، فيصير القلب في غشاوة وغلاف فحينئذ ٍ يتولاه عدوه ويسوقه حيث أراد ...
6 - إن المعاصي تزرع امثالها ويولد بعضها بعضاً حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها ،،
حتى أن كثيراً من الفساق ليواقع المعصية من غير لذة ٍ يجدها ولا داعية إليها ،، إلا لما يجد من الألم في مفارقتها
وأذكر في ذلك قول شاعر :
وكأس ٍ شربت ُ على لذة ٍ &&& وأخرى تداويت ُ منها بها
ولا يزال العاصي يألف الذنوب حتى يرسل الله عليه الشياطين مُتؤزرة إليه حتى أصبحت جند المعصية
بالمدد فكانوا أعواناً عليه ....
7 - ومن أخوف العقوبات أخواني وأخواتي : هي التي تضعف القلب عن إرادته ،، فــَتقوَى إرادة المعصية ،،
وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلّية ،، فلو مات نصفه ُ لما تاب إلى الله
فيأتي من الإستغفار وتوبة الكذابين باللسان بشيء ٍ كبير ،، وقلبه ُ معقودٌ بالمعصية ،، مصرٌ عليها ،،
عازم ٌعلي مواقعتها متى امكنه ،، وهذا من أعظم الأمراض الموردة إلى العذاب ....
هذا في الحياة الدنيوية ولكن حين الموت ودفن المرء تحت التراب فهناك البرزخ ،، ذلك عذابٌ يقارنه ألم
الفراق الذي لا يرجو عودته ،، وألم فوات مافاته من النعيم العظيم ،، باشتغالهِ بضده ،، وألم الحجاب من الله
وألم الحسرة التي تقطع الأكباد ،، فالهم والغم والحسرة والحزن تعمل في نفوسهم نظير من يعمل الهوان ،،
والديدان في أبدانهم بل أن عملها في النفوس دائم ٌ مستمر ،، حتى يردها الله إلى أجسادها ،، فحينئذ ٍ
ينتقل العذاب ُ إلى نوع ٍ آخر هو أدهى وأمر والعياذ بالله .....
ناداهم صارخ من بعد ماقــُبروا &&& أين الأسرة والتيــجــان والحــلــــل ُ
أين الوجوه التي كانــتــ منــعمة ً &&& من دونها تضرب الأستار والكــلـلُ
فأفصح القبر عنه حين ساءلهم &&& تلك الوجوه علـيـها الــدود يـقـتـتــل ُ
قد طالما أكلوا دهراً وما شربوا &&& فأصبحوا بعد طول الأكل قد أ ُكـلوا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
وبعد هذه الوقفة أخي المسلم واختي المسلمة ألا نفكر في أنفسنا بما ضيعناه من اجلها ،، وألا نفكر في توبة ٍ نصوحة
يغفر بها الله مقد سلف من ذنوبنا ومعاصينا ؟؟ ،، ألم يحن الوقت بعد ؟؟ أم نؤخرها إلى وقت ٍ قريب لا نملكه
ولعله لا يكون ،، فاغتنم اخي واختي الفرصة وسارعوا إلى رضوان الله وتجنب سخطه قبل أن يأتينا العذاب الأليم .....
ودمتم بخير .....:more19: